آلاف المقاتلين يستجيبون لدعوة زعيم المقاومة.. لماذا يترك أبناء تعز الحدود السعودية؟!
مجتهد نيوز//
عقب انسحاب مئات الجنود من الألوية العسكرية في الحدود اليمنية السعودية، بدأ الحديث عن تجهيز معسكر لهم في منطقة يفرس بجبل حبشي بتعز.
وبثت قناة “الجزيرة” صورا للجنود العائدين من الحدود السعودية، وهم يؤودن تدريبات عسكرية في ريف المحافظة.
وجاءت تلك الخطوة عقب دعوة الشيخ حمود سعيد المخلافي القيادي في المقاومة الشعبية بتعز في أغسطس/آب الماضي، والذي غادر البلاد قبل أكثر من عام، للعودة إلى اليمن.
وكان المخلافي قد دعا الجنود للعودة إلى اليمن، لاستكمال تحرير تعز، مشيرا إلى وجود ترتيبات لاستقبالهم واحتوائهم في صفوف القوات الحكومية.
وشهدت جبهات الحدود مؤخرا مجازر دامية، سقط جراءها مئات القتلى والجرحى من المجندين، في عمليات وصفت بـ”الغامضة”، ووقع الكثير منهم في قبضة الحوثيين كأسرى.
ويوجد في تعز مليشيات تعمل خارج إطار الجيش برغم وجود أسماء أفرادها ضمن قوائم القوات الحكومية، ممثلة بكتائب أبو العباس المدعومة إماراتيا.
كما أن هناك انتقادات كثيرة لعملية دمج الجيش بالمقاومة سابقا وفق توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي، والتي لم تتم بطريقة صحيحة.
تجنيد عشوائي
في إطار ذلك، يقول الصحفي عمار زعبل إن التجنيد في اليمن أصبح ليس من اختصاص وزارة الدفاع اليمنية, إنما أطراف التحالف العربي هي التي تقوم بذلك والدفع بالشباب إلى محارق الموت, وكان آخرها ما حصل في محور كتاف البقع، لافتا إلى تشكيل الإمارات لقوات بما يوافق توجهاتها في الجنوب والغرب والشرق, وفق مسميات لا تتدخل بها هيئة الأركان.
ويستطرد :” بعيداً عن أهداف تجميع هؤلاء الشباب في تعز أو غيرها، هي تعطي رسالة بأن الجميع قادر على الحشد والتجنيد, لكن تبقى المسألة المهمة ماذا بعد تلك الخطوة.
وتطرق إلى استمرار كتائب أبو العباس بلعب أدوار بعيدا عن الشرعية اليمنية وفي أماكن حساسة، فضلا عن التشكيلات التي تعرف بـ “حراس الجمهورية” الذي تساءل عن هدفها هل لمواجهة الحوثيين، أم لمصالح وأهداف أخرى تسوي لها ملعب المعركة في تعز أو في الساحل الغربي نفسه، وفق تعبيره.
جدل واسع
ويدور الكثير من الجدل حول ذلك المعسكر في مواقع التواصل الاجتماعي، فقد رفض ذلك ناشطين من التنظيم الناصري والحزب الاشتراكي.
فالناشط وسام محمد، قال “الحوثي يصل إلى قلب تعز المحررة من خلال افتتاح معسكر برعاية قطرية في منطقة يفرس”.
مضيفا “شوفوا لنا بلاد ثانية” في إشارة إلى إمكانية توتر الوضع هناك.
بينما اعتبر ذلك الصحفي فخر العزب بأنهم عبارة عن مليشيات وتجنيد يتم خارج إطار الدولة والقانون.
وفسر من جانبه طاهر بشير ما حدث بالقول إن القصد من دعوة الشيخ المخلافي لأفراد جبهات الحدود وتحشيدهم في معسكر تدريبي، هو وضع الشرعية أمام أمر واقع لاعتماد لواء ثامن في تعز داخل الحجرية.
مشاريع استرزاق
وتعليقا على مخاوف بعض الجهات من نشوء معسكرات كتلك، أرجع ذلك الصحفي زعبل إلى خشيها من أن تفشل مشاريع “الاسترزاق” فقط، “فتعدد الجبهات يلعب دوراً عكسياً وهو الأمر الذي لا يريده الداعم أو أذرعه على الأرض”.
وبحسب زعبل فمن المفترض أن يكون توجه الشرعية أو التحالف إذا كان يدعمها دعماً صحيحاً، هو نحو بناء المؤسسة العسكرية لا تفكيكها وإنشاء كيانات أخرى موازية.
ويرى الصحفي اليمني أن استيعاب العائدين من الحدود ومن لم يعودوا كذلك وكل التشكيلات الأخرى ضمن ألوية الجيش، هو خطوة في الاتجاه الصحيح لإنهاء الانقلاب في اليمن.
الجدير ذكره أن معارك الحدود بين الحوثيين والسعودية شبه متوقفة منذ قرابة شهرين بالتزامن مع المحادثات غير المباشرة بين الطرفين، إلا أن الرياض أعلنت اليوم الأحد، مقتل ثلاثة من جنودها في مواجهات بينهما.