أصدرت جماعة الحوثي، اعلاناً جديداً وخطيراً بشأن الهدنة المعلنة مطلع الشهر الجاري، تضمن اتهامات مباشرة للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الامريكية، وكذا المبعوث الاممي إلى اليمن، بتهديد الهدنةبالانهيار. وتلويحا بتهديدات ضمنية تنذر بنسف الهدنة، في حال لم يتسجب التحالف لمطالب الجماعة وفي مقدمها الالتزام الكامل ببنود الهدنة.
جاء ذلك في تصريح لعضو المكتب السياسي للحوثيين ووفدهم المفاوض، عبدالملك العجري، نشره في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع “توتير”، اشار إلى أن التحالف غير جاد في التزام بنود الهدنة واستجابته لها “لا تبعث على التفاؤل”، ملوحا بتهديد ضمني.
وقال القيادي العجري في تغريدته منتصف ليل الجمعة: “الهدنة تمثل فرصة لوضع عجلة السلام على السكة أو هكذا ننظر لها ونريدها من جانبنا ،ولكن حتى اللحظة،فإن استجابة دول العدوان للهدنة لا تبعث على التفاؤل، وتعاطي الامم المتحدة دون المتوقع”.
مضيفا في مخاطبة دول التحالف بقيادة السعودية: “نتمنى الا تسيؤوا تقدير رغبتنا للسلام”. ما اعتبره مراقبون تلويحا باستئناف الجماعة هجماتها الجوية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على المنشآت النفطية في دول التحالف، وبصورة اكبر في السعودية.
وتابع قائلا: إن “إنسحاب القوات الخارجية من شأنه ان يعجل بالتسوية السياسية كما حصل في الستينات. انسحاب القوات المصرية عجل بالمصالحة الوطنية، لأنه مادام دول العدوان تتحمل مسؤولية ونفقات الحرب وفوقها نفقات مرتزقة الشتات فما الذي سيلجؤهم للسلام”.
مضيفا في تغريدة اخرى نشرها على حسابه بموقع “تويتر” فجر الجمعة، تأكيد ما تعتبره الجماعة انعدام جدية التحالف والحكومة في انهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن: “لكن اذا تحملوا المسؤولية فإن خيار الحرب لن يكون مربحا لهم”. حسب تعبيره.
جاء تصريح القيادي العجري، عقب ساعات على تعليق جماعة الحوثي رسميا، على اعلان الولايات المتحدة الامريكية تشكيل قوة بحرية جديدة في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر بدعوى ما سمته وزارة الدفاع (البنتاجون) “مواجهة تهرييب الأسلحة”.
وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام، مغردا: إن “التحرك الأمريكي في البحر الأحمر في ظل هدنة إنسانية وعسكرية في اليمن يناقض زعم واشنطن دعمها الهدنة وأنها إنما تسعى لتكريس حالة العدوان والحصار على اليمن”.
كما تتهم جماعة الحوثي التحالف بـ “المماطلة والانتقائية في التزام بنود الهدنة” التي اعلنت الامم المتحدة مطلع ابريل الجاري سريانها لمدة شهرين قابلة للتجديد، تشمل وقف اطلاق النار والسماح بدخول سفن الوقود لميناء الحديدة ورحلتين اسبوعيتين لمطار صنعاء، وفتح المنافذ للمدن.
وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، القيادي حسين العزي، الجمعة: “مازالوا يعرقلون تسيير الرحلات ويحتجزون السفن نحن أمام خصوم لايحترمون التزاماتهم والهدنة لاشك في طريقها للفشل مالم يتوقفوا عن خروقاتهم ومماطلاتهم”.
متهما في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” الامم المتحدة بالكذب، بقوله: “وكل التصريحات التي تسمعونها من الأمم المتحدة عبارة عن أكاذيب بهدف تخديرنا في الجانب اليمني والتغطية المفضوحة على تعنت تحالف العدوان”. حسب تعبيره.
وأعلن متحدث شركة النفط اليمنية التابعة لسلطات الحوثيين بصنعاء، عصام المتوكل، في تغريدة بموقع “تويتر” الجمعة:”لا يزال تحالف العدوان يمارس أعمال القرصنة حيث قام اليوم بإحتجاز سفينة الديزل الاسعافية ‘هارفيست‘ والتي تحمل كمية 29,976 طنا”.
مضيفا: إن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية احتجز سفينة “هارفيست” رغم تفتيشها وحصولها على التصاريح الأممية بميناء جيبوتي. وأردف: ان عدد السفن المحتجزة يرتفع الى 3 سفن نفطية جميعها مفتشه وحاصله على تصاريح دخول من الأمم”. حسب تأكيده.
ومن جانبه اعلن مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، استمرار الحظر الجوي المفروض منذ اغسطس 2016م، وقال مغردا: “ردا على استفسارات وتساؤلات كثير من المواطنين مازال مطار صنعاء الدولي مغلق حتى هذه اللحظة رغم مرور أسبوعين على بدء الهدنة”.
يأتي هذا عقب يوم على احاطة المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ لمجلس الامن وحديثه عن أن “الهدنة ماتزال صامدة لكنها تحتاج إلى اسناد ودعم دولي والتزام جميع الاطراف”. مشيرا إلى “تراجع العنف بصورة كبيرة” باستثناء “توترات محدودة في مارب يجب ان تتوقف”.
يشار إلى أن المبعوث الاممي اقر ضمنيا ببطء تنفيذ بنود الهدنة الانسانية، ضمن حديثه عن “دخول عدد من سفن مشتقات نفطية” و”مساعٍ لاستئناف الرحلات التجارية لمطار صنعاء” و”تفاهمات بشأن اعادة فتح الطرقات والمنافذ لمدينة تعز ومناطق اخرى”.