قالت مصادر خاصة في أوكرانيا اليوم الإثنين ، أن تعزيزات عسكرية ضخمة تتضمن معدات وآليات ومتطوعين دخلوا أوكرانيا لمواجهة روسيا.
وأشارت المصادر أن من المتطوعين الذين دخلوا اليوم مجموعات من القوات الخاصة الأمريكية مزودة بعتاد عسكري متطور كامل، دخل تحت مظلة المتطوعين.
وفي وقت سابق أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للقتال، على عكس الروس تماما. علاوة على ذلك، فقد استبعد بايدن إرسال قوات إلى أوكرانيا لإنقاذ المواطنين الأمريكيين، إذا تطلب الأمر ذلك. وقد قام بالفعل بسحب القوات التي كانت تعمل في البلاد من مستشارين ومراقبين عسكريين.
بايدن لا يتبنى سياسة التدخل العسكري
يعود هذا إلى غريزة الرئيس بايدن القائمة على “عدم التدخل عسكريا”. صحيح أنه دعم العمل العسكري لبلاده خلال تسعينيات القرن الماضي للتعامل مع الصراع العرقي في البلقان، وصوت لصالح الغزو الأمريكي المشؤوم للعراق عام 2003، ولكن منذ ذاك التاريخ أصبح أكثر حرصا في استخدام القوة العسكرية الأمريكية.
وقد رفض تدخل أوباما في ليبيا وكذا رفض قيامه بزيادة القوات في أفغانستان، ويصمم الرئيس الأمريكي الحالي على الدفاع عن قراره بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان العام الماضي، على الرغم من الفوضى التي رافقت الأمر، والكارثة الإنسانية التي نجمت عن ذلك.
وحدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن – الدبلوماسي المقرب جدا من بايدن والذي شكل السياسة الخارجية للرئيس على مدار أكثر من عشرين عاما خلال عمله معه – الأمن القومي للولايات المتحدة ليكون متعلقا بمكافحة التغير المناخي والأمراض العالمية، والتنافس مع الصين أكثر من سياسة التدخل العسكري.
خطر المواجهة بين قوتين عظميين
وهذه هي خلاصة القول ــ مخزون بوتن من الرؤوس الحربية النووية.
لا يرغب بايدن في إشعال “حرب عالمية”، بما يحويه هذا من مخاطر الاشتباك المباشر بين القوات الأمريكية والروسية في أوكرانيا، وقد كان صريحا عن هذا الأمر.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرح الرئيس لشبكة إن بي سي الإخبارية قائلا: “ليس الأمر وكأننا نتعامل مع منظمة إرهابية، نحن نتعامل مع واحد من أكبر الجيوش في العالم. هذا وضع صعب للغاية ويمكن أن تسوء الأمور بسرعة جنونية”.
كما أنه لا توجد معاهدة تحمل التزامات تجبر الولايات المتحدة على الإقدام على هذه المخاطرة.
وبحسب المادة الخامسة من اتفاقية حلف شمال الأطلسي – الناتو – فإن أي هجوم على دولة عضو في الناتو هو هجوم على باقي الأعضاء، إذا هي مادة تلزم جميع الأعضاء بالدفاع عن بعضهم البعض.
لكن أوكرانيا ليست عضوا في الناتو، وهو عامل استشهد به بايدن ليوضح لماذا لن يحارب الأمريكيون من أجل القيم التي لطالما مجدوها بشدة.
ويرى ستيفن والت، الأستاذ في جامعة هارفارد والمتخصص في السياسة الخارجية، أن رفض واشنطن وأعضاء الناتو لتسوية مع روسيا أمر لا معنى له من الناحية العملية، وذلك لعدم استعدادهم لإظهار خيار استخدام القوة العسكرية في مواقفهم.