سخِر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن من استعانة “ الرئيس هادي” الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض بالسفير السعودي “محمد آل جابر” لإيصال رسالة إلى ولي عهد المملكة تتصل بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها اليمن.
وكتب الناشط الاقتصادي “ماجد الداعري” في تغريدة على تويتر، ساخراً من “هادي” ورسالته: “قده مغترب هناك وعاده مش قادر حتى يقابل ولي العهد السعودي ليشرح له الوضع الكارثي لشعبه المنكوب بأكبر مجاعة متوحشة في العالم”.
ويضغط التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات عبر المزيد من التأزيم في الملف الاقتصادي لاستكمال مخطط حربه في اليمن، مستغلاً فساد حكومة معين عبدالملك وفشلها في إدارة وضبط الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة التحالف والشرعية، اقتصادياً وأمنياً على وجه الخصوص.
ويربط مراقبون دعوات الخروج للتظاهرات بالأنباء التي تحدثت عن رسالة الرئيس هادي إلى ولي العهد السعودي من أجل إنقاذ الموقف، لاسيما وقد وصلت الأوضاع الاقتصادية من التدهور والانهيار حدوداً قياسية وغير مسبوقة على الإطلاق.
وأصبح انهيار العملة الوطنية قاتلاً ومدمراً في عدن بعد أن تجاوز سعر الدولار في السوق السوداء وفي بعض شركات الصرافة 1800 ريال مقابل الدولار لأول مرة في تاريخ اليمن، بينما تعجز حكومة معين عبدالملك عبر بنكها في عدن عن وقف الانهيار الذي تسبب في ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية الأساسية بشكل جنوني وغير مسبوق.
وقال مواطنون في عدن وحضرموت ولحج وتعز وأبين وشبوة والمهرة وسقطرى، إن تجار السلع والمواد الغذائية رفعوا الأسعار بشكل جنوني، وصاروا يبيعون السلع بالعملة الأجنبية، الأمر الذي تسبب في زيادة الطلب على النقد الأجنبي من قِبل المواطنين ويفاقم من انهيار العملة الوطنية، وفق خبراء اقتصاديين.
ويرفض كثير من التجار وملاك العقارات والأراضي وقطاعات واسعة من الأعمال في المحافظات المحررة التعامل بالريال اليمني ويستبدلونه بالدولار في تعاملاتهم اليومية بحُجة عدم استقرار سعر الصرف وتجنب أي خسائر مكلفة قد تتسبب في إفلاسهم.
وتنتشر دعوات شعبية بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو الشارع في المحافظات الجنوبية والشرقية إلى الخروج والتظاهر “ضد سياسة تجويع وإهانة الشعب اليمني والانهيار المتعمد في قيمة العملة الوطنية، وضد فشل حكومة معين عبدالملك ومؤامرات التحالف السعودي الإماراتي بهدف تدمير اقتصاد اليمن والتحكم في مقدراته وثرواته”.
ووسط الاحتقان الشعبي من انهيار العملة، يتبادل قطاع الصرافة والحكومة الاتهامات حول التسبب في هذا الانهيار؛ إذ يقول مسؤولون في شركات صرافة إن الحكومة والبنك المركزي بعدن يحاولان الهروب من فشلهما بتحميل قطاع الصرافة المسؤولية عن الوضع الحالي.
وخلافاً للانهيار الحاصل في المناطق المحررة ، لا تزال أسعار صرف العملة مستقرة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين . ووفقاً لمتعاملين وصيارفة، فإن أسعار الصرف مازالت ثابتة عند 600 ريال مقابل الدولار الواحد في صنعاء على مدى عامين تقريباً.
ومع استمرار الحرب والحصار المفروضين من قِبل التحالف للعام السابع “تخشى منظمات دولية من انزلاق اليمن نحو مجاعة وشيكة”.
وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن “الجوع في اليمن ازداد لدى شرائح واسعة من المجتمع، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار عالمياً، والغلاء الناجم عن تدهور أسعار الصرف”.
وقال البرنامج -في تغريدة عبر تويتر- إن “أزمة اليمن التي طال أمدها مدمرة لملايين العائلات.. أسعار المواد الغذائية تستمر في الارتفاع، ما يؤدي إلى ازدياد الجوع”.