اكد عبدالباري عطوان الكاتب العربي الكبير بانه لايستبعد مفاجأة فلسطينية تغير قواعد الاشتباك وتنهي شهر العسل الاسرائيلي على غرار نظيرتها اليمنية.
واكد عطوان في مقالة له بجريدة راي اليوم بانه لا يكتب عن تمنيات وانما يستند إلى أبحاث ومعلومات من مصادر ميدانيّة تتناول تطوّرات وفُصول خطّة مقاومة مدروسة بعناية.
مضيفا : ومثلما فاجَأ الصّمود اليمني التّحالف السّعودي الإماراتي بعد سِت سنوات من الصّمود، وألحق به هزيمةً كُبرى، من غير المُستَبعد أن يتكرّر السّيناريو نفسه في الأراضي الفِلسطينيّة المحتلّة، فالمِحور واحد.
واشار عطوان ان المشهد الجديد، ما زال في بداياته، والمُواجهة الكُبرى ربّما باتت وشيكةً، فنحن على أبواب انتِفاضة مُسلّحة قد تستمر أشهر، انتفاضة على غِرار الانتفاضة المُسلّحة الثّانية، مع فارقٍ أساسيّ أنها مدعومة بالصّواريخ وليس بالحِجارة والأسلحة الفرديّة فقط، وقد تفتح الأبواب أمام انتِقالها، أيُ الصّواريخ، من قِطاع غزّة إلى الضفّة الغربيّة، وهُنا مقتل الدولة العبريّة الحقيقيّ وبَدء العدّ التنازليّ لنهايتها.
واضاف :من يقود حركة حماس هذه الأيّام، ويضع خططها العسكريّة والسياسيّة هي كتائب عز الدين القسّام (الجناح العسكري)، والسيّدين يحيى السنوار أحد مُؤسّسي هذا الجناح، وإلى جانبه عدد من المُساعدين المُتشدّدين الميدانيين، علاوةً على المُجاهد محمد الضيف، رئيس هيئة أركان هذا الجناح، وزعيمه الفِعلي، وهؤلاء جميعًا يتواجدون الآن في غُرفة عمليّات مُحصّنة تحت الأرض لإدارة العمليّات، ولا يتعاملون مُطلقًا بأيّ مِن أجهزة التّكنولوجيا الحديثة، ولا يردّون على الاتّصالات الهاتفيّة، ووسيلة الاتّصال معهم مُعقّدة وبدائيّة جدًّا يَصعُب رصدها.
واوضح ان الجديد في هذه المُواجهة المُتصاعدة، وبشَكلٍ تدريجيّ محسوب من قبل فصائل المُقاومة وقِياداتها الميدانيّة، أنّ أبواب الوِساطات والسّماسرة العرب باتت مُغلقة، لا بل مُحكَمة الإغلاق، بعد أن تبيّن أنّ مُعظم هؤلاء يعملون “الوُسطاء” على خدمة الأجندات الإسرائيليّة، وإنقاذ أرواح المُستوطنين وليس أرواح الفِلسطينيين، ومن أجل تحسين عُلاقاتهم مع أمريكا ودولة الاحتِلال الإسرائيلي، والحِفاظ على استمراريّة الوضع الرّاكد العَفِن لأطول فترةٍ مُمكنة.
وقال : السيّد زياد النخالة أمين عام حركة “الجهاد الإسلامي” التي رفضت وتَرفُض خوض أيّ انتِخابات تحت الاحتِلال، فضح نوايا الوسطاء العرب، وأدوارهم، وأبرزها إنقاذ نِتنياهو وحُكومته من الهزيمة، والصّمت على اختِراقه كُل الاتّفاقات والضّمانات التي جاءت للحِفاظ على استِمرارها، وأكّد السيّد النخالة قبل يومين أنّ حركته لن تقبل بأيّ وقف لإطلاق النّار عبر الوسطاء العرب، ولن يُلدَغ من جُحرَهم مرّةً أُخرى.
ولفت الى ان نِتنياهو يُهَدِّد بالتّصعيد، ويحشد الدبّابات على حُدود القِطاع، ويستدعي ست فرق احتِياط في مُحاولةٍ للسّيطرة على الموقف في الضفّة الذي بات يخرج عن قبضته وقوّاته الحديديّة، ومن المُرجّح، بل ربّما من المُؤكّد، أنّه يرتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه سلفه إيهود أولمرت، وسُوء تقديره لقوّة المُقاومة الإسلاميّة في جنوب لبنان، قد يُواجِه هزيمةً أكبر إذلالًا ومَهانةً. ما لا يُدركه نِتنياهو المُرتبك، المَهزوز، وجِنرالاته أنّ انتِفاضة القدس يقودها الجيل الثّالث من الشّباب الذين كفَروا بالمُطبّعين العرب والسّلطة الفِلسطينيّة معًا، وأرادوا أن يضعوا حدًّا لسنوات المهانة العشريّة، وبَدء صفحة جديدة عُنوانها الكرامة وعزّة النّفس، ولديهم منسوب عالٍ للتّضحية والشّهادة.
واكد عبدالباري عطوان ان دُخول الشّباب العرب من الأراضي المُحتلّة عام 1948 بزخمٍ كبير من الجنسين يُشكّل إضافةً نوعيّةً لانتفاضة القدس، لأنّ هذا الدّخول معناه إكمال ضلع مُثلّث المُقاومة الفِلسطيني، أيّ القدس الضّلع الأوّل، وقِطاع غزّة وصواريخه الضّلع الثّاني، ولا نَستبعِد أن تكون المُفاجأة المُقبلة انضِمام الضّلع الرّابع، أيّ أهالي الضفّة الغربيّة المحتلّة في المُستقبل القريب وإسدال السّتار نهائيًّا على مأساة اسمها السّلطة الفِلسطينيّة وتنسيقها الأمني.