كشفت مصادر مصرفية يمنية مطلعة، اليوم الأربعاء، عن تعرض الشعب اليمني لمقلب كبير بشان الوديعة التي اعلنت المملكة العربية السعودية تقديمها لليمن يوم امس الثلاثاء الموافق 21 فبراير 2023م.
وقالت المصادر بأن الوديعة التي اعلنت عنها السعودية يوم امس والتي تبلغ بمليار دولار تقديمها لليمن هي في الحقيقة مبلغ ٢٠٠ مليون دولار تدفع على ٥ سنوات(كل عام ٢٠٠ مليون) لا تسلم كاش حيث ان المبلغ تم ايداعه بحساب صندوق النقد العربي.
وأوضحت المصادر بأن الوديعة السعودية إلى البنك المركزي في عدن لن تقدم اي شي ولن تتسبب بأي اصلاحات اقتصادية او بتراجع أسعار الصرف، معتبره ذلك فخ كبير للتجار والمواطنين اليمنيين.
وأشارت المصادر إلى أن الشعب اليمني تجرع يوم امس مقلب كبير لم يكن بالحسابان حيث أن المبلغ عبارة عن قرض ويدفع ٢٠٠ مليون بالعام فقط وهو لن يقدم اي شيء للبلد المنهار بسبب الحرب الذي تقودها السعودية.
وأضافت المصادر بأن اليمن بحاجة ماسة لأكثر من ٥ مليار دولار ليستعد الاقتصاد الوطني عافيته وماتم إعلانه يوم امس هو در الرماد على عيون الشعب اليمني فقط.
من جانب آخر، كشف الخبير الاقتصادي – رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر عن العديد من النقاط المهمة المرتبطة بوصول الوديعة السعودية إلى البنك المركزي اليمني والتي تبلغ مليار دولار أمريكي.
وقال نصر في تصريحٍ له إنه “تم الإعلان عن الوديعة السعودية للبنك المركزي اليمني بمقدار مليار دولار بعد انتظار لمدة عام تقريبًا، ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى بعض النقاط المهمة المرتبطة بالوديعة”.
وأوضح نصر أنه “لن يتم تسليم الوديعة بصورة مباشرة للبنك المركزي ، وإنما عبر صندوق النقد العربي وفق جدولة معينة لتسليم الوديعة قد تستمر إلى ٢٠٢٥م”.
وتابع نصر:”وضعت العديد من الاشتراطات للاستفادة من الوديعة، وقد أكد البنك المركزي ووزارة المالية في وقت سابق أنهم عملوا تلبيتها منذُ يونيو الماضي”.
وأشار نصر إلى أنه “يفترض أن يتزامن مع استخدامات الوديعة تنفيذ برنامج للإصلاحات يتضمن الاستفادة المثلى من الوديعتين السعودية والإماراتية والتي هي الأخرى غير قابلة للاستخدام حتى الآن”.
وبين نصر أن” الوديعة تأتي في ظل وضع اقتصادي صعب تواجهه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا حيث توقف أهم مصدر للنقد الأجنبي المتمثل بتصدير النفط الخام من مينائي حضرموت وشبوة جراء التهديدات الحوثية بضرب سفن النفط”.
ويرى نصر أنه “سيعمل بدء سريان إنفاذ الوديعة على تهدئة مؤقتة لتدهور سعر الريال اليمني ، وستمكن البنك المركزي من التحكم في سعر الصرف في حال تمت إجراءات الوديعة وفقا لما هو متوقع”.
وأكد نصر أن “الوديعة التي ستسلم إلى البنك المركزي ليست منحة مجانية وإنما قرض بفوائد.
مضيفًا بالقول:”حتى الآن لم يتم الإعلان للرأي العام عن طبيعة الإصلاحات الهيكلية والمالية ومبادئ الحوكمة والشفافية التي التزمت بها الحكومة والبنك المركزي لصندوق النقد العربي والسعودية والإمارات”.