ازاحت الناشطة السياسية والحقوقية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، الستار عمَّا سمته “هدايا عظيمة” قدمها التحالف بقيادة السعودية والامارات لجماعة الحوثي، وصدمت جميع اليمنيين في مختلف محافظات البلاد بلا استثناء، بكشفها حقائق صادمة عمَّا حدث وسيحدث في عموم اليمن، وفق التوجهات الجديدة للتحالف خلال الفترة المقبلة.
وقالت كرمان في مقال بمثابة البيان السياسي، على الموقع الالكتروني لقناة “بلقيس” التي تملكها وتبث من تركيا، الاربعاء: “قلنا دائما إنه لم يستفد من هادي وشرعيته سوى السعودية والإمارات، لتنفيذ أجندتهما في تدمير البلاد والاستيلاء على جزرها وسواحلها وملشنتها، وبقية أطماعهما بشكل عام”.
مضيفة: “تذكروا.. لم يحدث شيء من كل ذلك دون أن يشرعن له هادي، ويصدر قرارا به، أو لنَقُل: دون أن يذيّل القرار الذي تكتبه السعودية بتوقيعه”. وأردفت: “سنقول دائما أيضا إن ما حدث في الرياض أخيرا في ٧ أبريل انقلاب متكامل، ومن قام بالانقلاب ليس رشاد العليمي، ولا أحد من اليمنيين”.
وتابعت: إن هذا الانقلاب المكتمل الاركان “من قام به السعودية، أجبرتهم جميعا على التوقيع في غرف منفردة، أو قُل في زنازين ‘خمسة نجوم‘، وأسوأ الزنازين هي زنازين الخمسة نجوم!”.مردفة: “إحلال العليمي ليكون ‘دنبوعا‘ جديدا في الرياض ليشرعن للسعودية والإمارات لم يعد ممكنا”.
أما لماذا، فمضت قائلة: “إذ أن الانقلاب الجديد أسقط هذه الورقة تماما، وهذه من محاسنه!!. لكن هذا الانقلاب أيضا قدم في الوقت نفسه هدية عظيمة للحوثيين، يستطيع الحوثي أن يقول في وجه من يقل له انقلابك غير شرعي: الجميع انقلابيون وغير شرعيون”. حسب تعبيرها.
مضيفة: “وقوله هذا متماسك ولا ينقصه المنطق، فقد ساوتهم السعودية والإمارات في المراكز القانونية من حيث كونهما انقلابيْن”. وأردفت مخاطبة جميع اليمنيين: إن “قولنا الصريح هذا قد يحزن البعض ممن لا يريدون أن ننغص عليهم لحظات تفاؤلهم، لكنه قول لابد من قوله الآن”.
وحذرت الناشطة السياسية والحقوقية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، جميع اليمنيين من الافراط بالانجرار للدعاية الاعلامية السعودية والاماراتية الكثيفة، لتجميل ما حدث، بقولها: “بعض حالات التفاؤل لها عواقب وخيمة، وتنغيصها أمر مهم، فيه منافع للناس”.
لكنها استدركت بقولها: “ليس المقصود بذلك إضعاف العليمي ومجلسه، بل ما نريده هو العكس، ولا سبيل لذلك غير الصراحة، ووضع النقاط على الحروف”. واضعة شرطا لاستحقاق مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي الدعم الشعبي، وتعليق الامال عليه ومايمكن ان ينجزه.
وطالبت بأن “يتحول هذا المجلس بقيادة العليمي الى سلطة واقعية تدير البلاد ابتداء من المناطق الخارجة عن سيطرة الحوثي، من سقطرى حتى مأرب ومن حضرموت حتى المخا، عسكريا وأمنيا ومدنيا واقتصاديا، بمؤسسات موحدة وبإرادة موحّدة ومستقلة وبقرار موحّد وبخطاب واحد”.
معتبرة أنه في حال لم يتحقق هذا “فإن هذا الانقلاب ‘السعودي الرديء‘ سيكون هشا للغاية”. وأوضحت أن هذا “انقلاب فيه شركاء متشاكسون، عبارة عن ميليشيات متعددة، ووحده الرئيس لا يمتلك أي قوة”. مشيرة إلى “الرئيس (رشاد العليمي) أضعفهم على الإطلاق”. حسب تأكيدها.
وقالت: “وفوق ذلك أصبحوا عرايا من ورقة الشرعية، في مواجهة انقلاب حوثي يمتلك إرادة واحدة، قرارا واحدا، سلطة واحدة، أمنيا وعسكريا ومدنيا، على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرته، وهي بالمناسبة، المحافظات ذات الكثافة السكانية الأعلى في البلاد”.
مضيفة: “يجب أن تتحقق تلك السيطرة للانقلاب الجديد الآن، كاملة ودون تقسيط، ويمكن لذلك -بالمناسبة- أن يحدث خلال أيام بإحدى طريقتين: أن تكون السعودية قد تابت عن خطاياها، وباتصال هاتفي للجميع ستأمرهم وسيلبون، أو ستستدعيهم إلى زنازين الخمسة نجوم مرة أخرى، وتلزمهم به خلال ساعات”.
وتابعت في بيان الخيار الاخر قائلة: “أما الثانية، فهي أن يفرض رشاد العليمي، وبقية الذين جلبتهم السعودية إلى الرياض وإلى زنازينها الفخمة، عليها ذلك”. موجهة سؤالا للمرحبين بما حدث بوصفه حدثا ايجابيا: “والآن، دعوني أسأل المتفائلين: بأي الطريقتين أنتم أشد تفاؤلا، بتوبة السعودية أم بانتفاضة معتقليها؟!”.
مختتمة بيانها السياسي عما حدث خلال الاسبوع الفائت من إزاحة الرئيس هادي ونائبه، بقولها: “إن لم تحدث لا هذه ولا تلك، وهو ما اتوقعه تماما، فإن الحوثي سيكون قد حقق آخر انتصاراته بهذا الانقلاب، أو فلنقل قد أهديت له آخر الانتصارات، باعتبار أن كل انتصارات الحوثي عبارة عن هدايا وعطايا”.
وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن، عبر عقد مشاورات دعت إليها مختلف الاطراف اليمنية وامتنع الحوثيون على حضورها، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي بديل للشرعية.