التحالف يلجأ إلى الاستعانه بفصائل وجماعات إرهابية للقتال في صفوفه.
مجتهد نيوز //
رسميًا شرعت قوات التحالف العربي في دمج قيادات ومليشيات يمنية مسلحة، مصنَّفة على لوائح الإرهاب ضمن تشكيلات عسكرية تعمل لصالح أبوظبي، والرياض في تعز ومأرب والساحل الغربي، بما فيها قادة فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة.
تفصيلاً، أكدت مصادر عسكرية متطابقة، أن أبوظبي قررت دمج ما يعرف بـ”كتائب أبي العباس” التي تتبع القيادي السلفي عادل فارع، الذي سبق وإن صنفته وزارة الخزانة الأمريكية في لائحة الإرهاب، ضمن تشكيلة القوات التي يقودها طارق صالح تحت عباءة القوات المشتركة التي قوامها: حراس الجمهورية، والمقاومة الوطنية، والمقاومة التهامية، إضافة إلى كتائب أبي العباس، التي سوف تُسَلّم عنانها لطارق صالح، بمقتضى التوجيهات الإماراتية، التي تخوله قائدًا عامًا لمجموع هذه القوات في الساحل الغربي، إلى جانب الايعاز إلى العناصر المسلحة التي يقودها رجل الدين السلفي يحيى الحجوري بأخذ زمام السيطرة على منطقة الجوبة جنوبي مأرب.
مع الإشارة إلى أن جميع هذه التشكيلات أنشأتها الامارات ودربتها كمليشيات غير نظامية خارج إطار القانون وبعيدًا عن وزارة الدفاع في حكومة هادي، وتتبع الإمارات مباشرة لتمرير أجندتها في اليمن، وحماية مصالحها التي دأبت على تكريسها في اليمن خلال السنوات الماضية من الحرب.
المغزى والتوقيت
وتهدف الامارات من خلال هذا الاجراء إلى عدة غايات، تأتي في القلب منها: شرعنة ذلك اللفيف من الكيانات الإرهابية، المغضوب عليها من المجتمع الدولي، من خلال تطبيع وضعها تحت مسميات أكثر جاذبية، واحتوائها وصهرها في دائرة أكبر، لجعلها قوة عسكرية وازنة وأكثر تأثيرًا في المشهد عموما، بشقيه العسكرية والسياسي.
إلى جانب، بناء قوة شمالية أكثر تماسكًا، على شاكلة القوات التي أنشأتها في جنوب اليمن تحت عباءة “الانتقالي الجنوبي”، كمعادل عسكري للقوات الحكومية التابعة للحكومة الشرعية التي تزعم الامارات ومليشياتها في اليمن أن حزب الإصلاح يهيمن على معظمها ، وهو الامر الذي لا ينفك ويشكل باعث قلق لأبوظبي، خصوصًا في ظل محدودية نفوذها العسكري من الناحية العددية في المناطق المحررة” في الشمال بالمقارنة مع قوات الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا .
وبالتالي ترى الإمارات أنه لا بد من خلق توازن في المتراجحة العسكرية للحيلولة دون وصول الإصلاح وحلفائه إلى أبعد من الخط المسموح به من قبل الامارات في شمال اليمن، سواءً في الوقت الحالي، أم حين تضع الحرب أوزارها، وإن كان الإحتمال الأخير مستبعدًا في الظروف الحالية على الأقل.
الأمر الأخر يتجسد في ثقة الإمارات في نجاح مشروع الانفصال في بتر نفوذه الجغرافي عن الشمال في القادم القريب، وفق ما طفقت ترتب له منذ سنوات، بمعية “الانتقالي الجنوبي” ذي التوجهات الشطرية، ولاسيما بعد أن انتزع شرعيةً لتشكيلاته العسكرية بعد اتفاق الرياض، بين الحكومة اليمنية والمتمردين الانفصالين نهاية العام الماضي، برعايةٍ سعودية، الذي وقعت علية حكومة هادي _بعد ضغوط من الرياض_ على مضض، خصوصا أن خصمها الشطري كافرٌ من الأساس بشرعية الرئيس هادي، ودولته الاتحادية.
ضمّ “المخا” إلى الجنوب
ورغم أن أبوظبي حتى الآن، قد نجحت في حسم نصف الجولة مقدمًا لصالحها في جنوب اليمن، وأصبح مشروع الانفصال حتميًا، بصرف النظر عن المدى الزمنى لحدوثه. بيد أن ما يقلقها فعليا هو بقاء المخاء (أكبر مديريات تعز) ذات الموقع الأهم المطل على باب المندب، تحت السيادة الشمالية.
من الناحية الجيوسياسية، تجد الامارات نفسها مضطرة لاجتزاء هذه المنطقة من حصة الشمال وإلحاقها بالجنوب، وهو ما يفسر تشبثها غير الطبيعي بهذا الجزء من الساحل اليمني، لتتوج به غنائمها من الحرب التي خاضتها بدوافع اقتصادية وسياسية.
وفي هذه التفصيلة تحديدًا، تؤكد بعض المصادر أن الإمارات بدأت مؤخرًا في طرح ضم المخا إلى خارطة الجنوب دون مواربة، على الرياض وحكومة هادي، علمًا ان منطقة المخا أصبحت عمليا تحت قبضة الإمارات ووكلاءها منذ أكثر من 3 سنوات، وهذا ما يجعلها متحمسة في جعل الجزء الغربي من الساحل اليمني تحت سيطرة وكلائها من قوات طارق صالح وأخواتها، بشكل مباشر، مع غياب كامل لأي قوة موالية لهادي.
*الرياض على خطى أبوظبي
بالتزامن مع اندفاع الامارات لاحتواء الفصائل الإرهابية المحظورة، بدا أن السعودية لا تقل حماسًا من شريكتها في التعاون مع كيانات من ذلك النوع، حيث أوكلت مؤخرًا إلى القيادي في تنظيم القاعدة ، وقائد لواء التوحيد المدعو رداد الهاشمي بتشكيل قوة عسكرية قوامها ألف مقاتل بمحافظة مأرب، كقوة احتياطية للدفاع عن مأرب، رغم كونه احد العناصر المدرجة على لائحة الإرهاب لوزارة الخزانة الامريكية، مع نظيره “أبي العباس” ووجوه يمنية أخرى.
كما تعد مشاركة أحد اذرع أبو ظبي في صفوف الشرعيه اللواء صغير بن عزيز ومسلحيه، في القتال ضد الحوثيين جنبًا إلى جنب مع الجيش الوطني في جبهة نهم وهيلان ومشجح، خلال المعارك الأخيرة على التخوم الحدود الغربية لمحافظة مأرب خير دليل على المؤامرة التي تقودها الإمارات ومن وراءها السعودية للإطاحة بالشرعية ولعل الخسائر التي تعرضت لها القوات الحكومية مؤشر واضح يؤكد الدور السلبي الذي لعبته قوى التحالف في المعارك الأخيرة والتي خسرت فيها قوات الشرعية معظم ما حققته خلال 4 سنوات من الحرب.