أكدت مصادر سياسية وعسكرية متطابقة في العاصمة المؤقتة عدن، انفجار الخلافات بين المجلس الانتقالي الجنوبي، وطارق عفاش عضو مجلس القيادة الرئاسي، وقائد ما يسمى قوات “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” الممولة من الامارات في الساحل الغربي، اجبرت طارق على الفرار متخفيا من العاصمة المؤقتة عدن، إلى المخا، تاركا حراسته رهن اعتقال مليشيا الانتقالي.
وكشفت المصادر أن “طارق عفاش، اضطر للهروب من عدن متخفيا، تاركا وراءه افراد حراسته رهن اعتقال مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، كما فعل سابقا عند فراره من صنعاء تاركا عمه يواجه مصيره عقب اندلاع المواجهات بينه وبين الحوثيين والتي انتهت بمصرعه في ثاني ايام اعلانه الانتفاضة على الحوثيين مطلع ديسمبر 2017م”.
موضحة أن “الخلافات تصاعدت بين طارق عفاش والمجلس الانتقالي، عقب اقدام مليشيات الانتقالي عشية العيد الوطني للجمهورية اليمنية، على تنفيذ حملة إلى فلة طارق في مدينة الصالح بعدن، ومحاصرتها وإجبار طارق على انزال راية كبيرة لعلم اليمن كان يعتزم رفعها على سطح الفلة، مع تحذيره من عواقب محاولة رفع علم الجمهورية في عدن، بما فيها الاعتقال”.
وأكد سياسيون ونشطاء مؤتمريون هذه المعلومات الورادة عن فرار طارق عفاش. من بين هؤلاء الناشط السياسي الشبواني المؤيد للشرعية، علي النسي، عبر نشره تدوينة على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قبل قليل، يتحدث عن مغادرة طارق عفاش العاصمة المؤقتة عدن، الخميس، إلى المخا، بعد تصاعد الخلافات والتوتر بينه وبين مليشيات الانتقالي الجنوبي.
الناشط النسي، المقرب من المؤتمر الشعبي، قال: “العميد/طارق صالح يغادر عدن الى المخا وذلك بعد تصاعد التوتر بينه وبين عدد من قيادات امنيه وعسكريه على خلفية فصل جنود من عملهم قاموا بانزال علم الوحده من فوق منزل طارق”. مضيفا: “هذا وقد تم اعتقال عدد من حراسه طارق الشخصيين مادفعه بالتعجيل بالمغادرة الى الذباب تحت ذريعة افتتاح محطة كهربائية”.
مضيفا: إن المحطة التي ظهر طارق عفاش، الخميس، عبر وسائل اعلامه وهو يفتتحها في مديرية ذوب باب، في سياق تبرير مغادرته العاصمة المؤقتة عدن “الانشاءات فيها لم تكتمل”. وأردف: “هذا ولا يعلم مكان حراسة العميد/طارق المعتقلين حتى الان”. ما يؤكد إفادة المصادر السياسية والعسكرية المتطابقة في العاصمة المؤقتة عدن، عن فرار طارق واعتقال حراسته.
ونشرت وسائل الاعلام التابعة لطارق عفاش، الخميس، اخبارا مرفقة بصور، عن أنه “اطلع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، اليوم الخميس، على تنفيذ مشروع محطة تحلية المياه في مديرية ذوباب المندب بالساحل الغربي، تنتج 800 ألف لتر ماء، وتغذي ثلاث مناطق مكتظة بالسكان (السويداء، العرضي، باب المندب)”.
حسب المصادر العسكرية في عدن، فإن “هناك غليان جنوبي تشهده مدينة عدن منذ بدء ليل الخميس حيث دخلت وحدات من قوات المجلس الانتقالي ‘لى معسكر بير احمد التابع لقوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية، للبحث عن طارق”. منوهة بأوامر صدرت من المجلس الانتقالي قضت بطرد جميع افراد قوات طارق عفاش من المعسكر واجبارها على اللحاق بطارق”.
وكشف قيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، عشية العيد الوطني الثاني والثلاثين للجمهورية اليمنية، ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، عن تمكن مليشيات المجلس من احباط مخطط لطارق عفاش، ومنعه من رفع راية كبرى لعلم الجمهورية اليمنية على سطح منزله في العاصمة المؤقتة عدن، عقب توجيه شقيقه يحيى المقيم في لبنان، انتقادا لاذعا للمجلس الانتقالي.
جاء ذلك في تغريدة، نشرها القيادي في الانتقالي جهاد الشاعري، السبت الفائت قال فيها: “مساء هذا اليوم 21 مايو حاول بعض الاوباش والفلول داخل المعاشيق رفع علم صنعاء فوق فلة طارق عفاش وفوق بعض البنيات. لكن ابطالنا كانوا لهم بالمرصاد وحصل ماحصل.حصلت مهاترات وتم انزال الأعلام وتقطيعها وقالوا لهم بالحرف الواحد نحذركم وللمرة الاخيرة”.
ما اعتبره مراقبون ردا على تصريحات طارق وشقيقه يحيى المقيم في لبنان بشأن ذكرى الوحدة والغاء الانتقالي الاحتفال بها، والتي وجه فيها طارق عفاش بـ “احياء العيد الوطني 22 مايو بفعالية كبرى في العاصمة المؤقتة عدن. داعياً إلى رفع صور عمه الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح (عفاش)”. بالتزامن مع وصول 4 كتائب من قواته للمشاركة في تأمين الإحتفال.
ونقلت هذه التصريحات وسائل اعلام طارق، واخرى موالية له، ومنها وكالة المخا الإخبارية، التي ذكرت: إن “العميد طارق صالح وجه بإقامة أكبر فعالية احتفائية بالوحدة اليمنية في العاصمة ، ورفع صور ولافتات عملاقة لصانع الوحدة علي عبدالله صالح”. حسب تعبيرها. مشيرة إلى أن طارق اكد أن “قيادة المجلس الرئاسي لن تلتفت لتلك الأصوات النشاز”.
مضيفة نقلا عن طارق عفاش، قوله: إن تلك الاصوات النشاز تحاول استفزاز القيادات الوطنية، وتحاول اختبار صبر قواتها”. مردفا: إن “تهديدات بعض الأصوات النشاز بعدم إقامة احتفالات الوحدة، ليست أكثر من فقاعات هوائية، مردودة على من يصدرونها”. في اشارة إلى فصائل مليشيا “المجلس الانتقالي الجنوبي” وبيان تهديد مما يسمى “المقاومة الجنوبية”.
لكن “المجلس الانتقالي” استطاع بدعم سعودي فرض موقفه ومنع أي احتفالات رسمية او شعبية بذكرى اعادة توحيد شطري اليمن في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، وحظر رفع اي علم لليمن، بما في ذلك منع طارق عفاش نفسه من رفع علم الجمهورية اليمنية على سطح فلته الكائنة بمدينة الصالح، واجباره على انزال العلم مع توجيه تحذير مهين له.