اعتبر خبراء اقتصاديون ومراقبون للشأن اليمني ارتفاع وتيرة التصعيد الشعبي في المحافظات المحررة مؤشِّر خطير يعكس حالة السخط والاستياء التي وصل إليها المواطنون جراء التدهور المستمر للوضع المعيشي..في تلك المناطق .
وحذر المراقبون من ثورة غضب عارمة ضد الحكومة والتحالف الذي وعد في 2015 بتحسين الخدمات والتنمية في تلك المناطق في حال استمرت الاوضاع على ماهي عليه اليوم دون تغيير او استجابة لمطالب الشارع .
جاء ذلك بالتزامن مع المسيرات الجماهيرية الحاشدة التي خرجت امس الخميس – في محافظتي تعز وعدن للتنديد بالفساد وغلاء المعيشة والمطالبة بإقالة الفاسدين وتحسين الخدمات وصرف المرتبات والحد من ارتفاع الأسعار.
وشهدت مدينة تعز ، أمس الخميس، مسيرة جماهيرية حاشدة، نددت بالفساد وارتفاع الاسعار وغياب الخدمات، وطالبت باقالة المسئولين الفاسدين ورحيل السلطة المحلية بالمحافظة.
وانطلقت المسيرة من شارع جمال وسط المدينة الى مبنى المحافظة المؤقت “شركة النفط”، هتفت ضد السلطة المحلية التي تتهمها بالفساد، مطالبة برحيلها.
وخلال الايام الماضية شهدت محافظة تعز احتجاجات على غياب الخدمات وارتفاع الاسعار، لكن وتيرتها زادت خلال الاسبوعين الماضيين والتي رفع المحتجون سقف مطالبهم إلى المطالبة برحيل السلطة المحلية.
بالتوازي مع ذلك خرج العشرات من المواطنين الغاضبين من ابناء مديرية المعلا بمحافظة عدن في مسيرة حاشدة للمطالبة بتحسين الخدمات وصرف المرتبات والحد من ارتفاع الأسعار.
وتجمَّع المواطنون أمام مبنى السلطة المحلية للتعبير عن استيائهم جراء العقاب الجماعي الذي تمارسه حكومة المناصفة ضدهم، عبر إهمال الملفات الخدمية والاقتصادية والمعيشية والأمنية.
وحمَّل المشاركون التحالف والحكومة مسؤولية تدهور الوضعين المعيشي والاقتصادي وانهيار العملة وانقطاع الرواتب.. مُهدِّدين باستمرار التصعيد الشعبي حتى تلبية مطالبهم المشروعة.
يأتي ذلك ضمن التظاهرات والاحتجاجات الشعبية المستمرة في عدن، وآخرها التظاهرة الحاشدة التي أُقيمت الجمعة 28 مايو الماضي، أمام مقر التحالف في البريقة، حيث هدَّد المتظاهرون باتخاذ خطوات تصعيدية ضد الحكومة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في محاربة الفاسدين ومعالجة الأوضاع الخدماتية والمعيشية والاقتصادية.
وفي 26 من الشهر نفسه، نظّم أبناء مديرية المنصورة تظاهرة حاشدة تنديداً بتردي الأوضاع الخدمية والمعيشية، ورفع المتظاهرون -الذين احتشدوا في ساحة الشهداء- شعارات ولافتات كُتب عليها “مطالبنا مجتمعية لحياة كريمة للشعب.. توفير المياه والكهرباء، تخفيض أسعار المواد الغذائية، صرف رواتب المدنيين والعسكريين والأمنيين في كافة المرافق الحكومية
وردد المتظاهرون “هلكنا فقراً… وهرمنا جوعاً”، وغيرها من الشعارات التي تُعبِّر عن الأوضاع المأساوية التي يتكبدها المواطنون في المحافظات الجنوبية.