أعلنت روسيا، اليوم السبت، رصد غواصة أمريكية قرب جزر الكوريل داخل الأراضي الروسية، موحة أنها تجاهلت طلب مغادرتها وانسحبت بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن إحدى سفنها الحربية استخدمت “أساليب خاصة” بهدف إجبار غواصة أمريكية على مغادرة المياه الإقليمية للبلاد في المحيط الهادئ.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الغواصة الأمريكية من نوع “فيرجينيا” رصدت صباح اليوم السبت قرب جزيرة أوروب التابعة لجزر الكوريل، أي منطقة يجري فيها حاليا أسطول المحيط الهادئ الروسي مناورات، ضمن المياه الإقليمية الروسية.
وأشارت الوزارة إلى أن العسكريين الروس بعثوا إلى طاقم الغواصة رسالة باللغتين الروسية والإنجليزية أبلغوه فيها بأن الغواصة تبحر في المياه الإقليمية الروسية، مطالبين إياها بأن تطفو على السطح فورا.
غير أن البحارة الأمريكيين تجاهلوا هذا التحذير، واضطرت الفرقاطة الروسية “شابوشنيكوف” “لاستخدام الوسائل الخاصة” لطرد الغواصة المخالفة.
وذكر البيان أن الغواصة الأمريكية استخدمت جهاز محاكاة ذاتي الغوص لتضليل أجهزة الرصد الروسية وغادرت المنطقة بأقصى سرعة.
ولم يكشف البيان عن “الوسائل الخاصة” التي أجبرت الغواصة على المغادرة.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها استدعت الملحق العسكري الأمريكي على خلفية هذا الحادث.
يأتي ذلك وسط توترات متزايدة بين روسيا والولايات المتحدة والأوروبيين حول أزمة أوكرانيا، في ظل تحذيرات دولية من هجوم روسي وشيك على أوكرانيا.
وتكثف الدول الغربية والعربية جهودها لإخراج رعاياها من أوكرانيا بأمان، حيث نصحت دول عدة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج ولاتفيا وإسرائيل، والسعودية والأردن والعراق والإمارات، مواطنيها في أوكرانيا بالمغادرة على الفور، محذرة من “خطورة الأوضاع”.
فيما تتهم الولايات المتحدة ودول غربية، روسيا بالتحضير لهجوم عسكري على أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو، بينما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن التحذيرات من غزو روسي وشيك لبلاده تثير “الهلع”، مطالباً بدليل قاطع على هجوم مخطط له.
وأشارت تقارير أمريكية إن الرئيس جو بايدن توقع غزو روسيا لأوكرانيا في 16 فبراير الجاري، وذلك خلال مؤتمر بالفيديو مع زعماء دول الغرب والاتحاد الأوروبي والناتو.
وقالت صحيفة “بوليتيكو”، نقلاً عن مصادر مطلعة لم تسمها “خلال حديثه مع القادة الغربيين، الذي استمر ساعة، حدد الرئيس بايدن يوم 16 فبراير موعداً للهجوم الروسي”.
ونقلت الصحيفة عن عدد من المسؤولين الأمريكيين قولهم إن “روسيا ستشن هجومها على أوكرانيا في وقت مبكر من يوم 16 فبراير، وأخطرت واشنطن الحلفاء أنه قد تسبق ذلك سلسلة من الضربات الصاروخية والهجمات الإلكترونية”.
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة الأميركية تشن حملة دعائية ضد بلاده بشأن “الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا”، بينما قال بلينكن إن “المسار الدبلوماسي لا يزال مفتوحاً، ولكنه يتطلب وقف التصعيد الروسي”.
وأشار لافروف، بحسب الخارجية الروسية، إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تجاهلا مقترحات روسيا بشأن الأمن، موضحا أن أهداف الحملة الدعائية ضد بلاده “استفزازية”.