أخبار عاجلة

سكان المحافظات الجنوبية يصارعون الموت بين مطارق الظلام الدامس وسندان الحرّ الشديد وسط دعوات شعبية لاقتلاع الفاسدين 

استقبلت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن والمحافظات المحررة فصل الصيف لهذا العام في ظلام دامس وغلاء فاحش وموجة حر شديدة على النقيض من وعود رئيس الحكومة معين عبدالملك بان صيف عدن سيكون هذه المرة صيفاً بارداً .

تفصيلاً يلف العاصمة المؤقتة عدن ظلام دامس وتجتاحها موجة حرّ عاتية جراء خروج المنظومة الكهربائية عن الخدمة نتيجة نفاد كميات الوقود وعدم توفيرها من قبل الجهات المسؤولة رغم مطالبات مؤسسة الكهرباء المتكررة وتحذيراتها من تداعيات تجاهل الحكومة لازمة الكهرباء التي أثقلت انقطاعاتها المتواصلة منذ أكثر من سبع سنوات كواهل المواطنين بأعباء إضافية وغمرت حياتهم بالظلام.

الى جانب العاصمة عدن تعيش محافظات الجنوب الأخرى انقطاعات كهربائية متواصلة دون ان تعير الحكومة مشكلة الكهرباء أي أهمية ولم تقدم لها أي حلول بالتزامن مع دخول فصل الصيف.. حيث تعاني أبين ولحج وشبوة والضالع من الانقطاعات الكهربائية التي تصل فيها الانقطاعات الكهربائية أكثر من 20 ساعة يومياً بمقابل ساعة الى ساعة ونصف تعمل فيها الكهرباء فقط.

إذ تتوالى الأزمات الخانقة والاختلالات الامنية تباعا على مدينة عدن وبقية المحافظات المحررة بالتوازي مع أزمة الكهرباء وانقطاع مياة الشرب وانعدام مادة الغاز المنزلي وكذلك ارتفاع أسعار الغذاء وانهيار العملة المحلية وغيرها من الازمات  التي فاقمت معاناة المواطنين الذين استبد بهم الحر الشديد فخرجوا إلى الشوارع هائمين بحثاً عن قطعة ثلج وشربة ماء باردة ليُفاجأوا بارتفاع اسعار المشتقات النفطية إلى مستويات خيالية فاقت قدرة الكثير من المواطنين على الشراء.

البنزين ليس الوحيد الذي طالته موجة الغلاء الفاحش بعد ارتفاع سعر الدبه سعة 20 لترا الى 20400 ريال يمني وانقطاع الكهرباءإذ وصلت إلى كل ما يعتصم به المواطنون في المحافظات المحررة من الظمأ ويستجيرون به من لهيب الحر ومن ذلك الماء و الثلج والبطيخ الذي تضاعفت أسعاره هو الآخر مع إقبال السكان عليه من 500 ريال إلى 1000 ريال للكيلو الواحد فضلا عن ارتفاع سعر الغاز المنزلي الذي اختفى من الاسواق وارتفع سعره في السوق السوداء إلى 15000 الف  للاسطوانة الواحدة.

في ثناء ذلك عبَّر آلاف المواطنين في مدينة عدن وبقية المحافظات المحررة عن استيائهم الشديد جراء الانقطاعات المتكررة لخدمة التيار الكهربائي عن منازلهم بصورة مستمرة الى جانب انقطاع مياه الشرب وانعدام الوقود والغاز المنزلي من الاسواق .. وسط اتهامات للتحالف وأطرافه بالوقوف خلفها ضمن حرب خدمات التي تستهدف المواطنين في المناطق المحررة.

المواطنون الغارقون في الظلام والمخنوقون بالأزمات واللاهبة أحشاؤهم من الحرّ والعطش اتهموا الحكومة ومن وراءها التحالف باستغلال وضعهم البائس لرفع الأسعار والتكسّب من معاناتهم ومضاعفتها في ظل غياب الجهات الرقابية والسلطة المحلية وضمن تداعيات الحرب والأزمات السياسية المتلاحقة في مناطق الشرعية.

مؤكدين أن أبناء المحافظات المحررة سيعانون من ارتفاع حرارة صيف هذا العام نتيجة انقطاع الكهرباء والمشكلات التي تواجهها حيث تشكل الانطفاءات الكهربائية في تلك المناطق معضلة كبيرة امام السكان .

لافتين إلى أن أبناء المناطق المحررة سيصطلون بحرارة الصيف القادم خصوصاً في ظل أزمة الوقود الخانقة، وانعدام الغاز المنزلي.

وحمَّل المواطنون الحكومة ومن وراءة التحالف  مسؤولية استمرار معاناتهم وعدم توفير المشتقات النفطية الخاصة بالكهرباء .. مُطالبين إياهم بسرعة التحرك من أجل إيجاد حلول جذرية للكهرباء .. ومُحذِّرين من استمرار تجاهل توفير الوقود المُخصص لتشغيل المولدات الكهربائية الأمر الذي سيُدخل عدن وباقي المناطق المحررة في ظلام دامس.

وأعتبر المواطنون انقطاع الكهرباء عنهم بشكل متواصل جريمة بحقهم داعين الحكومة إلى التدخل وتوفير مادة الديزل لهم بأسرع وقت ممكن مهددين بالخروج في تظاهرات شعبية  غاضبة وثورة جياع لاقتلاع الفاسدين وطرد قوات التحالف في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة.

وتشهد الكثير من المحافظات الجنوبية أزمة وقود خانقة أدت إلى انقطاع الكهرباء عن تلك المناطق وسط صمت مطبق من قِبل الحكومة  التي لم تتخذ أي إجراءات من شأنها تخفيف معاناة المواطنين جراء انقطاع الكهرباء خصوصاً بعد رفض المنحة السعودية تزويد محطات التوليد في عدن ولحج وابين والضالع وغيرها من المناطق المحررة بالوقود.

وكان السفير السعودي لدى اليمن “محمد آل جابر” قد وجّه –منتصف أغسطس الماضي- بقطع إمدادات الديزل عن محطات توليد الوقود في مدينة عدن، ما تسبب في دخول المدينة في أزمة ظلام وسط موجة حر شديدة، وقد أثار الأمر حالة سخط واسعة وحمّل مواطنون الجانب السعودي مسؤولية الأزمة الخدمية ووصفوها بـ “العقاب الجماعي”.

يأتي ذلك بعد ايام من توجيهات رئيس الحكومة معين عبدالملك، بإيجاد حلول عاجلة وسريعة لحل أزمة الكهرباء في عدن إلا أن مراقبين أكدوا أن تلك مجرد وعود زائفة تُكررها حكومات هادي المتعاقبة منذ سنوات من أجل امتصاص الغضب الشعبي المُحتدم، وتخدير المواطنين وإيهامهم بأنها مُهتمة بحل مشاكلهم والتخفيف من معاناتهم.

مراقبون وصفوا حكومة معين عبدالملك بالفاشلة التي لم تنجز شيئا منذ وصولها إلى عدن وطالبوا بإقالتها معتبرين أداءها  بالضعيف والتقليدي وليس لديها استراتيجية محددة وأنها لم تستطع حل المشكلات أو الأزمات المكلفة بها بل زادت من أعباء المواطنين الأمر الذي يجعلها حكومة غير واضحة المعالم وستنهار قريبا.

شاهد أيضاً

‘‘وثيقة’’.. بيع مدينة يمنية لدولة عربية.. والجبواني يكشف سبب الخلاف مع الانتقالي ويشبه ‘‘الزبيدي’’ بالرئيس صالح

انتشرت وثيقة تحتوي توجيه بتفعيل اتفاقية بيع ميناء عدن، للإمارات، من قبل عضو مجلس القيادة …