أفادت وسائل إعلام، بأن قتال عنيف اندلع اليوم الجمعة في حي أبولون في كييف، مع تقدم القوات الروسية باتجاه العاصمة الأوكرانية في اليوم الثاني من العملية العسكرية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، في حين تواصت المعارك في عدة جبهات أخرى.
وذكرت إن صافرات الإنذار انطلقت مرة أخرى في كييف، مع دخول الهجوم الروسي يومه الثاني. ودعت إدارة المدينة جميع المواطنين إلى إيجاد مأوى آمن.
كما أفادت مصادر عسكرية أوكرانية بأن أصوات أعيرة نارية سمعت قرب مجمع المباني الحكومية بالعاصمة الأوكرانية كييف، حيث ذكر الجيش الأوكراني في بيان الجمعة أنه شوهد “عملاء” و”مخربون” تابعون لروسيا على بعد 7.5 كم من كييف.
وقالت وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية “أوكرين فورم” إن أعنف الاشتباكات تدور في مدينة إيفانكوف، وفي مناطق غوستوميل، وفورزل، وبوتشا في محيط كييف.
وقال مستشار لوزير الداخلية الأوكراني إن بلاده تتوقع هجوما بالدبابات الروسية على العاصمة كييف اليوم الجمعة، والذي قد يصبح أصعب يوم في الحرب.
وأضاف المستشار أنطون هيراشتشينكو أن المدافعين عن كييف جاهزون بصواريخ مضادة للدبابات قدمها حلفاء أجانب.
وذكرت مصادر عسكرية غربية أن الجيش الروسي يقترب من كييف، حيث تم فرض حظر للتجول بهدف “إسقاط رأس السلطة” الأوكرانية وتنصيب حكومة موالية لموسكو هناك.
وأعلن حاكم منطقة سومي (شمال شرق) سيرغي يفيتسكي، الذي نقلت وكالة الأنباء “أونيان” تصريحاته، أن “آليات روسية غادرت سومي باتجاه كييف”، موضحا أنه “عدد كبير من الآليات”.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بوصول الاشتباكات بين القوات الروسية والأوكرانية إلى العاصمة كييف، حيث تدور حاليا معارك في المنطقة الشمالية من المدينة ذات الأهمية البالغة، وسط قلق فرنسي على مصير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الفرنسي قوله إن بلاده قلقة على سلامة الرئيس الأوكراني ومستعدة لمساعدته إذا لزم الأمر.
وفي الأثناء، أعلن الجيش الأوكراني أن قوات روسية استولت على مركبتين للجيش الأوكراني وأنها تتجه بسرعة إلى وسط كييف يتبعها رتل عسكري.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الجوية الروسية سيطرت بشكل كامل على المنطقة التي تقع فيها محطة “تشيرنوبيل” للطاقة النووية.
وقالت وزارة الدفاع في بيان: “تم الاتفاق مع جنود كتيبة حماية محطة الطاقة النووية الأوكرانية على الأمن المشترك لوحدات الطاقة.. ويواصل أفراد المحطة النووية خدمة المرافق في الوضع العادي ومراقبة الوضع الإشعاعي”.
وأضاف البيان أن “إجراءات الدفاع عن المحطة النووية تضمن عدم قيام الإرهابيين أو القوميين باستفزازات نووية”.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، قد صرح بأن وصول قوات روسية إلى مقاطعة خرسون في جنوب أوكرانيا أتاح إعادة فتح قناة شمال القرم لاستئناف إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي المحلي، يفيم فيكس قوله: “تم كسر الحصر المائي للقرم بفضل جهود القوات المسلحة الروسية والقرارات التي أعلنها رئيس روسيا”.
وبدأت وحدات من القوات المسلحة الروسية عملية عسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022 تلبية لطلب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين اللتين طلبتا المساعدة من روسيا لإنهاء اعتداءات القوات التابعة لنظام الحكم الأوكراني عليهما.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يفعله نظام الحكم الأوكراني بسكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في منطقة دونباس بالإبادة الجماعية.
وأضاف الرئيس الروسي خلال خطاب مفاجئ له فجر الخميس: «روسيا ستنفذ عملية عسكرية خاصة في دونباس تستهدف حماية الشعب، والظروف تتطلب تحركًا حاسمًا من موسكو».
وهدد بوتين حلف الناتو مؤكدًا أن أي محاولة للتدخل الأجنبي خلال العملية العسكرية في منطقة دونباس بأوكرانيا ستؤدي إلى نتائج لم يرها العالم.
وحذر الرئيس الروسي من أن موسكو سترد، فورا، على أي محاولة من الخارج لعرقلة العملية العسكرية؛ وسوف يؤدي ذلك الرد إلى نتائج لم تواجه أبدا في تاريخ أولئك الذين قد تسول لهم نفسهم التدخل في الأحداث الجارية.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة الروسية لا تنفذ أي هجمات صاروخية أو جوية أو مدفعية على مدن أوكرانيا؛ مشيرة إلى أن البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران القوات المسلحة الأوكرانية، تستهدف بأسلحة متناهية الدقة.
وأشارت الدفاع الروسية إلى أن قواتها قامت بتعطيل البنية التحتية العسكرية للقواعد الجوية الأوكرانية، إضافة إلى إسكات الدفاعات الجوية الأوكرانية.