دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تأمين وقف شامل للقتال في اليمن عقب زيارات المبعوث الأمريكي لليمن إلى دول الخليج والأردن لمباحثة تهدف إلى تمهيد الطريق لحل دائم للحرب بعد انتهاء الهدنة.
في المقابل أتهم الحوثيون الولايات المتحدة الأمريكية بالتصعيد في البحر الأحمر عقب إعلانها تشكيل تحالف عسكري جديد في البحر الأحمر، مؤكدين أنه يناقض حديث واشنطن عن دعمها للهدنة.
من ناحية أخرى، كشف المحلل والخبير العسكري الاستراتيجي اليمني د.علي الذهب عن المخاوف والمخاطر التي يمثلها اعلان الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل قوة مهام دولية جديدة تحت مبرر حماية الملاحة في البحر الاحمر.
وأشار الذهب في حديثه إلى أن هناك خطورة من وجود هذه القوة”لأنه سيكون لها تدخل سافر في منطقة وصفت بأنها بحيرة عربية مغلقة وهي البحر الأحمر”.
وعن أبرز تلك التدخلات يقول: “تفتيش السفن التجارية بشكل سافر كما يحدث في الخليج العربي، وهذا كله يرجع إلى غياب القوات العربية التي تحمي هذا البحر بشكل مستديم، ووجود فجوة أمنية لحماية المنطقة من التهديدات وتهريب الأسلحة التي تحدث.
وإلى جانب ذلك يرى “الذهب” أن حديث المسؤول الأمريكي عن أن القوة ستكون مرابطة بشكلٍ دائم “فيه خطر”، موضحاً بقوله: “هذا الخطر على مصر لأنها تتحسس لهذا الموضوع بحيث ترى أنها هي المسؤولة عن معظم مناطق البحر الأحمر، ووجود قاعدة برنيس المصرية أيضاً”.
ويعتقد أن مصر ستتعامل بذكاء في هذا الجانب، بـ”حيث لن تسمح لأي سفن بالاقتراب من مياهها الإقليمية”، حسب قوله.
ويؤكد أن الأمريكان “يحاولون دغدغة مشاعر السعوديين واليمنيين أنها لمواجهة الحوثي والأعمال الإجرامية، لكن يبدو أنها مرتبط بالأساس بالخسائر الفادحة التي خلفتها الحرب الروسية مع أوكرانيا على الدول الاوروبية لاسيما فيما يخص مجال الطاقة وحاجة اوروبا لمصدر بديل للغاز والنفط الروسي.
ويرى الخبير العسكري في معرض حديثه لموقع ” الخليج أونلاين” أن الهدف الحقيقي من تأسيس هذا الحلف هو نهب النفط والغاز اليمني في محافظات شبوة وحضرموت وعدن ومارب لتتمكن إدارة بايدين من مواصلة حربها الاقتصادية ضد روسيا مؤكدا ان اليمن هي الارض الخصبة والبلد المناسب لتعوض نقص امدادات الطاقة العالمية من خلال نهب ثرواتها بضوء اخضر من دول عربية كالامارات والسعودية.
وفيما يتعلق بالدول التي ستشارك، يقول إنها لن تكون أمريكية فقط، “بل ربما تشارك فيها قوات مصرية وسعودية وربما يمنية بعدد من الزوارق؛ لكون الانتشار سيكون في منطقة البحر الأحمر المقابلة لليمن (أعالي البحار) في المياه الدولية”.
وعن الهجمات الحوثية على السفن يقول إنها لن تتوقف، لأن هذا التحالف الجديد لايستطيع أن يمتلك كل الإمكانيات لوقفها، بسبب امتلاك الجماعات المسلحة وسائل عديدة كبيرة لتنفيذ هجماتها عبر قواتها المنتشرة في البر، والبحر وصولا لامتلاكها قدرات هجومية فعاله في المجال الجوي”.
ما بين التهديدات والمخاوف
ولعل الخطوة الأمريكية قد جاءت رغم محاولات قوات التحالف وقف تلك الهجمات، غير أن ازدياد الهجمات الحوثية على دول التحالف واشتداد الازمة التي خلفتها الحرب الروسية على اوكرانيا دفع واشنطن لإعلانها، مع تزايد الصراع في مياه البحر الأحمر والخليج.
ولا تزال التهديدات البحرية مستمرة في مواجهة الأمن البحري الخليجي، والتي كان آخرها استهداف السفينة الإماراتية “روابي”، في يناير الماضي، واحتجازها، إضافة إلى إحباط التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن محاولات عدائية للهجوم على سفن تجارية سعودية.
وتتنافس قوى إقليمية ودولية على تأسيس نفوذ لها في البحر الأحمر لضمان مصالحها في منطقة تخلو من كيانات أو مؤسسات إقليمية تنظم العلاقات والتعاون بين البلدان المعنية.
ولدى السعودية مصلحة استراتيجية في الحفاظ على أمن البحر الأحمر وحمايته بما يمكنها من الوفاء بالتزامها امام روسيا بعدم رفع انتاجاتها النفطية لتغطية العجز العالمي في سوق الطاقة ومحاولة تغطية ذلك بطريقة غير مباشرة من خلال نهب النفط والغاز اليمني.