تزايد المخاوف السعودية الإماراتية من التدخل العسكري التركي في اليمن.
مجتهد نيوز //
أبدى التحالف السعودي الإماراتي خلال الأيام الماضية قلقًا مضاعفًا حيال ما تواتر من تكهنات تُرجّح احتمالية استجابة القيادة التركية لدعوات مسؤولين في حكومة هادي تطالب بتدخل عسكري تركي في اليمن على غرار تدخلها في ليبيا على نحو بدد معه الطموحات الخليجية التي راهنت على نجاح قوات اللواء خليفة حفتر في بلورة المشهد الجيوسياسي في ليبيا.
وبحسب محللين، فإن المخاوف السعودية الإماراتية من التدخل العسكري التركي تأتي كاحساس مسبق من انفلات الحبل من يدها في اليمن، نتيجة لحساباتها الخاطئة كما حدث في ليبيا، بالشكل الذي يضيّق عليها هامش المناورة، وهو ما تسعى إلى تداركه قبل فوات الأوان.
وهو ما دفع التحالف السعودي الاماراتي، إلى ممارسة ضغوطات على رئيس حكومة هادي معين عبد الملك للافصاح عن موقف واضح حيال تحركات وتصريحات وزيري الداخلية والنقل في حكومة هادي: الميسري والجبواني، فيما يتعلق بالدعوة إلى احلال دور عسكري تركي في اليمن بعد اخفاق التحالف الخليجي في الملف اليمني، والدعوة إلى عقد اتفاقيات مع الحكومة التركية بشأن تشغيل وإدارة الموانئ والمطارات اليمنية، في تحدٍ مباشر لثنائي التحالف (السعودية والإمارات).
الضغوطات السعودية الإماراتية قابلت تجاوبًا من رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك الذي سارع إلى اعلان براءته من تصريحات الوزيرين “المارقين” في الشرعية، (الجبواني والميسري) والتأكيد على أنهما لا يمثلان الحكومة اليمنية، واتهامهما بالفساد واختلاس المال العام، وهو ما أحدث جلبة من ردود الفعل والانقسامات بين مكونات “الشرعية” بين منتقد ومؤيد.
مع الإشارة إلى أن بعض التسريبات أفادت أن تحركات الوزيرين تحظى بمباركة وتنسيق من الرئيس هادي، الذي بات يشعر بخيبة كبيرة بعد تواطئ الرياض مع انقلاب “الانتقالي الجنوبي” في عدن وتماهي السعودية مع المشروع الاماراتي.
تصريحات واتهامات رئيس الوزراء في حكومة هادي معين عبد الملك، قابلها ردة فعل قوية من الوزيرين المعنيين، حيث وصفه بـ”الانتهازي” و “الحامل لمشروع تفتيت الوطن” والتغطية على الانقلابيين في عدن والغدر والخيانة، حد تعبيره.
وبحسب مراقبين، فإن الانقسام الحاصل داخل المكونات السياسية في حكومة هادي، يأتي نتيجة لصراع الولاءات، بما يكشف عن حالة الاستنفار التي تعيشها السعودية والإمارات بعد الخطوة الجريئة التي اتخذها بعض المسؤولين في حكومة هادي، في ما يتعلق باستدعاء تحرك سياسي وعسكري تركي في اليمن، بالصورة التي استفزت الرياض وأبوظبي خلط عليها الأوراق.
وسبق أن أبدت السعودية والإمارات انزعاجهما من الدعم التركي لليمن وتعهدها بتقديم مليارات الدولارات بغية انعاش الاقتصاد الوطني في اليمن، ومشاريع البنية التحتية، الامر الذي يراه التحالف، خاصة السعودية مسًا مباشرًا بنفوذها في اليمن.