أصدر البيت الابيض في العاصمة الامريكية واشنطن اعلانا هاما وعاجلا بشأن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والامارات، والحرب في اليمن، يؤكد ما سربته مصادر دبلوماسية في وقت سابق، عن خطة امريكية لاحلال السلام في اليمن.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، امس الجمعة، إنه “تمّ تجميد صفقات الأسلحة للإمارات والسعودية حتى تلبية متطلباتنا، ومنها إنهاء الحرب على اليمن”. حسب ما اعلنته في بيان لوسائل الاعلام.
يؤكد بيان ساكي ما نقلته صحف امريكية عن مسؤولين في الادارة الامريكية الجديدة قولهم: إن “ادارة الرئيس بايدن قررت تجميد مؤقت لصفقات اسلحة ابرمتها ادارة ترامب مع كلا من السعودية والامارات تتضمن صفقات طائرة اف 35 وقنابل ذكية”.
وجمدت إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن رسميا مبيعات الأسلحة الأمريكية لكل من السعودية والامارات اللتين تقودان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، على خلفية تصاعد الضحايا المدنيين جراء قصف طيران التحالف.
يأتي قرار الرئيس بايدن، الاربعاء، تدشينا لتنفيذ تعهداته في حملته الانتخابية بشأن السعودية والامارات والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وعملياته العسكرية المتواصلة منذ 6 سنوات، وآثارها بحق المدنيين اليمنيين.
وتزامن قرار تجميد مبيعات الاسلحة للتحالف، مع تسريبات دبلوماسية عن تبني ادارة الرئيس بايدن خطة لانهاء الحرب في اليمن وعقد مصالحة وطنية، وتشكيل مجلسين سياسي وعسكري، يضم مختلف اطراف الصراع في اليمن.
وحسب التسريبات الدبلوماسية، فإن الخطة الامريكية تتضمن تشكيل مجلسين سياسي وعسكري لمدة عامين يتبعها انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية ومحلية. لكن الخطة تستبعد الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن.
وتداولت وسائل اعلام غربية الاثنين، معلومات مسربة عن ترشيح الخطة الامريكية الجاري اعدادها بشأن اليمن نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري رئيسا للمجلس السياسي والوزير الجنوبي صالح الجبواني نائبا.
في المقابل، طالبت جماعة الحوثي المجتمع الدولي بقرارات اكثر من تجميد مبيعات الاسلحة لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والامارات، ملمحة بقرار دولي بوقف الحرب في اليمن ورفع قيود التحالف على المنافذ.
وقال عضو ما يسمى “المجلس السياسي الاعلى” التابع للحوثيين، القيادي البارز محمد علي الحوثي، الخميس: إن تعليق بيع الاسلحة للتحالف السعودي – الاماراتي لن يوقف الحرب على اليمن ولن ينهي المعاناة”. في اشارة لطلب المزيد.
مضيفا في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التدوين العالمي المصغر “تويتر” ليل الخميس: إن التجميد “غير رادع ولا يعفي عن مسؤولية القتل والدمار والمجاعة والحصار والارهاب الامريكي السعودي الاماراتي” حد قوله.
وأبدت ادارة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن، تجاوبا مع طرح الحوثيين، باتخاذ مزيد من الاجراءات ضد التحالف، امتدت إلى اعلان وزير الخارجية الامريكي في ادارة بايدن، اول اتهام امريكي رسمي للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية.
أعلن هذا، وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، معتبرا أن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض بقيادة الرئيس، جو بايدن، تعتقد أن “إجراءات السعودية في اليمن أدت لوقوع أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وكالة “سبوتنيك” الروسية نقلت عن الوزير الامريكي بلينكين، قوله في مؤتمر صحفي مساء الأربعاء: “نرى أن الحملة التي تشنها السعودية أدت، حسب تقديرات كثيرة، إلى وقوع أسوا أزمة إنسانية في العالم”.وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة الماضية، إنها “ستراجع قرار تصنيف جماعة الحوثي في اليمن،
منظمة إرهابية في أقرب وقت ممكن”. مؤكدة أن القرار “يعيق جهود احلال السلام في اليمن وقد يؤثر على الاوضاع الانسانية المتفاقمة”.
يشهد اليمن أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم بفعل معارك متواصلة للعام السادس تواليا بين الجيش اليمني مدعوما بتحالف عسكري من دول عربية وإسلامية تقوده السعودية، وبين جماعة الحوثي.
وتسببت الغارات الجوية للتحالف، وكذلك القصف المتبادل، بسقوط عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، بين قتلى وجرحى؛ فضلا عن تدمير البنية التحتية لليمن، وانتشار الأوبئة والأمراض.
سبق أن اعلنت الامم المتحدة مرارا، أن الحرب المتواصلة في اليمن تسببت في “مجاعة في بعض المناطق، وبات 75% من اليمنيين (نحو 22 مليون شخص) بحاجة إلى المساعدات للبقاء احياء”.
وعلقت وزارة الخزانة الامريكية العقوبات المالية التي كانت اعلنتها على جماعة الحوثي بموجب قرار الخارجية في ادارة ترامب تصنيفها منظمة ارهابية، في توجه يعزز مؤشرات تراجع ادارة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن عن التصنيف.