بعد تمرد الانتقالي على “اتفاق الرياض” السعودية تفرض عقوبات جماعية تجاه الجيش الوطني.
مجتهد نيوز //
اتسعت في عدن رقعة التمرد على “اتفاق الرياض، مع استمرار السعودية باستخدام الراتب كورقة ضغط على الفصائل المسلحة لتسليم اسلحتها والانتقال إلى خارج عدن، فهل تنجح الضغوط أم أن السعودية قد تتجه للمواجهة العسكرية؟
في احدث انقلاب داخل الانتقالي، المدعوم إماراتيا، انسحبت عناصر النخبة الشبوانية من معسكرات الضالع في عدن واخلت مواقعها ونقاطها في الدائري، متهمة الانتقالي بممارسة انتهاكات مناطقية ضد افرادها وهي بذلك تحدد قيادات المجلس المنتمية للضالع والتي تجمع اهلها بشبوة صراعات ثار تمتد إلى ثمانينات القرن الماضي..
وبغض النظر عن هذه الاتهامات التي أكدها رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي ، بتحميله قيادات الفرع مسؤولية سقوط شبوة وما نتج عنها من استقالات جماعية طالت قياداته ، ناهيك عن الحوادث التي اعترضت طريق كتيبتين من النخبة ارسلها الزبيدي إلى الضالع وخلفت قتلى وجرحى، تعد هذه الاحتجاجات حلقة في سلسلة تمردات بدأت تظهر الاربعاء مع انتشار الوية الدعم والاسناد لتلحقها الكتائب الاولى والثانية والثالثة احتياط، قبل أن تنضم المنطقة العسكرية الرابعة إلى صفوف المتقاعدين العسكريين المحاصرين منذ يومين لمقر حكومة هادي في المعاشيق والبنك المركزي.
هذه الاحتجاجات المتمثلة بالتظاهرات أو محاصرة منشآت حكومية وحتى استحداث نقاط ومواقع في مديريات المحافظة هي بالأحرى رسائل، وإن صورت في بعض حالاتها “تأمين المدينة” التي انشأت السعودية لواء خاص لأجلها يعرف بـ”لواء المنشآت” وهو وحده يضم عناصر من طرفي الصراع ومن سيبقي في هذه المدينة المسكونة بأكثر من 20 فصيل مسلح يتوزعون احيائها كمربعات امنية تدر عليهم ارباحا طائلة .
تلك الرسائل بكل تاكيد موجهة للسعودية التي اوقفت حتى الان رواتب هذه العناصر وتضغط لتنفيذ اتفاق الرياض الذي ينص ابرز بنوده على صرف المرتبات في إطار برنامج حكومة هادي التي سمح الانتقالي بعودتها إلى عدن، لكنها تؤثر على المجلس الانتقالي الذي بات يواجه ضغوط داخلية برزت بالاستقالات الجماعية من عضويته وقياداته، وخارجية بالتلويح السعودي بالقوة لفرض الاتفاق و عزل المجلس، وهذه وردت على لسان الزبيدي الذي حذر من الانقلاب على الاتفاق سابقا وكشف بان السعودية من تؤمن الغذاء والمرتبات لمقاتليه وبدونها قد لا يستطيع تشغيل محطة كهرباء واحدة في عدن.
بالنسبة للسعودية ما يهم الآن هو تجريد عدن من الفصائل الجنوبية التي توالي بالطبع المجلس الانتقالي ووقفت في صفه ضد قوات هادي في اغسطس الماضي، وأن ادى ذلك إلى استخدام القوة كما قال قائد قواتها في عدن في وقت سابق، واعقبه تحليق مكثف للطيران في سماء معسكرات الانتقالي، وهذا سيمنح القوات السعودية امانا وسفيرها فرصة لحكم عدن وفرض اجندة بلاده بعيدا عن اية اعتراضات بدأت مسبقا مع تسمية فصائل يافع لمحافظ عدن، لكن مالذي قد يتحقق للانتقالي؟
لا شيء مضمون بالنسبة للمجلس، الذي يراهن على الوقت وامكانية تحقيق الرياض اختراق للاتفاق ولو ببدء مرحلة تشكيل الحكومة والمحافظين ومدراء الامن ، ليعرف نصيبه منها، وأن بدأت من ملامحها ضئيلة نظرا لحجم الفصائل الجنوبية التي يسعى التحالف لضمها ناهيك عن تقسيمها الـ24 حقيبة شمالا وجنوبا، وحتى مناصب المحافظات قد لا تتجاوز عدن ولحج بحكم سيطرة الانتقالي هناك، مع استبعاد شبوة و سقطرى في الوقت الراهن.
ليس الكثير بانتظار الانتقالي، باستثناء الامتيازات التي حققتها الضالع اذا ما اخذ في الاعتبار الانباء التي تتحدث عن تعيين الزبيدي وشائع في مناصب رفيعة في الحكومة المقبلة، وهذا سيوسع دائرة النقمة داخل اروقة المجلس وقد ينتهي به المطاف كحال الحزب الاشتراكي بعد الوحدة في احسن الاحوال.