أعلنت فرنسا عن نيتها مساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة في تأمين مجالها الجوي، عقب هجمات جماعة أنصار الله “الحوثيين” بطائرات مسيرة.
وقالت وزيرة فلورنس بارلي بسلسلة تغريدات عبر “تويتر” إن باريس ستفعل دور طائراتها المقاتلة المتمركزة بأبو ظبي، برصد وتأمين المجال الجوي.
وذكرت أن “الإمارات ضحية لهجمات خطيرة على أراضيها، ولإظهار تضامننا مع هذه الدولة الصديقة، قررنا تقديم دعم عسكري”.
وأشارت إلى أن الدعم بشكل خاص حماية المجال الجوي من أي توغل.
وقالت الوزيرة إن “طائرات رافال المقاتلة ستنخرط مع القوات المسلحة الإماراتية بمهام المراقبة والكشف والاعتراض إذا لزم الأمر”.
وبينت أن “فرنسا ترتبط مع الإمارات بشراكة استراتيجية، ومساهمتنا جزء من تطبيق اتفاقية التعاون الدفاعي”.
يذكر أن أمريكا قررت الدفع بمدمرة مزودة بصواريخ موجهة، وطائرات مقاتلة متطورة للمساعدة في الدفاع عن الإمارات بعد هجمات الحوثيين.
وقالت صحيفة الإيكونوميست البريطانية إن “الحوثيين” المدعومة من إيران على دولة الإمارات وضعت الأخيرة أمام خيارات صعبة.
وأكدت الصحيفة أن أبو ظبي أمام سيناريوهن إما التراجع والسماح للحوثيين بالاستيلاء على مدينة شبوة، أو المخاطرة بمزيد من الهجمات.
وشددت على أن خيار الإمارات الثاني يمكن أن يلحق أضرارًا حقيقية في اقتصادها.
تزامن ذلك مع نشر موقع “ستراتفور” الاستخباري الأمريكي تفاصيل مثيرة عن تداعيات وتبعات هجوم “الحوثيين” على منشآت وقود كبرى في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وقال الموقع إن توالي الردود سيدفع نحو سلسلة ضربات تقوض سمعة الإمارات كمركز تجاري آمن.
وأشار إلى أن هجوم أبو ظبي سينتج عنه دعم عسكري ودبلوماسي أمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ويضع ضغوطا على الحوثيين.
وبين الموقع أن بدء الحوثيين بحملة أطول ضد الإمارات فسيحلق ضرر كبير بسمعتها كمكان آمن للاستثمار وممارسة الأعمال التجارية.
وأكدت أن هذه الهجمات ستضر باستراتيجية التنويع الاقتصادي لأبو ظبي.
ونوه إلى أن الإمارات تخشى من إثارة مواجهة عسكرية قد تخيف السائحين والشركات والمستثمرين، وهي ركائز أساسية لاستراتيجيتها للتنمية الاقتصادية.
ويحتمل أن تكون التحديات بمثابة قيود تشغيلية للرد على ضربات الحوثيين ضد الإمارات، واعتبارات سياسية بأنها تضر بعلاقات أبو ظبي وطهران حليفة الحوثيين.
وبين أن ضربات الحوثيين يمكن أن تدفع الإمارات لدور عسكري أكثر نشاطًا في اليمن؛ ما ينتج عنه هجمات حوثية جديدة تستهدف أراضيها.
لكن نهجها تغير بعد الربيع العربي، عندما خلصت لوجوب المشاركة المباشرة بالشؤون الإقليمية؛ لمنع منافسين مثل الإخوان المسلمين وإيران من تهديدها.
وأقر مسؤول إماراتي رفيع بحقيقة طبيعة الهجوم الذي نفذته جماعة أنصار الله “الحوثيين” في اليمن على أهداف في عاصمة الإمارات أبو ظبي قبل أيام.
وقال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة إن الجماعة استخدمت صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة بهجوم أبوظبي.
وأشار إلى أنه هجوم أبو ظبي لم يقتصر على طائرات دون طيار، ما يبرز حجم الهجوم والتهديد الذي يشكله على الإمارات.
وأوضح العتيبة خلال لقاءٍ نظمه المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي إن هناك “عدة هجمات”.
ونبه إلى أن الأنظمة الدفاعية لأبوظبي اعترضت بعض القذائف والقليل منها لم تعترض.