ابناء حضرموت ما بين مطرقة الفشل الحكومي وسندان الغلاء المعيشي
بقلم : محمد باذيب
لا يخفى على الجميع ما تمر به المناطق الجنوبية في اليمن عامة وحضرموت خاصة من تدهور مستمر وللاسوأ على كل المستويات المعيشية خاصة الامنية والاقتصادية فمنذ ان جاءت قوات التحالف الى حضرموت قبل حوالي سبعة اعوام ونحن نعيش يوميا مآسي تتلو مآسي ولم نجد حالة استقرار على اي مستوى سواء استقرارا سياسيا او اقتصاديا او امنيا او مجتمعيا رغم انها منطقة بعيدة عن الصراع والحروب بين التحالف والحوثيين عوضا عن ان الحكومة القائمة عليها معترف بها عالميا وامميا وممتلأة بالثروات النفطية والغازية والمعدنية على رأسها الذهب والثروة السمكية والموانئ التجارية الاستراتيجية والثروة الزراعية والحيوانية والعسل الأجود والاشهر عالميا ورغم ان مساحتها ثلاثة اضعاف مساحة الإمارات التي تنهب ثروات حضرموت حتى اليوم الا ان الاوضاع الاقتصادية تعصرنا في محافظتنا عصرا فلا تحالف اوفى بتعهداته التي اطلقها عند انطلاق ما اسموها عاصفة الحزم ولا نظام معترف به عالميا قام بمسئوليته تجاهنا بل نرى العكس تماما كيف يتصارع هؤلاء في نهب ما يمكن نهبه من ثرواتنا وتأسيس ممالك استملاكية لثرواتنا في جغرافيتنا الاستراتيجية وللاسف الجميع يستخدم ابناء محافظتنا في صراعاتهم وعندما ينتصرون يرمونهم ويرمون الامهم وجراحهم واوجاعهم وجوعهم وحاجياتهم وراء ظهورهم وهكذا.
الاسعار التي تزداد يوميا اشتعالا وتوجها وحرارتها تزداد في إلتهام ابناء المحافظة لا يوجد هناك رقيب ولا حسيب على تجار المآسي والاوضاع الاقتصادية والانسانية فاسعار الحبوب والمواد الغذائية الرئيسية ارتفعت حوالي ١٠ اضعاف ما كان عليها قبل دخول التحالف الى المحافظة والدولار ارتفع سعره خمسة اضعاف بل للاسف نرى سعره في مناطق الحوثيين حوالي ٥٤٦ ريالا مقابل وصوله في مناطقنا المعترف بها عالميا والغير محاصرة في بعض الاحيان الى اكثر من ١٠٠٠ واحيانا تتجاوز ١٦٠٠ ريال ثم ينزل ليصل الى ٨٠٠ ثم يرتفع دون استقرار وهذا يجعل من التجار في حالة عدم استقرار فيتمسكون بأعلى سقف تسعيري تفاديا لاي خسارة وافلاس وكل ذلك فوق كاهل المواطن الذي لا يتسطيع ان يوفر براتبه البسيط جدا والمهدد حاليا بالتوقف نتيجة لمنع حكومة صنعاء حكومتنا من تصدير النفط والغاز رغم ان الراتب هذا لا يمكن ان يغطي احتياجات اسرة صغيرة لايام معدودة نتيجة لعدم ارتفاع الراتب بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار واسعار الاغذية والادوية وغيرها مما يعتبر الاساسيات للحياة .
ارتفاع الايجارات ايضا يلقي بظله واوجاعه على كاهل المواطن البسيط الذي يجهد نفسه يوميا باحثا عما يسد به رمقه ورمق ابناءه وبالكاد يستطيع فلا تقبل الحكومة ان تراه هكذا فتقوم بإجراءات تؤدي في نهايتها الى ارتفاع الاسعار اكثر واكثر فلا يستطيع ان يسد حتى رمقه فكيغ بتوفير ايجار البيت ولعل اخرها ما قامت به حكومتنا الموقرة برفع سعر الجمرك الضريبي الى ٧٥٠ ريال من ٥٠٠ ريال اي بنسبة زيادة ٥٠٪ اي انها اي الحكومة تبشرنا برفع الاسعار أكثر واكثر لان هذه الضريبة لا يدفعها التاجر من جيبه الخاص وانما يضعها فوق اسعار المواد التي يستوردها فيدفعها المواطن المسكين رغم انه ايضا وللاسف سعرها في مناطق الحوثيين ٣٥٠ ريال (سعر الدولار الرسمي في بنك صنعاء) ولا نعرف لماذا دائما تسعى الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا والتي تمثل اليمن في محافله العالمية والاقليمية والتي نسمع يوميا عن قيامها بقروض وديون وطلب مساعدات بالمليارات الدولارات لماذا تقوم بهذه الاجراءات التي تضيق من وضعنا وحالنا خاصة ونحن نعلم جميعا ان ابناء واسر هؤلاء الوزراء والقيادات واعضاء مجلس النواب يسبحون في نعيم وثروات اليمن في الرياض وابوظبي والقاهرة واسطنبول وبقية عواصم العالم ولا يشعر احد من ابناءهم بجوع او يتمنى لقمة عيش او قليلا من السكر بل لا يشترون الدقيق بالكيلو والنصف الكيلو لان اباءهم في اليمن ومن الرياض يتقاسمون ثروات اليمن عامة وحضرموت خاصة ولم يتركوا لنا أصحاب الحق والارض والثروات والذين يضحون بانفسهم وابناءهم يوميا لم يتركوا لنا حتى الفتات ولا القليل منه فهاهم يسعون بإستمرار الى خنق الشعب باجراءاتهم القاتلة للشعب ويسابقون الزمن لتنمية ثرواتهم اكثر واكثر والله المستعان على ما يصفون .