أخبار عاجلة

بيت الطاعة الأمريكي ومطرقة التجويع : السياسة الأمريكية في إخضاع الشعوب

بقلم / نايف المدحني

الغذاء سلاح تستخدمه الدول الكبرى كوسيلة قوية للسيطرة السياسية والتلاعب بإرادة الشعوب الضعيفة التي تعتمد على غيرها في إمدادها بالغذاء وتأمين الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، هي في الحقيقة معرّضة بدرجة أكبر للابتزاز السياسي والتبعية، وشعوبها أكثر تأثرًا بأمراض سوء التغذية والجوع.

وكأسلوب من أساليب الحرب،  تستحضر أمريكا ومن خلفها الحلفاء، سياستها الروتينية و سلاح الضغط الأقوى، لتطويع الخصم في وقت بات الخيار العسكري آخر الحلول الممكنة والخيارات المتاحة… سعياً منها لاختصار الوقت والمسافات، وتقليل الخسارة المادية والبشرية ، ضاربه على وتر لقمة العيش صمام الأمان للدول النامية.

لجعلها تتألم داخلياً عبر سياسة الحصار والتجويع  كتحدي صارخ لضمائر الإنسانية جمعاء،  فهنا بالتحديد تتقاطع السياسة مع ما يسمونه ” بالأخلاق”. حيث الأخلاق والضمائر تم ركنها جانباً والمصالح تقدمت على الأيديولوجيا والمبادئ.

تجد فيه أمريكا فرصة سانحه لتغيير أنظمة برمتها وفرصة غير مكلفة لفرض شروطها وإراداتها، فهي ترى بأن جزءاً من عظمتها يكمن في قدرتها على إخضاع الدول دون ان تترك خلفها بصمات.

وبالقراءة الأمريكية سيكون إقرارا بالتركيع لا تجد الدول المحاصرة اقتصادياً معه مخرجاً مما هي فيه وإن تراجعت فأمريكا تسعى دوماً إلى المزيد.

وما تدمير الأراضي الزراعية وإتلاف المحاصيل الغذائية والسيطرة على مصادر المياه ، إلا جزء من الوسائل الأمريكية التي تستخدم الغذاء كسلاح وتكتيك حرب لإخضاع الأمم وهزيمة الجيوش.

فما لم تستطع فخر الصناعة الأمريكية بإخضاعها، فبكسرة خبز يتم كسرها والانقضاض عليها.

وقد عبّرعن ذلك السياسي الفرنسي الكونت دي ميرابو  بقوله “جميع مشاكل السياسة تخرج من حبة القمح”.

فصناعة الجوع مثله كمثل أي صناعة أخرى يوجد من يستفاد منها ومنها يكتسب، فتصدير الجوع والحروب والأمراض إلى الدول النامية ، يفتح باباً من الربح السياسي في هذا البلد، لتحتذي بحذوها الأنظمة العمياء والعميلة للغرب باختلاقها أسباب المجاعة، لكي تمارس ضغوطاً على شعوبها يكون فيه التجويع سيد الموقف.

فالدول العربية وعلى الرغم من حصولها على استقلالها السياسي، وخروج الاستعمار منذ عشرات السنين، إلا أنها ماتزال تقع تحت هيمنة ” بيت الطاعة الأمريكي”  .

فواشنطن التي خبزت صناعة الجوع في الدول الفقيرة تأتي اليوم لتجني ثمار عقوباتها وسياساتها الافتقارية بإبتزاز الدول إكراها وتضعهم أمام حرج الاختيار الصعب حيث تقدم القمح بيد والتطبيع مع إسرائيل باليد الخرى وعليها الاختيار.

تابعونا الآن على :

شاهد أيضاً

فهد الغنامي: “غرق روبيمار” يقلقون على أسماك البحر الأحمر ولا يقلقون على البشر في غزة من القتل والتجويع والإجرام الصهيوامريكي.. وهذه الحقيقة التي يقلقون منها..!!

يهددونا بغرق البحروهل البحر يغرق؟؟ ✍️ فهد الغنامي الذي يغرق الآن هي السفينة البريطانية وليس …

%d