عبدالباري عطوان يتوقع حدث كبير بعد إنعقاد القمة الإسلامية ويحذر السعودية ومصر من صراعات قادمة في المنطقة.
مجتهد نيوز //
أحدثت القمة الإسلامية الخماسية المنعقدة في ماليزيا، لغطا وربما شرخا داخل منظمة المؤتمر الإسلامي، هو الأول منذ تأسيسها في الستينيات، وأصبح هذا الكيان الإسلامي الأكبر مهددا بالإنهيار بعد أن تم تهميش معظم المنظمات الإقليمية في المنطقة.
وأثارت القمة الكثير من التساؤلات حول الأهداف واختيار الدول والتوقيت والرسائل التي تحملها تلك القمة والمتضررين منها، والنتائج التي ستترتب عليها، خصوصا وأن تعداد الدول الخمس يقارب نصف تعداد العالم الإسلامي تقريبا، فهل سيصبح ما بعد قمة ماليزيا ليس كما كان قبلها؟
السعودية ومصر بعد القمة الإسلامية
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عبد الباري عطوان، أعتقد أن قمة ماليزيا هي “محور إسلامي جديد” مناهض للمملكة العربية السعودية ومصر بطريقة أو بأخرى، بعد أن بدأ صراع المرجعيات السنية في الوطن العربي، فهناك صراع بين مرجعية الأزهر في القاهرة ومرجعية مكة في السعودية ومرجعية إسطنبول في تركيا.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن هذه القمة تريد القول بأن العرب لم يعودوا القوة الرئيسية في العالم الإسلامي، وأن هناك قوة أخرى غير عربية يمكنها قيادة العالم الإسلامي وقادرة على البدء في بعث النهضة الإسلامية مجددا، وتلك الدول هي تركيا وأندونيسيا وباكستان وماليزيا وقطر، وتعداد تلك الدول يقارب الـ 550 مليون نسمة، ما يعني أنها تمثل نصف العالم الإسلامي بطريقة أو بأخرى.
القمة الإسلامية برئاسة أردوغان ومهاتير محمد
وأكد عطوان أن الرئيس الماليزي مهاتير محمد الذي يستضيف القمة الخماسية يوجه رسالة قوية للمملكة العربية السعودية بأنكم لم تعودوا محورا للعالم الإسلامي، “لذا فإنني أعتقد أن هذة القمة مهمة وخطيرة جدا”.
وتابع عطوان قائلاً: “أضف إلى ذلك أن تلك القمة استبعدت دول عربية كبرى مثل مصر وسوريا والعراق والسعودية التي توجد فيها المقدسات الإسلامية، بالإضافة إلى دول شمال إفريقيا مثل الجزائر والمغرب”.
وحول تجاهل قمة ماليزيا لإيران وهي دولة إسلامية كبرى وغير عربية قال المحلل السياسي، مسألة إيران وعدم دعوتها تظل محور العديد من علامات الاستفهام، فهل يريد الداعون لتلك القمة، أن تكون القمة للدول السنية فقط، وأن يكون المحور الجديد سني فقط، أم أن استبعاد إيران في الوقت الحالي هو مجرد تكتيك للتغطية، على أن يتم دعوتها في مرحلة لاحقة.
وتابع عبد الباري: “هناك رسائل متضاربة تقول بأن إيران سوف تلتحق في المرحلة الأخيرة من تلك القمة، والبعض الآخر يقول أنه جرى التركيز على الدول السنية على وجه التحديد، علينا أن ننتظر لنرى”.
وأوضح عطوان، لو اقتصرت تلك القمة على المحور السني فقط، “ففي تقديري أن إيران سوف تسعى لتشكيل محور شيعي في المقابل، لكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن علاقة إيران مع عمران خان في باكستان قوية جدا، وكذا علاقة طهران مع كل من إندونيسيا وتركيا جيدة، وأرى أن عدم انضمام إيران في الوقت الراهن خطوة تكتيكية، بعد أن فشلت منظمة المؤتمر الإسلامي في أن تصبح مظلة إسلامية جامعة، بل كانت عبارة عن إدارة في الخارجية السعودية وليس أكثر”.
وتجري الاستعدادات لعقد قمة كوالالمبور الإسلامية 2019 في الفترة ما بين 18 و21 كانون الأول الجاري. وقد دعا إلى هذه القمة رئيس الوزراء الماليزي م جذهاتير محمد كقمة إسلامية مصغرة.