كوريا الشمالية تجري اختبارا على صاروخها الأطول مدى فوق اليابان.. وغوتيريش يدين التجربة الصاروخية ويعتبرها “تصعيدًا”
مجتهد نيوز//
أجرت كوريا الشمالية اختبارا على صاروخها الباليستي الأطول مدى اليوم الثلاثاء، والذي أطلقته فوق اليابان لأول مرة منذ خمس سنوات، الأمر الذي دفع السلطات اليابانية إلى تحذير السكان ومطالبتهم بالاحتماء بأماكن حصينة.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عبر الهاتف وشجبا الاختبار “بأقوى العبارات”، وقالا إنه يشكل خطرا على الشعب الياباني. وقال البيت الأبيض إن بايدن جدد التزام الولايات المتحدة “الراسخ” بالدفاع عن اليابان.
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة ستطلب أيضا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع بشأن كوريا الشمالية غدا الأربعاء.
وكان هذا أول صاروخ كوري شمالي يتبع مثل هذا المسار منذ عام 2017، كما أن مساره المقدر بنحو 4600 كيلومتر كان أطول مسافة يقطعها صاروخ كوري شمالي خلال التجارب، والتي غالبا ما تكون على ارتفاع كبير لتجنب التحليق فوق الدول المجاورة.
وردا على الاختبار الصاروخي، أجرت طائرات حربية أمريكية وكورية جنوبية تدريبا على قصف هدف في البحر الأصفر، كما نفذت طائرات مقاتلة من الولايات المتحدة واليابان تدريبات مشتركة فوق بحر اليابان.
وطلبت الحكومة اليابانية من مواطنيها الاحتماء وعلقت بعض خدمات القطارات، إذ حلق الصاروخ فوق شمال أراضيها قبل أن يسقط في المحيط الهادي.
وكانت هذه هي أحدث حلقات سلسلة لاستعراض القوة في المنطقة. وتوقفت حاملة طائرات أمريكية بشكل عابر في كوريا الجنوبية في 23 سبتمبر أيلول لأول مرة منذ عام 2018، كما أجرت كوريا الشمالية خمس عمليات إطلاق في الأيام العشرة الماضية.
وشهدت الآونة الأخيرة تدريبات مشتركة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، إلى جانب زيارة كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي للمنطقة حيث توقفت في منطقة الحدود المحصنة بين الكوريتين واتهمت كوريا الشمالية بتقويض الأمن.
وتتهم كوريا الشمالية الولايات المتحدة وحلفاءها بتهديدها بالتدريبات والتعزيزات الدفاعية.
ولم تكن ردود فعل واشنطن على الاختبارات الأخيرة قوية، مع تركيزها على الحرب في أوكرانيا بالإضافة إلى الأزمات المحلية والأجنبية الأخرى، لكن الجيش الأمريكي كثف من عمليات استعراض القوة في المنطقة ووصف مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض الاختبار الأخير بأنه “خطير ومتهور”.
وقال بيان للبيت الأبيض إن بايدن وكيشيدا “أكدا أنهما سيواصلان تنسيق التدابير المضادة، سواء الفورية أو طويلة الأمد، بشكل وثيق على الصعيد الثنائي، وكذلك مع جمهورية كوريا (الجنوبية) والمجتمع الدولي”.
وفي رد من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على الاختبار الصاروخي الكوري الشمالي اليوم، أسقطت طائرة “إف 15 كيه” تابعة لسلاح الجو الكوري الجنوبي قذيفتين موجهتين على هدف قبالة ساحلها الغربي، فيما وصفه الجيش الكوري الجنوبي بأنه إظهار للقدرة على شن ضربة دقيقة ضد مصدر الاستفزازات الكورية الشمالية.
وقالت طوكيو إنها لم تتخذ أي خطوات لإسقاط الصاروخ. وقال وزير الدفاع ياسوكازو هامادا إن اليابان لن تستبعد أي خيارات، بما في ذلك قدرات الهجوم المضاد، لأنها تتطلع إلى تعزيز دفاعاتها في مواجهة عمليات إطلاق الصواريخ المتكررة من جانب كوريا الشمالية.
وقالت كوريا الجنوبية أيضا إنها ستعزز جيشها وستزيد تعاونها مع الحلفاء.
وقالت الولايات المتحدة إنها تستنكر بشدة قرار كوريا الشمالية “الخطير والمتهور” إطلاق صاروخ باليستي طويل المدى فوق اليابان.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان “هذا العمل يزعزع الاستقرار ويظهر تجاهل كوريا الشمالية الصارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي ومعايير السلامة الدولية”.
وتنتهك التجربة قرارات مجلس الأمن الدولي التي فُرضت بموجبها عقوبات على برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
* اختبار “العالم الحقيقي”
قال مسؤولون في طوكيو وسول إن الصاروخ قطع ما بين 4500 و4600 كيلومتر وحلق على ارتفاع حده الأقصى 1000 كيلومتر.
وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إنه صاروخ باليستي متوسط ??المدى على ما يبدو وأُطلق من مقاطعة جاجانج في كوريا الشمالية. واستخدمت بيونجيانج تلك المقاطعة لإطلاق العديد من التجارب الأخيرة، ومنها عدة صواريخ قالت إنها “أسرع من الصوت”.
وقال كيم دونج يوب، الضابط السابق في البحرية الكورية الجنوبية، إن التفاصيل الأولية تشير إلى أن الصاروخ من طراز هواسونج-12 آي.آر.بي.إم الذي كشفت عنه كوريا الشمالية في عام 2017 في إطار ما قالت إنه خطة لضرب قواعد عسكرية أمريكية في جوام.
وجرى إطلاق صواريخ هواسونج-12 آي.آر.بي.إم في اختبارات فوق اليابان عام 2017، وأشار كيم إلى أنه تم اختبار إطلاقه أيضا من جاجانج في يناير كانون الثاني.
وقال أنكيت باندا من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقرها الولايات المتحدة، إن إطلاق صاروخ لمسافة طويلة يسمح لخبراء كوريا الشمالية باختبار الصواريخ في ظل ظروف أكثر واقعية.
وأضاف “مقارنة بالمسار المعتاد المرتفع للغاية، فإن هذا يسمح لهم بتعريض مركبة بعيدة المدى للأحمال الحرارية وضغوط معاودة الدخول في الغلاف الجوي التي تعد أكثر تمثيلا للظروف التي قد تواجهها إذا ما استخدمت في العالم الحقيقي (الإطلاق الفعلي لا التجريبي)”.
* ليس طريقا مثمرا
وفي سول، وصف رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول الاختبار بأنه “طائش” وقال إن جيش بلاده وحلفاءها والمجتمع الدولي سيردون عليه بحسم.
وفي حديثه إلى الصحفيين في طوكيو، وصف رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا تصرفات كوريا الشمالية بأنها “همجية”، وقال إن الحكومة ستواصل جمع المعلومات وتحليلها.
أما دانييل كريتنبرينك، كبير الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون شرق آسيا، فقال خلال مؤتمر عبر الإنترنت استضافه معهد الدراسات الأمريكية الكورية، إن إطلاق صاروخ فوق اليابان “مؤسف” و “ليس طريقا مثمرا للمضي قدما”.
وقال وزير الدفاع في كوريا الجنوبية لي جونج سوب للبرلمان إن كوريا الشمالية أنهت استعداداتها لإجراء تجربة نووية وإنها قد تستخدم سلاحا أصغر حجما مخصصا للاستخدام التكتيكي أو سلاحا ذا قوة أكبر من الاختبارات السابقة.
وأضاف لي أنه من الصعب التكهن بالوقت الذي ستجري فيه كوريا الشمالية تجربتها النووية السابعة، لكن مشرعين جرى إحاطتهم بالأمر الأسبوع الماضي من قبل مسؤولين في المخابرات قالوا إن التجربة قد تحدث ربما بين مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني هذا الشهر وانتخابات التجديد النصفي الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال كريتنبرينك إن التجربة النووية “تنتظر على الأرجح قرارا سياسيا”، محذرا من أن مثل هذا العمل “الخطير” سيمثل “تصعيدا جسيما من شأنه أن يهدد بشكل خطير الاستقرار والأمن الإقليميين والدوليين”.
من جهته ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا حلق فوق اليابان، مستنكرا ما وصفه بأنه “تصعيد”، وفق المتحدث باسمه.