كتب / حسين يحيى
تقع جزيرة كمران اليمنية قبالة الساحل الغربي للصليف بمسافة 6كم ، تبلغ مساحة الجزيرة حوالي 100كم2، تعد كمران لؤلؤة جزر البحر الأحمر، ويطلق عليها (سقطرى البحر الأحمر).
جزيرة سياحية جميلة تمتاز بثراء وتنوع حيوي وشواطئ رائعة ومواقع مثيرة للاهتمام تجعلها من إحدى أكثر المناطق جذباً للسياح ، والتي جعلت الملكة البريطانية إليزابيث ان تختار جزيرة كمران لتقضي بها (شهر العسل) .
وقد احتلها البرتغاليون عام 1513م , والمماليك 1515م والبريطانيون للمرة الأولى في العام 1867م قبل أن يطردهم منها العثمانيون 1882م ليؤسسوا فيها محجراً صحياً للحجاج ، حتى عادت بريطانيا إلى احتلالها مجدداً في الحرب العالمية الأولى عام 1915م.
وتتمتع جزيرة كمران بأهمية استراتيجية نظرا إلى وقوعها على خط الملاحة الدولي في البحر الأحمر، لذلك أقيم على الجزيرة فنار ذو منارة دائرية ، يقع في الطرف الجنوبي للجزيرة لتسهيل رؤية السفن العابرة.
وقد أنشأ الاحتلال البريطاني مطار كمران في عام ١٩٣٢ م وكانت تنطلق منه الطائرات الحربية لضرب ميناء مصوع وأسمره أثناء حربها مع الايطاليين الحرب العالمية الثانية , وشهد مطار كمران عام ١٩٤٠ نشاطًا تجاريًا من خلال فتح الخط المدني الجوي الذي ربط الجزيرة بعدن.
وتم انشاء فيها محطة كهرباء ومحطة تحلية ومحطة لاسلكي وكان هناك أول مصنعُ للثلجَ , ومن 1فبراير 1949م الى عام 1967م اصبح حاكم عدن هو حاكم جزيرة كمران , وقبل الانسحاب البريطانيين من الجزيرة يقال قام البريطانيون بعملية استفتاء ابناءها وقبولهم بالانضمام الى عدن وسلمت واصبحت جزء من اليمن الجنوبي في 30نوفمبر 1967م قانونيا.
هذة الجزيرة الجميلة التي قدمت هدية للملكة الِيزَابِيث يوم زفافها عقد من اللآلئ الكبيرة والمتوافقة تمامًا. من حيث العمل الشاق وحده كانت هدية تفوق الثمن تقريبًا
تبدا الحكاية عندما سلمت بريطانيا جزيرة كمران الى دولة اليمن الجنوبي واصبحت جزء من سيادتها, رغم ان السلطة في الشمال طالبت بالسيادة عليها من عام 1956م.
بعد استقلال الجنوب 30 نوفمبر 1967م بدأ الصراع الداخلي بين الاطراف في الجبهة القومية والانقلاب على الرئيس قحطان الشعبي في 22 يونيو 1969 ونزوح الاعداد الكبيرة من المعارضين والعسكرين ورجال الامن الى شمال اليمن وهم (اصحاب عشال) وبدأت تتشكل معارضة جنوبية مع معارضة سابقة التي نزحت في عام 67م .
وكانت الحدود بين الشمال والجنوب ملتهبة دائما, تقدم الضابط الجنوبي (عبدالله . س) مع بعض العسكريين الذين كانوا يعملون في (ارم بوليس Army Police) أيام الاستعمار البريطاني لحراسة الجزر (كمران وميون وغيرها ) , في خطة لاحتلال الجزيرة الى محافظ الحديدة سنان ابو لحوم رفعت الخطة الى صنعاء للموافقة ولكن توقف موضوع العملية , الى ان تفجر الموقف بين الشمال والجنوب من جديد وكان سقوط طائرة حربية جنوبية في قعطبة دفع بالجيش الجنوبي للدخول الى قعطبة وسحب الطائرة منها.
هنا تم استدعاء الضابط الجنوبي (عبدالله .س) الى مقر قيادة محافظة الحديدة والموافقة على تجهيز وتنفيد العملية , لكن لا توجد أي امكانيات للبحرية الشمالية في تلك الفترة من زوارق حربية ونقل سريع لتنفيد هدة العملية .. في الاخير تم توفير قوارب خشبية لنقل المقاتلين وكان في البداية عددهم 300 فرد عسكري جنوبي تم تناقصوا الى 200 فرد لخطورة العملية المحفوفة بالمخاطر وركوب البحر وكانت الخطة عدم الخروج من ميناء الصليف مباشرة الى الجزيرة خوفا من الرصد لهم لهدا تم تحويل العملية الى ميناء الحديدة البعيدة بعض الشي انطلقت القوة ليلا الى الجزيرة ونزلت في الاماكن المحددة التي يعرفوها هم جيدا وسيطروا على ثكنات الجنود والضباط للحامية وكدلك المطار ومحطة اللاسلاكي والكهرباء وكدلك باغتوا الحماية الذين كانوا في وقت الحراسة, وبعد نجاح الخطة اعلن في صباح يوم 6أكتوبر 1972م من اذاعة صنعاء وجميع الوكالات الدولية والاخبارية بسقوط الجزيرة.
1- لوحة رسمت لقلعة جزيرة كمران عام 1834م.
2- لوحة رسمت لقرية مكرام في الجزيرة 1833م.
3- صورة فضائية لكمران
4-5- مطار كمران ولوحته الشهيرة 1954م
6- مكتب المفوض السامي البريطاني 1954م
7- موظفين أوروبيين في كمران 1927م