كشفت مصادر استخباراتية يمنية أن طائرة نقل عسكرية أمريكية كبيرة وصلت فجر السبت بشكل سري إلى مطار عدن جنوب اليمن عقب ساعات من تهديدات واشنطن للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وأوضحت المصادر أن الطائرة الأمريكية أنزلت وحدات عسكرية من الجيش الامريكي يصل قوامها إلى 300 ضابط وجندي معززين بـ 12 طائرة بلاك هوك و30 مدرعة هارفي إضافة إلى 4 أنظمة دفاع جوي نوع باتريوت وغرفة عمليات ميدانية متكاملة وصلت فجر اليوم بشكل سري إلى ميناء عدن” .
وقالت المصادر إن القوات الأمريكية التي وصلت إلى مطار عدن قادمة من أفغانستان بعد أن أمضت قرابة الشهرين في جزيرة سقطرى اليمنية مشيرة إلى أن تلك القوات ما تزال إلى الآن في مطار عدن الدولي”وتعتزم الاستقرار في قاعدة العند الاستراتيجية.
واوضحت المصادر ان التحركات الأمريكية المكثفة في المحافظات اليمنية هدفها التمهيد لتدخل عسكري أمريكي محتمل والتهيئة لبناء قواعد عسكرية أمريكية على الأراضي اليمنية مشيراً الى ان هذه التحركات تؤكد حقيقة الاطماع الأمريكية في اليمن وإمكانية استهداف قيادات ومكونات يمنية من بينها الانتقالي .
تهديد امريكي
جاء ذلك بعد ساعات من رسالة وصفت بالمفاجئة وجهتها القائمة بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن، كاثي ويستلي، إلى من أسمتهم أصحاب الخطاب التصعيدي في المحافظات الجنوبية لليمن، في إشارة إلى “الانتقالي” الذي صعد لهجته العدائية ضد الحكومة اليمنية.
وقالت “ويستلي”، في تغريدة على حساب السفارة الأمريكية لدى اليمن: “أولئك الذين يقوضون أمن اليمن واستقراره ووحدته يخاطرون بالتعرض للرد الدولي، ومضاعفة المعاناة في اليمن وإطالة أمدها”.
وحذرت من الخطاب التصعيدي والإجراءات في محافظات اليمن الجنوبيةوقالت: إنها “يجب أن تتوقف”وحثت الأطراف على العودة إلى الحوار الذي يركز على تنفيذ اتفاق الرياض، ووضع مصلحة الشعب اليمني في المقام الأول في محاولة من واشنطن لتوحيد اقطاب الشرعية بمكوناته الثلاثة حزب الاصلاح وقوات طارق صالح والانتقالي لمواجهة الحوثيين .
صراع امريكي صيني
خبراء ومراقبون للشأن اليمني اعتبروا وصول القوات الأمريكية إلى عدن امتداد للصراع الصيني الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وظاهرة للسباق المحموم بين القوتين للسيطرة على مناطق طريق الحرير مؤكدين أن موقع اليمن الجيوبوليتيكي الاستراتيجي يظل حاضراً وبقوة.
في كل الجولات والميادين وفي كافة حفلات التنافس الأقليمية والدولية لاسيما وأن القرار الأمريكي بسحب قواتها من أفغانستان الى اليمن يعد احد مؤشرات ذاك الصراع الذي بدأت ترتسم معالمة من اليمن .
ويرى محللون أن الصراع الصيني الأمريكي في اليمن يتمثل في الدور الذي تلعبه امارات ساحل القراصنة (التسمية القديمة للساحل الممتد من هرمز حتى قطر) والذي سيصبح أقل قدرة على مواكبة المتغيرات الدولية فلا يمكن تجاوز الموضع اليمني في مشاريع الحرير الصينية وهو ما قد يدفع أمراء العهد الجديد الى خيارات التسوية مع الصين أو مع اليمن بما قد يحفظ بعض الإمتيازات الاقتصادية لمجموعة بن زايد وإخوانه التجارية “.
مسؤول يمني أكد أن الصين وخلال السنوات الماضية كانت تدرك ان التحرك العسكري الخليجي ضد اليمن لم يكن إلا تنفيذاً لأجندة أمريكية لتحقيق عدة أهداف منها كما أسلفنا إعاقة مشروع التمدد الصيني وهو ما كان يعني لدى ترامب وخلفة بايدن إفشال أحد عوامل تحقيق الهيمنة الصينية عالمياً من خلال الوصول العاجل الى أفريقيا وأوروبا عبر الخط الذي ظل محتكراً لأبناء سبأ طوال الألف الأولى قبل الميلاد .
وقال ” إن موقع اليمن البحري سيظل نقطة حساسة في خارطة النفوذ لكافة القوى العالمية عبر التاريخ وستضع بكين الخط البريطاني الساخن الممتد من عدن حتى الحديدة تحت الرقابة الدائمة بإنتظار حسم الصراع إقليمياً غير أن حسمه عالمياً بات أقرب الى التحقق وما على تحالف أولياء العهد إلا التسليم إثر محاولاتهما العبثية إعاقة التمدد الصيني في اليمن والعراق ولبنان كان منها جولة عبثية إضافية خاضتها التحالفات الإقليمية في حوض البحر الأحمر “.
كما اعتبر المراقبون ان ما يقوم به التحالف السعودي الإماراتي اليوم في اليمن هو لإعاقة الوصول الصيني الى المركز الأول عالمياً واحتواء العالم القديم بحروب وصراعات الشرق الأوسط (المنطقة المخترقة أمريكياً وبريطانياً).
مشيرين إلى أن الأنظار بدأت تتجه مباشرة إلى الصين كمنافس جديد أو كمقوض لهيمنة أمريكا على العالم في الشرق الأوسط لاسيما وأن النمو الاقتصادي الصيني اصبح القضية الأمنية الوحيدة والأشد خطرا التي يواجهها صانعوا السياسة الامريكية في الوقت الراهن.