10 بنود عملية سيتم تنفيذها وفق مراحل وخطوات
من يتابع تعامل الانتقالي مع ” اتفاق الرياض ” منذ إعلانه والتوقيع عليه وشراكته مع الحكومة الشرعية يجده يتعامل بشكل انتقائي تكتيكي بحيث يحرص على الحصول على أكبر قدر من المكاسب والامتيازات وتثبيتها والانتقال للحصول على مكاسب جديدة ودون أن ينفذ أي بند من البنود التي وقع عليها وألتزم بها والغريب أن هذا التعامل يقابل بصمت وتغاضي ومباركة من قبل السعودية والإمارات كنهج يشبه إلى حد بعيد تعامل جماعة الحوثي في الشمال مع ” اتفاق السلم والشراكة ” والذي فرضته على الرئاسة والأحزاب في صنعاء بقوة السلاح في 21 سبتمبر أيلول 2014 وهو ذات الاتفاق الذي حظي بمباركة السعودية والإمارات والمحيط الإقليمي والدولي كخطوة في التمكين للحوثيين في الشمال .
خلال هذه الفترة لدى قيادة الانتقالي هدف واحد وهو: السيطرة على شبوة ووادي حضرموت ثم المهرة بعد ذلك ولكي تتم هذه السيطرة وضعت الإمارات بالتنسيق مع قيادة الانتقالي وبمباركة سعودية هذا المخطط الذي يجري تنفيذه على مراحل وخطوات مدروسة كالتالي :
1 ــ يقوم الانتقالي برفض قرارات الرئيس هادي بتعيين رئيس لمجلس الشورى ونائب عام بصفتها قرارات أحادية ولم تراع الشراكة مع الانتقالي والمناصفة بين الشمال والجنوب ، وتقوم السعودية بدفع قيادة حزبي الناصري والاشتراكي لدعم هذا الموقف الرافض والمتمرد على قرارات الرئيس هادي وتشكيل جبهة موحدة مع الانتقالي ، بهذا التحرك السياسي سيكسب الانتقالي إلى جواره تيارات سياسية لها حضور في الشرعية بينما ستخسر الشرعية حزبين من الأحزاب المؤيدة لها وكترجمة عملية لهذا التحرك أصدر الاشتراكي والناصري ــ بالتزامن مع بيان الانتقالي ــ بيانا رفضا فيه قرارات هادي الأخيرة كمؤشر على بداية التوافق السياسي مع الانتقالي ، ثم ألتقى في 21 يناير كانون الثاني الجاري أمين عام حزب التنظيم الناصري عبد الله نعمان بقيادات من الانتقالي بعدن كخطوة على طريق العمل المشترك وستلحق قيادات الاشتراكي بقيادات الناصري بالوصول إلى عدن ليصبح الجميع جبهة مشتركة ضد الشرعية .
2 ــ سيرفض الانتقالي تنفيذ أي بند من بنود الاتفاق يؤدي إلى تعزيز الشرعية في عدن مثل إدخال قوات الحماية الرئاسية وإدخال القوات الأمنية الحكومية أو دمج قوات الانتقالي في القوات الحكومية أو حتى السماح بوصول شخصيات مؤثرة من الشرعية إلى عدن وهذا بذريعة إصدار قيادة الشرعية لقرارات وتعيينات تخالف الشركة والمناصفة المناطقية وتخالف الدستور واتفاق الرياض ووو ألخ .
ستمضي الشرعية في قراراتها وسيمضي الانتقالي في عناده ومشروعه وسيقوم الانتقالي بفرض ما يشبه الحصار حول قصر المعاشيق وشل حركة الحكومة التي تتواجد فيه وعرقلة أي تحرك لها في الواقع يثمر تحسن في الخدمات أو بسعر العملة المحلية وستمضي الأيام ولم تحقق الحكومة شيئا يذكر مما سيضاعف السخط الشعبي عليها والقناعة بفشلها بشكل تام والمطالبة برحيلها من عدن .
3 ــ ستقوم قيادة الانتقالي بتشكيل قوات جديدة باسم ” قوات طوق عدن ” وتحت لافتة ” تطوير المنظومة الأمنية في عدن وتأمين المدينة من أعمال الإرهاب والتهريب ومواجهة الجريمة ” وسيتم الترويج على أن الهدف من تأسيس هذه القوات هو تأمين مدينة عدن بحيث تشمل المناطق المفتوحة المحيطة بالعاصمة اليمنية المؤقتة ، والخطوط القادمة من المحافظات الأخرى مثل أبين (شرق) وطور الباحة – الصبيحة ، لحج تعز (شمال) ، هذه القوة التي يشرف عليها الانتقالي ستكون مهمتها التواجد مستقبلا في شبوة وعدن والمهرة كقوات نخبة أقرت الإمارات ميزانيتها خلال زيارة محافظ عدن أحمد لملس الحالية للإمارات والذي تم الاتفاق معه على خطوات عملية مستقبلية في طريق التمكين للانتقالي في شبوة وحضرموت والمهرة ، هذه القوات ستمهد لها قوات العمالقة كما سنوضح لاحقا .
4 ــ سيكثف الانتقالي حملاته الإعلامية ضد الرئاسة والحكومة الشرعية بعدن وسيعمل على مواصلة نهجه في شيطنة الإخوان ومحاربة ما يسميه ” خطر الإخوان ” و” جرائم الإخوان في شبوة ” وسيواصل الضرب على وتر التخويف من الإخوان والإخوان ثم الإخوان وهو الوتر الذي يجد صدى إيجابي لدى حكام أبوظبي والرياض وغيرهم وسيتم التركيز على محافظة شبوة وإصدار بيانات عن شبوة وأن المواطنين في شبوة يتعرضون للقمع والاختطاف والتنكيل والإرهاب من قبل مليشيا الإخوان وأن بن عديو يختطف المدنيين ويقمع الأحرار والشرفاء وأن السجون قد ملئت بالأبرياء وووو ألخ كما سنوضح لاحقا .
وسيتم شيطنة خطوة المحافظ محمد بن عديو في افتتاحه لميناء قنا وانه بدون تنسيق مع الشرعية وسيكون هذا الميناء نافذة للتهريب والنهب ونقل السلاح للإخوان وغيرها من الاتهامات الكاذبة .
5 ــ تدرك قيادة الانتقالي أن محافظ شبوة يحظى بشعبية جارفة في المحافظة وفي اليمن عموما لإنجازاته التنموية وجهوده الكبيرة وأن أبناء شبوة يقفون معه ولذا ستلجأ إلى الكرت الأخير وهو : الدم ، ستضحي قيادة الانتقالي ببضعة أفراد من جنودها يتم قتلهم في مناطق بشبوة على أيدي عناصر الانتقالي المندسة ضمن عناصر القاعدة أو يتم إرسالها لشبوة لتنفيذ مهام إجرامية والتي ستقوم بممارسة القتل الاغتيالات ثم تلوذ بالفرار ، وهذا القتل من وجهة نظر الانتقالي سوف يثمر كثيرا فهو سيعطي الانتقالي ذريعة للحشد والتعبئة والتحريض ضد السلطة المحلية بشبوة وسوف يتهمونها بالتواطؤ مع القتلة وسيتم الزعم بأن هذه الاغتيالات حدثت قرب دوريات الأمن والتي لم تحرك ساكنا كما ذكرت ” قناة روسيا اليوم ” في تقريرها بالأمس عن الجندي الذي ينتمي للانتقالي والذي قتل في سوق مدينة جول الريدة بميفعة بشبوة على أيدي مسلحين لاذوا بالفرار فور اغتياله ليصدر الانتقالي بيانه التصعيدي والجاهز متهما حزب الإصلاح وليواصل ترديد الاسطوانة المشروخة ” الإخوان ، الإخوان ، الإخوان ” الإخوان يقتلونا ، الإخوان يذبحون جنودنا ، الإخوان سفكوا دماءنا …. ألخ .
ما حدث بالأمس هو أن الانتقالي دشن مخططه الدموي في شبوة وتم تجهيز البيان أثناء توجه عناصره للقتل وما حدث أيضا أن قناة ” روسيا اليوم ” اكتفت بالنقل عن مصادر المجلس الانتقالي في انتهاك للمهنية والمصداقية، ينقلون اتهامات خطيرة بالقتل لطرف في الشرعية ولا ينقلون أي رد أو رأي للطرف الآخر .
6 ــ عقب محاولات الانتقالي نقل الفوضى والعنف والإرهاب إلى شبوة سيصدر الانتقالي بيانات تطالب بعودة قوات النخبة إلى شبوة وهو ما قد أفصح عنه من قبل رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي خلال لقاءه في الرياض مؤخرا بالسفير الصيني لدى اليمن السيد كانغ يونغ وخلال ذلك اللقاء أكد الزُبيدي على ” تنفيذ الخطوات اللاحقة من “اتفاق الرياض”، واستيفاء ما أسماها بـ ” الترتيبات العسكرية والأمنية في شبوة ووادي حضرموت والمهرة ” رغم أن “اتفاق الرياض” وآلية تسريعه لم يتضمنا أي بند ينص على وجود قوات النخبة في شبوة وحضرموت .!
7 ــ سوف تتجاهل اللجنة العسكرية السعودية مطالب الشرعية باستكمال تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض في عدن بعد أن غادرت أبين بشكل نهائي ودون ان تنفذ أي من هذه الترتيبات التي وعدت من قبل بتنفيذها فور تشكيل الحكومة وبحضور لجان حكومية وستقوم هذه اللجنة بالتوجه إلى شبوة لتمكين قوات الانتقالي من السيطرة عليها ..
وسيكون المخطط كالتالي :
سيحرك الانتقالي مظاهرات محدودة في عدن وأبين وسيحاول تسيير مظاهرات في شبوة ولو محدودة جدا تطالب بحضور قوات النخبة في شبوة وطرد القوات الحكومية باعتبارها ” مليشيا الإخوان ” ـ سيسيرون على نفس اسطوانة الإخوان كونها الجاهزة حاليا ـ ستقوم اللجنة العسكرية السعودية على اثر هذه التحركات من قبل الانتقالي بالضغط على السلطة المحلية بشبوة لإرسال أكبر قدر من القوات الحكومية في شبوة باتجاه مأرب أو باتجاه الحدود السعودية اليمنية ، بعدها ستقوم اللجنة السعودية باستقدام وحدات من قوات من العمالقة إلى شبوة على اعتبار أنها قوات موالية للشرعية وأنها قوات محايدة وأنها ليست قوات النخبة الشبوانية ـ نفس مخطط أبين ــ قوات العمالقة هي : قوات تم تشكيلها من قبل الإمارات ومن الإمارات يجري تمويلها وتدريبها وتوجيهها في البداية كانت هذه القوات مخصصة للساحل الغربي ومؤخرا عندما دشنت السعودية والإمارات مخطط تمكين الانتقالي في أبين تم استقدام وحدات منها وفعلا تم فرضها كقوات محايدة رغم انها قوات تابعة للإمارات وكانت تعزز قواته بشكل يومي خلال المواجهات التي دارت مع القوات الحكومية في أبين قبيل الإعلان عن الحكومة الجديدة بعد أن تسلمت قوات العمالقة الإماراتية مواقع قوات الحزام الامني والقوات الحكومية في مناطق التماس في أبين .
8 ــ قوات العمالقة التي ستفرض اللجنة العسكرية السعودية وصول وحدات منها إلى شبوة ستعين الإمارات قيادات جديدة لها من قوات الحزام الأمني وستقوم الإمارات بتشكيل غرفة عمليات في بلحاف لإدارة هذه القوات التي ستلعب دورا كبيرا في التمكين للانتقالي في شبوة .
سيشترط الانتقالي دخول ما يعرف بقوات النخبة الشبوانية إلى مدينة عتق وكافة مديريات محافظة شبوة والانتشار فيها مقابل السماح بدخول أعداد محدودة من قوات الأمن العام والخاص والشرطة العسكرية إلى مدينتي عدن وزنجبار وبدون سلاح ثقيل أو متوسط وستضغط اللجنة العسكرية السعودية على الشرعية للقبول بهذا الشرط وإدخال قوات النخبة إلى شبوة وفي حال تمت الموافقة على الشرط سيمسح الانتقالي بدخول من 50 إلى 100 جندي من قوات الأمن إلى زنجبار وبدون سلاح ثقيل أو متوسط كما وعدت من قبل بالسماح بدخول 50 فرد من قوات الحماية الرئاسية إلى مدينة عدن ومن دون سلاح .
9 ــ ينص مخطط الانتقالي أنه في حال رفض الشرعية لدخول قوات باسم النخبة الشبوانية إلى شبوة سيتم فرض دخول قوات العمالقة إلى شبوة والتي بدورها سوف تسهل دخول قوات النخبة إلى شبوة إن لم تحل محلها وتقوم بدورها وبعد الاشتباك الحدود والمفتعل مع القوات الحكومية ستقوم اللجنة العسكرية السعودية ومن خلفها السعودية والإمارات بالضغط على القوات الحكومية للانسحاب من شبوة باتجاه واحلال قوات الانتقالي محلها وفور احلال قوات الانتقالي في شبوة سوف تنسحب اللجنة العسكرية السعودية وتعلن أنها قد استكملت تنفيذ الترتيبات العسكرية والامنية المطلوبة في شبوة .
في هذه الأثناء ستواصل السعودية والإمارات تجويع الجيش الوطني ومنع صرف الرواتب والتسليح والدعم والإمداد ومباركة حصار الحكومة في قصر المعاشيق او إعادتها إلى الرياض سيواصل الاشتراكي والناصري التماهي مع الانتقالي والسيرة في جبهة موحدة ضد الشرعية التي ستكون قد تآكلت وتقلصت كثيرا وتم تقليم أضافرها وقصقصة أجنحتها ولم يعد بأيديها قدرة على تغيير الواقع أو رفض الضغوط التي تمارس من قبل السعودية والإمارات .
10 ـ ينص مخطط الانتقالي على أنه سيعمل الانتقالي خلال الأيام والأسابيع القادمة على نقل العنف والفوضى والاغتيالات إلى شبوة وستحاول عناصره الإجرامية اغتيال المحافظ بن عديو وشخصيات مدنية وعسكرية مؤثرة واستهداف أنابيب النفط والغاز وإحداث تفجيرات في عتق وغيرها والتضحية ـ كما قلنا سابقا ـ ببضعة أفراد من منتسبي النخبة وخصوصا من أبناء القبائل الكبار حتى يستطيع الحشد والتعبئة والتحريض والتجنيد وتجنيد هذه القبائل ضد السلطة المحلية والجيش في شبوة لكي يستطيع الدخول إلى شبوة والتمكن فيها وسيحاول شراء ولاء بعض الشخصيات والمشايخ بالأموال والمناصب .
خاتمة :
ما كتبته هنا هو من معلومات دقيقة ومؤكدة ونتمنى من أحرار شبوة خصوصا والجنوب عموما إفشال هذه المؤامرة والوقوف مع السلطة المحلية في المحافظة لان الانتقالي يحارب شرفاء الجنوب ولا يريد وجود نهضة وتنمية وأمن استقرار في شبوة خصوصا والجنوب عموما وواقع المناطق التي يديرها الانتقالي خير شاهد على فشله وواقع شبوة التي تنعم بالأمن والاستقرار والنهوض والتنمية بعيدا عن سلطة الانتقالي وميلشياته هو درس كافي للجميع .