كشف مواطنون تهاميون لقناة بلقيس عن جرائم يرتكبها بحقهم طارق صالح وقواته وبعض قيادات الألوية في الساحل الغربي المحسوبين على الإمارات.
واكد التقرير الذي نقلته قناة بلقيس أن الصورة المرسومة لدى أغلب المواطنين في الساحل عن القوات المشتركة بأنها جاءت لنهب الساحل الغربي لا لتحريره.
واستدلت القناة بتصريح للحاج عبده عياش – لقب مستعار- يبلغ من العمر 65 عاما يختزل ما يعانيه المواطن التهامي أرضا وإنسانا من قِبل قوات مكلّفة بحمايته من جهة أو نيران عدوه بين الحين والآخر.
وفصّل التقرير :عياش جد لحفيد فارق الحياة إثر انفجار أحد الألغام في الطريق المؤدي إلى إحدى مزارع النخيل في مديرية ‘التحيتا’ بمحافظة الحديدة، غربي اليمن.
يقول عياش: “بعد أن فقدت حفيدي، نزحت إلى مديرية بيت الفقيه، وبعد مرور عام ونصف علمت بنهب مزرعتي من قِبل قيادات عسكرية تتبع الوية حراس الجمهورية”.
ووفقاً لحديث عياش، تقدّر مساحة مزرعته ب20 معاداً، مليئة بالنخيل المعمّرة منذ عشرات السنين.
وأضافت القناة أن الإفادات اكدت ان القوات المشتركة تعمل على نهب الممتلكات الخاصة والعامة، وتضيق الخناق على المواطن من خلال تقييد حُريته في التعبير، ناهيك عن مطالبة السلطة بالخدمات الأساسية.
وقال مصدر مسؤول -طلب عدم الكشف عن اسمه- للقناة، إن عدداً من المواطنين في مديرية ‘المخا’ فقدوا أراضيهم الزراعية خارج المدينة، مثل: موزع، والشاذلي، وكذا الأراضي القريبة من الميناء بعد سيطرة “حُراس الجمهورية” التي يقودها طارق عفاش بدعم من الإمارات.
وعرض المصدر لمعد التقرير عدداً من القصص الموثوقة لأراضٍ تم نهبها، كادت ستُنشر في التقرير لولا تحذير المصدر من كشفها، خوفاً من تعرّض المواطنين الأبرياء للخطر من قِبل الجهات المسيطرة والمتحكّمة بالمدينة والساحل التهامي بشكل عام.
وأضاف المصدر أن المواطن التهامي في مدينة ‘المخا’ لا يستطيع الحديث عن معاناته، ناهيك عن المطالبة وكشف ناهبي الأراضي في المدينة، مؤكدا -في الوقت نفسه- من تبعية وجاهات وشخصيات اعتبارية لطارق عفاش قائد قوات “حُراس الجمهورية”.
وتتعرّض الممتلكات الخاصة والعامة في المناطق التهامية للنهب والسطو من قِبل قيادات عسكرية ونافذين في الدولة ورؤوس الأموال ووجاهات اجتماعية منذ عقود.
وتشير إحصائيات الهيئة العامة للأراضي والمساحة، في محافظة الحديدة، إلى أن ما يزيد عن 800 حالة نهب تعرّضت لها الأراضي العامة، وتم إحالتها إلى المحكمة، فيما استعادت عشرين ألف متر مربّع، وما يزيد عن 1600 معاد خلال العام 2020م.
وسجَّلت الهيئة ما يزيد عن 90 حالة نهب للممتلكات الخاصة تتبع مواطنين في مناطق تسيطر عليها جماعة الحوثي.
وللنهب في تهامة وسائل وطرق عدّة، منها ما هو بقوة السلاح، وآخر بطرق ملتوية. فعلى سبيل المثال لا الحصر: يتم شراء منطقة زراعية من قِبل نافذين بمساعدة شخصيات اجتماعية محلية بطرق رسمية، لتتوسع بعد مضايقة مُلاك مجاورين لتلك المزارع، بهدف البيع بثمن بخس، فيما تتوسع غالبيتها بقوة السلاح والقتل والتشريد.
في السياق، حذّر الصحفي أحمد الشلفي – في صفحته بالفيسبوك – المواطنين في الساحل الغربي من عودة نظام صالح المتمثل في قائد “حُراس الجمهورية”، ونشاط المُخبرين في تلك المناطق، بما يخدم تلك القوات، ومصالح الإمارات في الساحل اليمني.
وقال الشلفي: “إن طارق وعمار صالح هما من يديران عمليات القتل والاغتيالات في جزيرة ميون وحنيش والساحل الغربي والحجرية في تعز، وإن الزمن كفيل بفضح كل الانتهاكات”، حسب تعبيره.
وتشهد مدينة ‘المخا’ اقتتالا متواصلا على خلفية نهب الأراضي، كان آخرها مقتل شخص وجرح آخرين في قضية “طاهر صائم”.
وتعليقاً على نهب أراضي ‘المخا’، قالت الناشطة حياة الذبحاني إن 4 آلاف قصبة من ممتلكات جدّها تمت مصادرتها وبيعها من قِبل نافذين، ومازالت قضيتهم في المحاكم، ولا تعلم كم تحتاج من القتلى لاستعادتها.
فيما علّق المواطن بكيل شكري على كثير من الأراضي التهامية، التي تتم مصادرتها من قِبل نافذين وعسكريين في اليمن بشكل عام، بقوله: “من ضمن الأراضي المنهوبة حق الوالد -رحمه الله- بجانب الميناء، هؤلاء المشايخ لهم صلة بنهب أراضي الناس”.