يعد الوطن العربي واحد من أكبر المخزونات للثروات الباطنية والكنوز مع امتداد مساحته وتغير تضاريسه وتعاقب الأمم عليه, ولعل من أبرز الكنوز التي يتمتلكها الوطن العربي هي النفط والمعادن.
وفي بلد عربي وتحديداً الجزائر فقد عنونت عشرات الصحف الغربية مقالتها بعنوان لفت أنظار العالم مفاده بأن الجزائر تعيد اكتشاف كنز ضخم أحد أكبر كنوز العالم.
وجاء ذلك بعد أن منح مجلس الوزراء الجزائري الضوء الأخضر لشركة التعدين الضخمة والتي يطلق عليها عملاق الحديد, للبدء باستغلال منجم الحديد “غاز جبيلات”, جنوب غربي الجزائر.
ويعتبر منجم الحديد “غاز جبيلات”, من أحد أكبر لمناجم في العالم, ويعتبر مصدراً هاما من مصادر تحريك الاقتصاد الداخلي للجزائر إضافة لسد فجوة هامة في احتياجات العالم للحديد.
وتعول الجزائر على هذا المشروع الجديد باعتباره مرتبطا بأحد أكبر احتياطات الحديد في العالم، حيث يتوفر على ثالث احتياط عالمي بمخزون هائل يتجاوز 3 مليار طن من المعدن الرمادي، من بينها 1.7 مليار طن قابلة للاستغلال في المرحلة الأولى، مما سيضمن إيرادات بعشرة مليارات دولار سنويا وفق بعض التقديرات.
ويعتبر المحللون الاقتصاديون بأن استثمار هذا المنجم سيجلب للبلاد عملات أجنبية هائلة وسيرفع الاقتصاد بشكل كبير, ويخفض نسبة التضخم في البلاد مع توفيره لآلاف فرص العمل..
كما ويؤكدون بأنه سيكون المصدر الأقوى والمنافس لقطاع المحروقات في البلاد, حيث ستضخ فيه استثمارات أولية تصل لنحو ملياري دولار، وهو يعتبر بداية توجه الجزائر نحو تنويع مواردها.
ويأتي تنفيذ المشروع العملاق لاستغلال منجم غار جبيلات، في إطار شراكة استراتيجية مع الصين ممثلة في ائتلاف شركات صينية تعمل في ميدان التنقيب، حيث تم إنشاء مجمع مشترك مع الشريك الصيني وإنجاز وحدات إنتاج نموذجية.
ولتنفيذ هذا المشروع، يرتقب إنجاز عدة هياكل ومنشآت قاعدية لإنتاج الحديد والصلب، وهياكل تخزين المعدن الخام المجمع من مواقع الاستغلال، بهدف شحنها وتصديرها باستعمال شاحنات كهربائية وقطارات خاصة.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، اتفق مع المدير العام للشركة الصينية لإنشاءات الهندسة المدنية، في لقاء بينهما الأحد، على جملة من القرارات الهادفة إلى تسريع مشروع استغلال منجم غار جبيلات.