الإمارات تقلب الطاولة على الجميع وتوجه طعنة قاصمة للسعودية من أجل كسب وِد الحوثيين.. وهذا ما سيحدث قريباً وبشكل عاجل ؟
جاء إعلان ابوظبي وطهران فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين ليثير العديد من التساؤلات عن ردة فعل الرياض تجاه ذلك الإعلان في ظل الخلافات التي تمر بها العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية والتي شهدت مؤخرا مع حليفتها الإمارات خلافات كبيرا في ظل الصراع المحتدم بين السعودية وايران .
وفجرت بذلك الإمارات جدلا واسعا بالرغم بأن الإمارات عرف عن سياستها تصفير المشاكل السياسية والبحث عن الخروج بأقل الخسائر وهي تقدم الرياض عبارة عن كبش فداء للصراع المشتعل بين الرياض وطهران من جهة والمملكة والحوثيين من جهة ثانية والتي تخوض ضدهم حربا عسكرية مفتوحة لسبع سنوات .
وجاءت بوادر التقارب بين الجانب الاماراتي والإيراني ليشعل حربا مستعرة على منصات التواصل الاجتماعي بين أبناء البلدين والمحليين السياسيين والعسكريين وتبادل الاتهامات بينهما بالتفريض والخيانة .
يأتي ذلك عقب زيارة مستشار الأمن القومي الاماراتي طحنون بن زايد آل نهيان إلى العاصمة الإيرانية طهران والتي التقى فيها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وعدد من المسؤولين والقيادات العسكرية الإيرانية .
وسلطت الصحف العربية الضوء على تلك الزيارة التي قالت الرئاسة الإيرانية إن الوفد الإماراتي برئاسة طحنون سلم الرئيس الإيراني دعوة رسمية لزيارة الإمارات وتعد تلك الزيارة لمستشار الأمن القومي الإماراتي هي الأولى بين البلدين منذ أن ساءت العلاقات بين البلدين عام 2016م .
وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن فحوى الزيارة التي قام بها مسؤول إماراتي رفيع لطهران والتي ترمي لتجنيب أراضي الإمارات أي تهديد إيراني في حال اشتعلت مياه الخليج في ظل توعد الكيان الصهيوني بضرب المفاعلات النووية الإيرانية والرد الإيراني بحرق إسرائيل بألاف الصواريخ العابرة للحدود لا سيما عقب الاعتراف الأمريكي يوم أمس بمدى تطور القدرات الصاروخية والدفاعية للجيش الإيراني والحرس الثوري .
ونوهت المصادر بأن مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد ألح على نظيره الإيراني علي شمخاني بتدخل الجانب الإيراني لدى جماعة الحوثيين في اليمن لثنيهم عن استهداف الإمارات بطائراتهم المسيرة وصواريخهم البالستية وما سيسببه من خسائر اقتصادية فادحة على الإمارات في حال نفذ الحوثيين تهديهم الأخير الذي أعلنه الناطق العسكري للحوثيين العميد يحي سريع قبل أيام باستهداف الأراضي الإماراتية ردا على التصعيد الأخير لدول التحالف .
واعتبر مراقبون للشأن السياسي بأن ذلك يعد طعنة غادرة من قبل ابوظبي للرياض التي كررت طعناتها الغادرة لشقيقتها الكبرى السعودية وتسببت في تراجع للعلاقات الثنائية .
يقول عبد الباري عطوان، في “رأي اليوم” اللندنية، إن زيارة “الشيخ طحنون بن زايد، رجل المصالحات، ومترجم السّياسة الجديدة للإمارات، تستمد أهميّتها من كونها تعكس انفتاحاً على الدولة الإيرانية التي كانت حتى الأمس القريب مصنفة كعدوة، ومصدر تهديد خطير للمنطقة الخليجية، وتهدف لتحسين العلاقات، وتسوية الخلافات
ويرى الكاتب أن “التفسير الأبرز لهذا التحوّل الإماراتي يستند على عمودين رئيسيّين، الأول تراجع قوّة حركة الإخوان المسلمين في المنطقة، ومصر وتركيا وليبيا وتونس تحديداً، أي أن الحركة لم تعد بالقوة التي كانت عليها في السابق، والثاني تراجع قوة أمريكا، ونفوذها، وانسحابها التدريجي من الشرق الأوسط والتركيز على الخطرين الصيني في شرق آسيا، والروسي في وسط أوروبا (أوكرانيا)، ولتعزيز سلاحها المالي”.
وعلى الرغم من تأكيد الإمارات في وقت سابق أن المحادثات التي تجري بينها وبين إيران تحدث بعلم بقية بلدان التعاون الخليجي وفي مقدمتهم السعودية، فإن الكثير من الأصوات رجحت في المقابل أن الرياض لن تكون حتماً من الراضين أو المباركين لما وصف بـ”قفزة الإمارات المفاجئة باتجاه الساحل الإيراني وتوجهها عن طيب خاطر إلى ‘عدوة السعودية اللدودة’ إيران”.
وقد أثارت في السياق ذاته زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد إلى طهران استكمالاً لمحادثات التعاون والشراكة الأخيرة بين البلدين، انقساماً في الرأي العام وجدلاً حاداً، اعتبر المسار الجديد في علاقات أبو ظبي وطهران “خيانة إماراتية للسعودية”.