استيقظت أوكرانيا، صباح الخميس 24 فبراير/شباط 2022، على أصوات صافرات الإنذار، ودوي الانفجارات، معلنة ساعة الصفر للهجوم الروسي على البلاد، في مشهد حذرت منه الحكومة في كييف مراراً وتكراراً، لكنها لم تستطع تجنبه.
فمع ساعات الفجر، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معلناً انطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، قائلاً إن “المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا لا مفر منها.. إنها مسألة وقت” وفق ما أورد موقع سبوتنيك الروسي.
لم تمض سوى دقائق على خطاب بوتين، حتى بدأت صافرات الإنذار تدوي بالمدن الأوكرانية تتبعتها أصوات الانفجارات الناتجة عن قصف روسي، استهدفت أهدافاً في العاصمة كييف، ومدينة خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا بعد العاصمة من حيث المساحة وعدد السكان، إضافة إلى مدينة أوديسا التي تعد واحدة من المدن الكبرى في جمهورية أوكرانيا.
كما شمل القصف كلاً من مدن: كرامتورسك، ماريوبول، لفيف حتى اللحظة.
إلى جانب ذلك، وردت تقارير عن عبور قوات روسية الحدود الشرقية لأوكرانيا من منطقة خاركيف، إضافة إلى تحرك المدرعات الروسية من شبه جزيرة القرم، مما يشير إلى هجوم ثلاثي الأبعاد من الشمال والجنوب والشرق، حيث نشرت رويترز مقطع فيديو لدبابات روسية في ماريوبول.
كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا قولهم إنهم استولوا على بلدتين في منطقة لوغانسك الأوكرانية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز
بعد الموجة الأولى من القصف، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحييد البنى التحتية العسكرية في أوكرانيا بأسلحة عالية الدقة، مؤكدة أن العملية العسكرية الخاصة بمنطقة دونباس شرقي أوكرانيا لا تشكل خطراً على المدنيين في البلاد.
التصريح الروسي قابله تأكيد من أوكرانيا، عندما كشف وزير الدفاع الأوكراني عن أن وحداته ومراكز التحكم العسكرية والمطارات في شرق أوكرانيا تتعرض لقصف روسي مكثف.
وأظهرت العديد من الفيديوهات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عمليات القصف التي استهدفت بعض المناطق، إضافة لحالة من الفوضى عمت العديد من المناطق الأوكرانية.
لم يتضح بعد النطاق الكامل للعملية العسكرية الروسية، لكن بوتين قال في خطابه الذي سبق الهجوم بقليل، إن خطته لا تشمل احتلال الأراضي الأوكرانية، مؤكداً “لن نفرض أي شيء بالقوة “.
يذكر أن بوتين والمسؤولين الروس نفوا مراراً التخطيط لهجوم عسكري على أوكرانيا، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
بعد خطاب بوتين، حاول رئيس أوكرانيا فلوديمير زيلينسكي تدارك الموقف، وقام بالاتصال فوراً ببوتين، لمحاولة إثنائه عن الهجوم، إلا أنه اصطدم بصمت من موسكو، حيث لم يُجب أحد على اتصاله، وفقاً لوكالة الأناضول التركية.
على الفور، أعلن زيلينسكي الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، وناشد زعماء العالم فرض جميع العقوبات الممكنة على روسيا ومنها عقوبات على الرئيس بوتين.
وبعد عدم تمكنه من مخاطبة نظيره الروسي، توجه الرئيس الأوكراني في خطابه إلى الأمة الروسية، لا بصفته رئيساً لأوكرانيا، ولكن بصفته مواطناً أوكرانياً، على حد تعبيره، وقال في خطابه إن أوكرانيا وروسيا تجمعهما ألفا كيلومتر من الحدود المشتركة.
بعد ساعات قليلة، أعلن المسؤولون الأوكرانيون تعليق الحركة الجوية المدنية الداخلية، حيث بدا أن بعض الضربات الروسية كانت قريبة من المطار المدني الرئيسي في كييف.
لكن الجيش الروسي قال إنه استهدف قواعد جوية أوكرانية وأصولاً عسكرية أخرى ولم يستهدف مناطق مأهولة.
بالتزامن مع إعلان بوتين بدء عملية عسكرية خاصة في إقليم الانفصاليين بأوكرانيا، سادت حالة من الخوف والقلق لدى الأوكرانيين الذين قرروا الخروج من بلادهم خوفاً من تصعيدات.
صور وفيديوهات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي وصحف محلية أظهرت طوابير من المواطنين الأوكرانيين على آلات سحب الأموال، فيما أظهرت فيديوهات أخرى طوابير الأوكرانيين في محلات تجارية.
كما وثَّق أحد الفيديوهات تجمُّع العشرات من الأوكرانيين في العاصمة كييف، في انتظار الحصول على الوقود، ليتمكنوا من الخروج من المدينة التي امتلأت طرقاتها واكتظت بالسيارات، في محاولة للهروب من الحرب.
يذكر أنه ومنذ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021، تقوم روسيا ببناء قوة عسكرية هائلة على طول الحدود الأوكرانية، يصل عددها إلى 190 ألف جندي، وفقاً لمسؤولين أمريكيين وأوكرانيين.
لكن في الأسابيع الأخيرة، نما تواجد القوات الروسية في تلك المنطقة، وانضم لها مجموعات متفرقة في تشكيلات تكتيكية. فيما بدا أنهم مستعدون لمهاجمة أوكرانيا من ثلاثة اتجاهات، بحسب محللين عسكريين: الشمال والشرق والجنوب، بحسب ما ذكرته صحيفة The new york times الأمريكية