كشف عضو في مجلس القيادة الرئاسي عن معلومات خطيرة بتحركات أمريكية وأوروبية عبر الإمارات في ثلاث محافظات جنوبية، مشيراً إلى أن ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للإمارات، يسعى من خلال استيلائه على تلك المحافظات تقديم نفسه وكيلاً لتلك الأطراف.
جاء ذلك على لسان عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني، الذي كشف أن سر استماتة ما يسمى “الانتقالي” للسيطرة على “هلال الثروة” المتمثل في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، هو وجود تحركات أمريكية ولدول أوروبية لإقامة استثمارات نفطية وغازية فيها عبر الإمارات التي بدورها تسعى لتثبيت “الانتقالي” في تلك المحافظات كسلطة رسمية.
وقال البحسني خلال اجتماع في محافظة حضرموت: “أقولها بصراحة، ما لمسته من مسؤولين أوروبيين وأمريكيين وعرب، أن اليمن خاصة محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، قادمة على استثمارات نفطية وغازية كبيرة، والحليم تكفيه الاشارة، سأعيد وأكرر قادمة على استثمارات نفطية وغازية كبيرة”.
مضيفاً: “هذا لن يتم إلا متى ثبتنا أمن نموذجي فيها، فالشركات ستأتي وتضع مليارات وملايين الدولارات كي لا يأتي في يوم من الأيام قبلي أو مخرب يفجر أو يعمل أي شيء، يجب أن تعطوا هذا الموضوع جل اهتمامكم، وتهيئوا ظروفكم لذلك”، في إشارة ضمنية إلى تسليم تلك المناطق لمليشيا “الانتقالي”.
ويكشف تصريح البحسني أن الإمارات تسعى إلى التفاوض مع الاستثمارات الأجنبية في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بأنها صاحبة السلطة الفعلية على الأرض، في تهميش واضح للحكومة الشرعية.
من جانبه، اعتبر المستشار الإعلامي السابق في السفارة اليمنية بالرياض، رئيس تحرير صحيفة ومركز دراسات “هنا عدن”، أنيس منصور، في تغريدة على موقع التدوين المصغر “تويتر”، أن “تصريح عضو مجلس القيادة فرج البحسني، خطير ويكشف ماهي اهداف التحرك في هلال الثروة شبوة حضرموت المهرة مأرب”.
كلام خطير لعضوا مجلس القيادة اليمنية فرج البحسني ماهي اهداف التحرك في هلال الثروة شبوة حضرموت المهرة مارب #المهره_عصية_يا_حثالة_الامارات pic.twitter.com/FBZZ2uxdYH
— أنيس منصور (@anesmansory) September 17, 2022
وتتصرف الإمارات في المحافظات الجنوبية الخاضعة للمليشيا التي أنشأتها، كأنها أراضٍ تابعة لها، والشاهد على ذلك استحداثها قواعد عسكرية أجنبية في محافظة أرخبيل سقطرى، وتفويج آلاف السياح عبر أراضيها دون موافقة الحكومة.
ويرى مراقبون للشأن اليمني أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات “تسير منذ عامين باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.
وبحسب المراقبين، فإن التحالف يدعم تمكين اعادة النظام السابق للحكم عبر ثلاث مسارات، اولها العسكري بقيادة طارق عفاش وقواته، وثانيها السياسي ممثلا بجناح الرئيس الاسبق علي عفاش في المؤتمر الشعبي العام بقيادة احمد علي، وثالثها مسار اقتصادي يستخدم في الضغط تأخير الدعم للبنك المركزي بقيادة احمد غالب المعبقي احد اركان النظام السابق في الجانب الاقتصادي.
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية والامارات، عمد للضغط على الرئيس هادي ونائبه علي محسن للتنحي واصدار قرار مخالف للدستور اليمني والمرجعيات الثلاث، يتضمن ما يوصف اعلانا دستوريا بنقل السلطة وتفويض كامل صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي، يترأسه القيادي المؤتمري رشاد العليمي، ويضم بعضويته قادة المليشيات المتمردة على الشرعية والموالية لأبوظبي والرياض.