تصعيد جديد في الحرب البحرية بين إيران وإسرائيل
تحاول إسرائيل توريط المملكة العربية السعودية في قضية استهداف السفينة التابعة للحرس الثوري الإيراني في البحر الأحمر قبل أيام.
وذكر رون بن يشاي الخبير العسكري في إسرائيل أن السفينة الإيرانية المستهدفة كانت تجمع معلومات استخبارية عن السفن السعودية.
وأضاف ان السفينة الإيرانية كانت تراقب السفن السعودية التي تفرض الحظر البحري على الحوثيين في اليمن وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
ولفت بن يشاي المقرب من قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل إلى أن السفينة الإيرانية لا تبحر من ميناء إلى ميناء، بل ترسو عادة قبالة الساحل اليمني على بعد 1600 كم جنوب إسرائيل.
وأضاف “تقدم (السفينة) خدمات متنوعة للحوثيين في اليمن وتهدف لتهريب النفط، ونقل الأسلحة إلى أذرع إيران في المنطقة”.
ووصف بن يشاي استهداف “استهداف سفينة الاستخبارات الإيرانية سافيز العائمة قبالة اليمن، يشير لتصعيد جديد في الحرب البحرية بين إسرائيل وإيران”.
واعتبر أنها “طريقة إسرائيلية لتذكير الأمريكيين بما يعرف بدبلوماسية حركية سرية الهادفة لردع إيران.
لكنه نبه إلى أن حادثا واحدا قد يؤدي لمواجهة مفتوحة بينهما.
ولفت إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين محادثات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، والعقوبات الأمريكية والأضرار التي لحقت بالسفينة الإيرانية.
ونوه بن يشاي إلى أن “التفاصيل الميدانية، خاصة في الخليج العربي والبحرين الأحمر والمتوسط باتت مثيرة للاهتمام، ومهمة بنفس القدر.
وقال إن “الباخرة الإيرانية التي تعرضت للقصف هي قاعدة بحرية عائمة للحرس الثوري الإيراني قبالة سواحل اليمن وجيبوتي”.
ووفق بن يشاي “تعمل في البحر الأحمر بالتنسيق مع الجهات الدولية، وهب عامل دعم لوجستي بحري لإيران، بما يخدم مصالحها”.
وكشف أن “هذه السفينة توفر من خلال القوارب السريعة على متنها، ويبحر بها أفراد الحرس الثوري الحماية لناقلات النفط الإيرانية”.
أو سفن أسلحتها المبحرة عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر لتهريب حمولتها إلى سوريا ولبنان.
واعتبر أن “الافتراض السائد الذي ينسب مهاجمة سفينة الحرس الثوري لإسرائيل يحمل ثلاثة أهداف”.
الأول الانتقام من استهداف السفينة الإسرائيلية في مياه بحر العرب في طريقها من تنزانيا إلى الهند.
والثاني ردع الإيرانيين، والتوضيح لهم أن إسرائيل لها نفوذ بحري في البحرين الأحمر والمتوسط.
ورأى ان الرسالة الإسرائيلية من الاستهداف أنه من الأفضل للإيرانيين عدم محاولة الإضرار بسفنها في المناطق القريبة من شواطئهم خاصة في الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب.
ورجح تصاعد العمليات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، والتي قد تنطوي على مخاطر قليلة.
ونوه إلى أن عطلا واحدا يكفي لإغراق سفينة إيرانية أو إسرائيلية، ثم يمكن أن تتصاعد المواجهة السرية إلى صراع مفتوح.
وفي وقت سابق اليوم، لمحت إيران بقوة إلى تورط الإمارات بمساعدة إسرائيل في الهجوم الذي استهدف سفينة “سافيز” في البحر الأحمر.
ولأول مرة تعمدت إيران نشر تفاصيل جديدة حول مهاجمة سفينة “سافيز” في البحر الأحمر.
واستعرضت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية رواية أحد ملاحي السفينة قبل وقوع الهجوم في التلميح لورط الإمارات.
وقال الملاح “قبل يوم من الحادث كانت هنالك مروحية مجهولة حامت ما بين 5 ل10 دقائق في أطراف السفينة”.
وأضاف “في يوم الحادث وبعد مضي نحو 4 ساعات من الهجوم على السفينة قام زورقان سريعان مجهولان”.
وذلك “ما بين الساعة 10 الى 11 صباحا بالدورية قرب السفينة”.
وأشارت وكالة الأنباء الرسمية إلى أنه “وبناء على تصريحات أحد ملاحي السفينة فإنه في حال ضلوع المروحية المجهولة في دعم الهجوم على السفينة”.
فمن المرجح-بحسب الوكالة- أن تكون هنالك دولة أخرى متورطة في الحادث.
وهي بذلك تشير إلى ضلوع الإمارات التي تنشط قطعها البحرية في منطقة البحر الأحمر ضمن حربها على اليمن.
وأكدت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية أن أن سفينة “ساويز” تعرضت لهجوم في البحر الأحمر.
وأوضحت الوكالة أن الهجوم تم بواسطة “لغم لاصق”، وفقا لتصريحات مصادر لم تسمها.
وقبل يومين، تعرضت سفينة “ساويز” المملكة لإيران لهجوم عندما كانت تبحر في البحر الأحمر في هجوم إسرائيلي جديد.
وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن معلومات تتحدث عن تعرض السفينة الإيرانية “ساويز” لاستهداف بلغم لاصق في البحر الأحمر.
وبحسب بيانات موقع “مارين ترافيك” فإن سفينة “ساويز” الإيرانية متوقفة في عرض البحر الأحمر مع ورود أنباء عن تعرضها لهجوم.
من جانبها، نفت واشنطن استهداف سفينة إيرانية في البحر الأحمر بعد معلومات عن تعرض سفينة “ساويز” لهجوم.
ودفعت تصرفات الإمارات لجلب التوتر إلى منطقة الخليج عقب الضربات المتبادلة بين كل من إسرائيل وإسرائيل في هذه المنطقة.
وعقب إعلان اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل تصاعدت حدة التوتر في منطقة الخليج.
وتلمح إيران إلى أن الإمارات توفر أراضيها لأجهزة المخابرات الإسرائيلية للعمل ضدها.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قامت إيران ولأول مرة بردود أفعال على إسرائيل حيث استهدفت حتى الآن سفينتين إسرائيليتين بمياه الخليج.
واليوم، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن سفينة شحن مملوكة لشركة إسرائيلية أُصيبت بصاروخ أحدث بها أضرارا في بحر العرب.
وأكد المسؤول الأمني الإسرائيلي أنه يشتبه بأن هذا الهجوم إيراني.
ولفت إلى أن السفينة كانت في طريقها من تنزانيا إلى الهند وتمكنت من مواصلة الرحلة عقب الهجوم.
من جانبه، ذكر موقع “يديعوت أحرونوت” العبري أن السفينة التي كانت ترفع علم ليبيريا لم تلحق بها أضرار كبيرة.
في حين ذكرت القناة 12 الاسرائيلية أن السفينة مملوكة لشركة (إكس.تي مانجمنت) ومقرها ميناء حيفا.
وجاء الحادث بعد شهر من اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بالمسؤولية عن انفجار على متن سفينة إسرائيلية في خليج عُمان.
وكانت السفينة التي تحمل اسم (إم. في هيليوس راي)، وهي ناقلة سيارات تعرضت مساء 25 فبراير/ شباط لانفجار.
وأحدث الانفجار حينها أحدث فتحات في جانبي جسم السفينة.
فيما أوضح مسؤول إسرائيلي أن ألغاما لاصقة استُخدمت في الهجوم.
غير أن إيران نفت في ذلك الوقت أي دور لها في الهجوم.
وقبل شهرين، كشفت وسائل إعلام عبرية عن إحباط السلطات في الإمارات هجوما وشيكا ضد أهداف إسرائيلية في إمارة دبي.
ولفتت إلى أن أجهزة الأمن في الإمارات اعتقلت خلية على صلة بالحرس الثوري الإيراني كانت في مراحلها الأخيرة لتنفيذ الهجوم.
وقبل أسبوعين، قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي إننا “بلغنا حافة الحرب مرارا”.
وشدد سلامي على أنه “ليس من المسموح لنا أن نقول في مكان هرب العدو، وكيف تراجع، ولماذا هو مكبل الأيدي”.
في المقابل، كشف وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية عن وجود خطة هجومية كاملة ضد منشآت إيران النووية.
وقال غانتس إن “خطط الهجوم في أيدينا، لكننا سنواصل تحسينها باستمرار”.
وشدد على ضرورة وقف التطلعات النووية الإيرانية.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية مؤخرا عن تصاعد “حرب الناقلات” بين كل من إسرائيل وإيران في منطقة الخليج.
ووفق تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنترست” أعده سيباستيان روبلين المتخصص في أبحاث التاريخ العسكري والأمني فإن إيران تعرف أنها قد تدفع ثمنا باهظا بهذه المناورة.
لكنها ماضية بها حتى نهاية الطريق، بحسب روبلين.
ولفت إلى أن حرب الناقلات تكشف أن طهران ترد عادة على أي ضغط أجنبي، باستهداف الناقلات والسفن التي تحمل بضائع قيمة تمر عبر مياه الخليج.
وذكر في تحليله أن “من الواضح أن طهران تنفذ حاليا نوعا أقل عنفا” من التصرفات، مقارنة بما كانت تقوم به من استهداف الشحن البحري خلال نهاية الثمانينات”.
وتتعرض العديد من السفن وناقلات النفط التي تمر في الخليج إلى “عمليات تخريبية” مع تفاقم التوتر في منطقة الخليج.
وتتهم دول خليجية إيران بالمسؤولية عن هذه الهجمات، في ظل إنكار من طهران.
وتهدد إيران مرارا بإغلاق المضيق الذي تمر عبره نحو 35 في المائة من إمدادات النفط العالمية.
وذلك في حال وقعت حرب مع الولايات المتحدة أو تطورت التوترات في الخليج على نحو خطير.
ويربط مضيق هرمز الخليج ببحر العرب والمحيط الهندي، ويعتبر ممرا رئيسيا للنفط والتجارة بين الخليج ودول آسيوية.
وإلى جانب إمدادات الخام، تمر عبر مضيق هرمز مواد تجارية غير نفطية بمليارات الدولارات.
وهذا ما يجعل من المضيق أحد أهم الطرق الملاحية في العالم.
وحال إغلاق المضيق فسيؤدي هذا إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط قد يدفع ببرميل النفط إلى عتبة 100 دولار، وإلى اضطرابات في الأسواق العالمية.
إذ إن دول الخليج الست وإيران والعراق تنتج معا حوالي ربع كمية الإنتاج العالمي اليومي البالغة 100 مليون برميل.
وتمر صادرات هذه الدول جميعها بنحو 15 مليون برميل يوميا أو ما يعادل ثلث الإنتاج العالمي، عبر مضيق هرمز البالغ طوله نحو 50 كلم والواقع بين إيران وعمان.
وعملت دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، على إيجاد طرق بديلة لتجنب المضيق.
وفي حال أغلق المضيق، ستكون دول الخليج أكبر الخاسرين.
لكن الأضرار ستطال أيضا الأسواق الآسيوية وخصوصا الصين واليابان وكوريا الجنوبية التي تعتمد على صادرات الشرق الأوسط لتأمين أكثر من نصف احتياجاتها من الطاقة.
وقبل أسبوع، كشف مسؤولون أميركيون وإقليميون إن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا.
وكانت هذه الناقلات تنقل في الغالب نفطا إيرانيا، خشية استخدام أرباح النفط لتمويل التطرف في الشرق الأوسط.
وذكر تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” نشرته مطلع مارس أن هذه التحركات العسكرية الإسرائيلية هي بمثابة جبهة جديدة للصراع بين إسرائيل وإيران.
وأشارت إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه الهجمات.