تستمر المواجهات لليوم الثالث عشر على التوالي بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية في تقدم كبير للجيش الروسي.
وقد بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واثقا من أن العمليات العسكرية التي تشنها قواته ستحقق أهدافها، ومن جانب آخر دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواطنيه بالمناطق التي سيطر عليها الروس للتظاهر والمقاومة.
ويأتي ذلك في وقت أُعلن فيه عن جولة جديدة من المفاوضات ستعقد بين الطرفين الإثنين.
ودعت سلطات العاصمة كييف المواطنين للتوجه إلى الملاجئ بشكل عاجل بالتزامن مع اقتراب المواجهات من العاصمة الأوكرانية كييف.
وأفادت مصادر إعلامية أن القوات الروسية قد دخلت بالفعل إلى وسط مدينة إربين، شمالي غربي العاصمة كييف. وتعتبر أقرب مدينة من العاصمة كييف.
وكشف أحد مقاتلي الجيش الأوكراني للمصدر أن القوات الروسية بدأت منذ مساء السبت هجوما على مدينة أربين.
ودعا رئيس أوكرانيا دول حلف الناتو حظر مجال بلاده الجوي أمام طائرات روسيا الحربية، وأكد الناتو أن إغلاق الأجواء لن يفيد أوكرانيا.
وحسب محللون، يعتبر إعلان حظر المجال الجوي فوق أوكرانيا شرارة اندلاع الحرب العالمية الثالثة فور إعلان قرار الحظر.
تعزيزات أمنية في العاصمة كييف واقتراب الجيش الروسي
أفاد مصدر من العاصمة كييف، بأنّ هناك تعزيزات أمنية جديدة في العاصمة وانتشار لبعض المدرعات على المداخل الرئيسية، مضيفاً أنّ مدينة بوتشا التي تبعد عن كييف قرابة 20 كلم تشهد معارك عنيفة.
وأفاد المصدر بأن موسكو بتدمير مركزين مهمين في خاركوف كانت تتدرب فيهما مجموعات متطرفة. وأشار إلى أنّ المتطرفين الأوكرانيين حاولوا السيطرة على مبنى يحوي مواد مشعة في لفوف.
وأكد المصدر بأنَّ القوات الروسية أصبحت على بُعد أقل من 24 كيلومتراً عن مقر الرئاسة الأوكرانية في العاصمة كييف.
وقالت مصادر أخرى، أن الجيش الأوكراني يواصل إجلاء المدنيين من منطقة “إربين” بالقرب من العاصمة كييف، عقب وصول قوات روسية إلى محيط العاصمة.
وأكدت مصادر محلية اشتعال صافرات الإنذار بعد سماع دوي انفجارات قوية في العاصمة كييف.
وزارة الدفاع الروسية
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن قوات الجيش الروسي استولت على قاعدة للقوات الأوكرانية في مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد، واغتنمت أسلحة وذخائر ودبابات تركتها قوات كييف.
وأشارت الوزارة إلى أن العسكريين الأوكرانيين انسحبوا من مواقعهم في القاعدة الواقعة قرب قرية رادينسك، “تاركينها بما فيها من المعدات والأسلحة والذخيرة”.
وأشار البيان إلى أن بين المعدات المتروكة دبابات “T-64″ و”T-80” وناقلات جند مدرعة وعربات مشاة قتالية وشاحنات “أورال” العسكرية.
وكان الجيش الروسي أعلن مؤخرا عن إحكام سيطرته على مدينة خيرسون الأوكرانية الاستراتيجية بالكامل.
مطالب الرئيس بوتين
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن روسيا تسعى إلى تحقيق أهدافها في أوكرانيا “سواء بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية”، وفق ما أفاد قصر الإليزيه.
ونقل مسؤول في الرئاسة الفرنسية، طلب عدم كشف هويته، أن الرئيس ماكرون لمس لدى بوتين “تصميما كبيرا على تحقيق أهدافه” بما في ذلك “ما يسميه الرئيس الروسي نزع سلاح أوكرانيا وتحييدها”.
وطالب بوتين بالاعتراف بشرعية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في العام 2014 واعتبارها أرضا روسية، كما الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
الرؤساء بوتين وماكرون
قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم، الأحد متطرفين أوكرانيين بارتكاب حادثة وقعت في الثالث من مارس/آذار الجاري في محطة زاباروجيا للطاقة النووية في أوكرانيا.
وسأل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوتين عبر الهاتف عن حريق في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
وقال الكرملين “أبلغ فلاديمير بوتين (ماكرون) باستفزاز المتطرفين الأوكرانيين في منطقة محطة الطاقة النووية زاباروجيا.. مستويات الإشعاع طبيعية”. كما اتهم بوتين أوكرانيا بمنع المدنيين من مغادرة ماريوبول.
الرئيس الأوكراني زيلينسكي
وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أن الجيش الروسي دمر مطار فينيتسيا بشكل كامل، ويحضر لقصف مدينة أوديسا جنوبي البلاد.
وطالب زيلينسكي، بفرض حظر طيران فوق أوكرانيا والدفاع عن بلدنا. كما طالب بإعطائنا طائرات مقاتلة كي نتمكن من الدفاع عن أوكرانيا.
اتصال أردوغان وبوتين
قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ بوتين -في اتصال هاتفي- استعداده للمساهمة في تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا.
وأضافت الرئاسة أن أردوغان أخبر بوتين بأن الوقف الفوري لإطلاق النار سيخفف من بواعث القلق بشأن الوضع الإنساني، كما شدد الرئيس التركي على أهمية إعلان وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية وتوقيع اتفاق للسلام.
من جهته، قال الكرملين إن بوتين أبلغ أردوغان أن روسيا مستعدة للحوار مع أوكرانيا والشركاء الأجانب، مؤكدا أن العملية العسكرية في أوكرانيا تسير كما هي مخطط لها ووفق جدولها الزمني، مشددا على أنه لن يتم وقف العملية العسكرية في أوكرانيا إلا إذا تمت الاستجابة للمطالب الروسية.
قنبلة نووية أوكرانية
نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصدر روسي مطلع أن الأوكرانيين عملوا على صنع “قنبلة نووية قذرة” في محطة تشيرنوبل.
وأضاف المصدر أن كييف عملت في السنوات الـ20 الماضية لصنع سلاح نووي وأوشكت على صنع قنبلة من البلوتونيوم. وقال إن الخبراء الأوكرانيين كانوا قادرين على صنع قنبلة نووية في غضون أشهر، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية.
تزويد بولندا بمقاتلات
ونقل موقع بوليتيكو عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تجري مباحثات مع وارسو لبحث إمكانية تزويدها بمقاتلات أميركية، في حال قررت بولندا نقل مقاتلاتها من نوع ميغ-29 إلى أوكرانيا.
وذكر الموقع أن البيت الأبيض تعهد ببحث إمكانية تزويد بولندا بمقاتلات أميركية، ولم يعارض فكرة إرسال وارسو مقاتلات لأوكرانيا.
وذكر متحدث باسم البيت الأبيض لبوليتيكو أن العمل جار على ما يمكن توفيره من قدرات لسد فجوة بولندا إذا قررت نقل المقاتلات لأوكرانيا.
وكانت بولندا استفسرت من إدارة بايدن عن إمكانية حصولها على مقاتلات أميركية في حال إرسال طائراتها إلى أوكرانيا.
تصريحات السفير الروسي
قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف إن عواقب غير مسبوقة ستترتب على محاولة التدخل المسلح الخارجي في العملية الروسية بأوكرانيا، مضيفا أن الخطاب المعادي لروسيا في الولايات المتحدة بلغ مستوى غير معقول.
وقال إن شعارات المسؤولين الأميركيين أصبحت غير مسؤولة واستفزازية ومحفوفة بالمخاطر على الأمن الدولي.
ودعا السفير الروسي لدى واشنطن المشرعين الأميركيين للعودة إلى العقل والدخول في حوار بدلا من نشر رهاب روسيا، كما أعرب عن استعداده للقاء أي سياسي أميركي بما في ذلك المشرعون لبحث سبل تعزيز الاستقرار الاستراتيجي.
مرتزقة أجانب
أعلن قرابة 20 ألف مقاتل أجنبي استعدادهم للتطوع من أجل مساعدة أوكرانيا على محاربة روسيا، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأحد.
وقال كوليبا لقناة “سي إن إن” (CNN) الأمريكية “بلغ عددهم حالياً حوالي 20 ألفاً وهم يتحدرون بشكل أساسي من دول أوروبية”. واعتبر الوزير أن “الكثير من الأشخاص يكرهون روسيا” منذ سنوات لكنهم لم يجرؤوا على معارضتها.
وقد أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، أن بلاده ستقوم بإنشاء “فيلق دولي” أجنبي للمتطوعين من الخارج لصد الهجوم الذي تشنه روسيا على بلاده.
عقوبات فيزا وماستر كارد
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن رحب بقرار شركتي فيزا وماستر كارد تعليق عملياتهما في روسيا.
ونقلت وكالة رويترز عن مجموعة سبيربنك -التي تضم أكبر البنوك الروسية- أن خدمات فيزا وماستر كارد ما تزال مفعلة في روسيا، وأن عقوبات الشركتين لن تؤثر على مستخدمي بطاقاتهما في روسيا.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن شركتي فيزا وماستر كارد شكلتا ما مجموعه 74% من مجموع معاملات الدفع في روسيا عام 2020.