كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية النقاب عن تفاصيل مثيرة لمحاولة الانقلاب في الأردن التي طفت على السطح باعتقال قادتها ودور السعودية والإمارات فيها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ”الكبيرة جدًا” في الأردن عن أن السعودية وأبو ظبي على علاقة مباشرة في محاولة الانقلاب.
وأكدت أن عمان باتت تدرك دور ولي عهد السعودية محمد بن سلمان ونظيره في أبو ظبي محمد بن زايد في تدبير الانقلاب الفاشل.
وقالت المصادر إنهما كانا شريكان سر بمحاولة الانقلاب التي تقف شخصيات عربية مقربة منهما خلفها وجرى اعتقالها مساء أمس.
ونشرت الصحيفة تفاصيل مهمة عن خلية الانقلاب في الأردن والتي يتزعمها باسم عوض الله المعروف بقربه من السعودية.
وأشارت إلى أنه عمل وزيرًا المالية ويحبه عاهل الأردن عبد الله، حتى تحوّل لحلقة وصل بين العائلة المالكة السعوديّة والأمراء في الأردن.
جاء ذلك في وقت اتهمت مواقع إماراتية، السعودية بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة.
وتداعت تلك المواقع لنشر تفاصيل كاملة عن الخلية التي اعتقلتها القوات الأردنية وتقف خلف تدبير محاولة الانقلاب وقربها من النظام السعودي.
وكتب موقع “إرم نيوز” بأن رئيس الديوان الملكي الأسبق في الأردن باسم عوض الله علاقات خاصة مع مسؤولين سعوديين بارزين.
وقالت إنه حصل على الجنسية السعودية وعينه ملك الأردن ممثله ومبعوثه الخاص للشأن السعودي.
ورأى مراقبون بأن الإعلام الإماراتي يفرد منذ ساحة الحدث مساحات واسعة لتبيان صلة مدبري انقلاب الأردن الفاشل مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.
وأكد أن ذلك ضمن الصراع الإماراتي – السعودي المستمر بينهما وحالة الحراب الخفية بين النظامين واللذان يظهران قربًا لا رصيد له على الأرض.
يتزامن ذلك مع تلميح دبلوماسي أمريكي بارز بتوجيه أصابع الاتهام إلى السعودية بالوقوف وراء تدبير محاولة انقلاب مزعومة في الأردن.
وعزا آرون ديفيد ميلر الذي عمل مستشارًا لوزراء الخارجية الأمريكيين ذلك لـ”التوترات والمنافسات السعودية الأردنية”.
وقال خلال تعليقه على تحليل نشرته المحللة السياسية رولا جبريل بموقع “تويتر” إن خطا السعودية والأردن يعود لعقود عديدة إلى الوراء.
بينما رجحت جبريل وقوف الرياض أو أبو ظبي وراء ما جرى في الأردن خلال الساعات الماضية.
في وقت كشفت مصادر أردنية عن علاقة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ومستشاره الأمني محمد دحلان بمحاولة الانقلاب على ملك الأردن.
ولفتت المصادر لـ“خليج 24” إلى أن عوض الله كان حلقة الوصل بين الإمارات والمجموعة المخططة للانقلاب.
وأشارت إلى العلاقة المميزة التي كانت تربط عوض الله بمستشار ولي عهد أبو ظبي محمد دحلان.
وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية رصدت منذ فترة اتصالات بين عضو الله مع مسؤولين إماراتيين كبار ترتيبا للمحاولة الانقلابية.
وأكدت أن الأردن ستقوم برد قوي وحازم تجاه المحاولة الإماراتية وترتيب الانقلاب على الملك عبد الله.
ولفتت إلى أن الرد سيكون على صعيد العديد من الملفات الإقليمية التي تضطلع بها الأردن.
ولمحت المصادر إلى أن الرد لن يقتصر على الإمارات لوحدها، بل سيطال دحلان الذي يحضر “جماعته” لخوض الانتخابات الفلسطينية.
واعتبرت أن هذه فرصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس العدو اللدود لدحلان.
ونبهت المصادر إلى أن عباس ذاته كان قد حذر الأردن سابقا من محاولات للإمارات لتنفيذ انقلاب في الأردن.
وباسم عِوَض الله أردني الجنسية من مواليد عام ١٩٦٤.
وشغل عوض الله منصِب الرئيس التنفيذي لشركة طموح والتي تتخذ من مدينة دبي الإماراتية مقرًا لها.
وأعلن الأردن اعتقال رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله المقرب من السعودية وآخرين لأسباب أمنية لم يحددها.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “بترا” أن اعتقال عوض الله والشريف حسن بن زيد وآخرين قد تم بعد متابعة أمنية حثيثة.
وأضاف المصدر أن التحقيق جار في الموضوع دون أن يحدد أسباب الاعتقال وتفاصيل المتابعة الأمنية التي قادت إلى ذلك.
فيما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن السلطات الأردنية تحتجز الأمير حمزة بن الحسين و20 آخرين.
وعزت ذلك إلى ما قالت إنه تهديد لاستقرار البلاد.
لكن وكالة الأنباء الرسمية (بترا) نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن الأمير حمزة بن الحسين ليس موقوفاً ولا يخضع لأي إجراءات تقييدية.
كما نقلت “واشنطن بوست” عن مسؤولين بالقصر الملكي الأردني أن ما وصفوه بالمؤامرة ضمت كذلك زعماء قبائل ومسؤولين بأجهزة أمنية.
وأضافت الصحيفة نقلا عن المسؤولين الأردنيين قولهم إن مؤامرة معقدة وبعيدة المدى ضمت أحد أفراد العائلة المالكة.
وشهدت العاصمة الأردنية عمان انتشارا أمنيا كثيفا في منطقة دابوق غرب العاصمة وهي المنطقة القريبة من القصور الملكية.