مجتهد نيوز |
كشفت مجلة امريكية عن حجم القوة العسكرية التي حشدتها مليشيا الحوثي لإجتياح مدينة مأرب اليمنية الغنية بالنفط (شرق البلاد)، حيث تدور هناك معركة مصيرية قالت إنها ستغير الخارطة السياسية في البلد الذي يشهد حربا مستمرة منذ نهاية عام 2014.
ونشرت مجلة « ميليتري ووتش » العسكرية الأمريكية آخر تقرير لها اسدلت فيه الستار عن حجم القوة العسكرية التي حشدها الحوثيون الى مشارف مدينة مأرب وهو ما يصفه الخبراء العسكريون بـ”القوة الهجومية الكاسحة ” التي تستعين بها مليشيا الحوثي في عمليات اجتياح المدن وإسقاط المحافظات اليمنية”.
وبحسب المعلومات التي كشفتها المجلة في سياق التقرير” فإن جماعة الحوثي نجحت في تجنيد نحو « 100.000» ألف من الأطفال والشباب اليافعين في صفوفهم منذ بداية الحرب الأهلية في اليمن عام 2014. الأمر الذي اعترف به أحد كبار المسؤولين العسكريين الحوثيين في تحقيق نشرته وكالة «أسوشيتد برس» في وقت سابق، لدى تحدثه شريطة عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية المعلومات التي يدلي بها للإعلام، غير أن الرقم المذكور على لسان المسؤول الحوثي الكبير هو أعلى من أي رقم آخر تم الإبلاغ عنه سابقاً من قبل أي جهة كانت.
وكتبت مجلة « ميليتري ووتش »الأمريكية، والتي تعد بمثابة مركز أبحاث متخصص في شؤون الشرق الأوسط “يريد الحوثيون السيطرة على مأرب ووضعها تحت حكمهم لأنها أغنى مقاطعة في شمال اليمن بموارد كبيرة من النفط والغاز، ورغم تقدمهم الكبير واقترابهم من مدنية مارب إلا أن المعارك المحتدمة على مشارف المدينة لا تزال مستمرة حتى الآن”.
وأضاف التقرير : ” إدراك مليشيا الحوثي في لأهمية مأرب وعلمها المسبق بالوزن الاستراتيجي التي تمثله المحافظة ،جعلها تتجازو كثير من الصعاب والتحديات التي واجهتها في بداية المعركة بعد أن دفعت بعشرات الآلاف من المقاتلين اليافعين الى تخوم المدنية وكثفت من هجماتها المستميته وتقدمها السريع صوب مدينة مأرب من ثلاثة محاور رئيسية بغية الاستيلاء على اغنى المحافظات اليمنية بالثروات النفطية والغازية “.
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن المعارك الجارية، على تخوم مدنية مأرب مصيرية قياساً إلى أهمية المحافظة بالنسبة للطرفين، نظرا لمواردها الغنية بالنفط والغاز، لفتة إلى أن : “جماعة الحوثي عززت جبهات القتال في مأرب بعدد كبير من مقاتليها الأطفال الانتحاريين ، ممن يقاتلون بلا هوادة، ويتقدمون صوب المدينة باستماتة منقطعة النظير ، ما جعل منها معركة حياة وموت بالنسية للحوثيين”.
وتؤكد المجلة الأمريكية، أن سقوط مأرب بيد الحوثيين يمثل مصدر قلق دائم للتحالف وكابوسا مفزعا لحكومة الرئيس هادي كما هو أيضا بمثابة حلم، لجماعة الحوثي مشيرة إلى أن ذلك الحلم أصبح تحقيق اليوم ممكنا وفرص تحقيقه باتت وشيكه خلال الايام القليلة القادمة بنسب كبيره وأكثر من اي وقت مضى بناءا على المعلومات التي تصلنا الميدان “.
واكد التقرير أن حضوض الحوثي في اجتياح مدينة مأرب عسكريا أصبحت كبيره، وفرص نجاحهم في الاستيلاء على المحافظة النفطية،باتت ممكنه ووشيكه خلافا لمحاولاته السابقة.. لعدة أسباب استعرضها كاتب التقرير فيما يلي :
١- نشوة الانتصارات الكبيرة والتقدم السريع الذي حققه الحوثيون في منطقة نهم بمحافظة صنعاء وفي محافظة الجوف ومحافظة البيضاء المتاخمتين لمأرب.
٢- القدرة الفائقة التي يمتلكها الحوثيون في حشد المقاتلين الاشداء الذين اكتسبوا خبرة فائقة في القتال خلال سنوات الحرب الخمس الماضية، إذ قدر خبراء عسكريون حجم تلك القوة بنحو « 400.000 » الف مقاتل دفعت الجماعة بمئه الف مقاتل منهم إلى المعارك المحتدمة على اسوار مدينة مأرب الأمر الذي عزز من حضوضهم بالسيطرة على أغنى المحافظات اليمنية بالثروات النفطية.
٣- العداء الحزبي بين حزب الاصلاح وقبائل مأرب وعدد من الأحزاب السياسية في اليمن في أعقاب الانتفاضة الشعبية عام 2011 .
4_ هيمنة حزب الاصلاح على المحافظة وتحكمهم بثرواتها، سقى جذور حركة الحوثيين في مأرب ومكنها من اختراق مجتمع مارب القبلي، من خلال بناء علاقات جيدة مع شخصياته القبلية المؤثرة، وشراء ولاء زعماء القبائل في المحافظة، وتحييد القبائل عن المعارك الدائرة في مناطق سيطرتها وإقامة تحالفات وتوقيع كثير من اتفاقيات السلام مع كثير من القبائل إذ تشير المعلومات الواردة من اليمن الى نجاح الحوثي في اختراق قبائل مارب وكسب كثير من الولاءات مما أدى في النهاية إلى الموت التدريجي لشرعية الرئيس هادي وقتل الروح المعنوية وفتور حماس قوات هادي في الدفاع عن مأرب”.
وترى المجلة في ختام تقريرها أن معركة مأرب مصيرية بالنسبة للحكومة الرئيس هادي مثلما هي بالنسبة للحوثيين، وقالت: “تعد المحافظة آخر معقل للحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في الشمال وسقوطها بيد الحوثيين ، يعني نهاية الوجود الحكومي للشرعية من شمال اليمن باستثناء بعض المناطق في تعز”.