يتصاعد التوتر عند السواحل الشرقية لليمن لأول مرة منذ بدء الحرب التي قادتها السعودية في العام 2015، فهل تتجه المنطقة نحو حرب دولية جديدة؟
مع تكثيف النشاط الغربي على طول الساحل الشرقي لليمن، بدأت روسيا اهتمام غير مسبوق هناك، وقد سلطت وسائل اعلامها الضوء على تحليق جديد لطيران مسير فوق أجواء جزيرة سقطرى التي أصبحت واحدة من أبرز القواعد الأجنبية عند تقاطع بحر العرب والمحيط الهندي.
بالنسبة للغرب فالتقارير تتحدث عن توجهه لتشكيل قوات ثلاثية “أمريكية – فرنسية- بريطانية” مهمتها كما تتحدث التقارير الإعلامية حماية موانئ تصدير النفط في شبوة وحضرموت، وهذه القوات سواء كانت من عناصر محلية بقيادة ضباط أجانب أو بعناصر من المرتزقة الأجانب ستوفر للدول الثلاث مكاسب غير مسبوقة اقتصاديا وجيوسياسيا، فهي من ناحية ستمنح هذه الدول التي تستحوذ شركاتها العابرة للقارات على حقول النفط والغاز في اليمن، مصدر جديد للطاقة ومجاني لم تكن لتحلم به في الظروف العادية، ناهيك عن منحها حق إدارة الملاحة في أهم الممرات الدولية وأكثرها أهمية على الطريق الدولية المعروف بـ”طريق الحرير الجديد”.
هذه الخطوة بدأت تثير قلق أطراف عدة خارج نطاق صنعاء التي وجهت تحذير لتلك القوات على أكثر من مستوى في الدولة، وقرنت تهديداتها بتحليق مكثف للطيران المسير، وإبراز تلك الأطراف السعودية التي بدأت تتوجس من خطط الدول الثلاث وتعتبرها مصادرة لمكاسبها من الحرب وقد بدأت تحركات في هذا السباق بإيفاد لجنة عسكرية إلى جزيرة سقطرى وانتداب مجندين من المجلس الانتقالي الموالي للإمارات إلى الرياض للتدريب ضمن قوة خاصة تعدها بغية نشرها لتأمين سواحل الجزيرة التي تستحوذ عليها الامارات وبدعم امريكي وبريطاني واسرائيلي.
وبعيدا عن السعودية التي كانت تعتقد بأنها ستلتهم الكعكة كاملة ، وبدأت حليفتها الصغيرة تقليص طموحها باستدعاء قوى أكبر منها، أبدت دول اخرى كروسيا التي كانت تطمح يوما للتواجد في سقطرى، واستخدمها كقاعدة متقدمة في الخليج، اهتمام غير مسبوق بالتحركات الغربية هناك، وقد افردت وسائل اعلامها مساحة لتغطية تحليق طائرات مسيرة لصنعاء فوق جزيرة سقطرى التي تحتضن قوات أجنبية متعددة الجنسيات وحاولت من خلالها توصيل رسائل تهديد لتلك القوى وتحذيرها من أن خطواتها مرصودة وأنها قد تستهدف في أية لحظة.
هذه التطورات في المشهد تشير إلى أن روسيا قد تنقل بطريقة ما الحرب إلى تلك المنطقة الهامة والتي اصبحت مصدر لدعم الغربي في حربه ضدها في اوكرانيا وقد تدفع بطريقة ما نحو خلط الأوراق لإفشال مخطط التمدد الغربي بأهم المناطق الاستراتيجية والثرية بالجزيرة العربية والهادف لمحاصرة روسيا وتقليص نفوذها.