خلص تقرير لصحيفة “elindependiente” الإسبانية إلى أن “المحاولة الألف” لتبييض انتهاكات حقوق الإنسان عبر معرض إكسبو دبي 2020 الدولي المقام في الإمارات فشلت.
وقالت الصحيفة إن أبو ظبي سعت إلى تقديم صورة مغايرة لحدة تدهور صورتها رغم محاولتها استغلال استضافة فعاليات دولية لتبييض انتهاكاتها.
ونبهت إلى إقامة جناح خاص بإكسبو دبي “تكريمًا” للنساء بأرض تُهدد وتُخطف فيها النساء بما بذلك عائلة حكام الإمارات.
وأشارت إلى أن أبرزهم نائب رئيس الدولة حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم الذي يلعب مجددًا وبطريقة مغايرة “ورقة النساء”.
وأوضحت الصحيفة أنه يعمل على تمجيد المرأة ببلد ذُلت فيه نساء عائلته، من زوجته السابقة الأميرة هيا الأميرة، إلى بناته لطيفة وشمسة.
وقالت إن الإمارات تفخر بأنها أول بلد عربي يخصص جناحا خاصا للنساء فقط في معرض اكسبو دبي العالمي.
وأشارت إلى أن ذلك يمثل مفارقة أخرى من مفارقات دبي، التي يديرها ابن راشد قبضة من حديد.
وأكدت الصحيفة أن سجل ابن راشد يظهره بعيدًا كل البعد عن هذا الاتجاه، فابنتَيه لطيفة وشَمسة مخطوفتين بأمر منه.
ونوهت إلى أنه هدد بقتل زوجته السابقة الأميرة الأردنية هيا التي انتهى بها الأمر بالفرار مع أطفالها إلى لندن.
ونبهتا الصحيفة إلى أنه وفي المعرض العالمي “يدعوك جناح النساء للتعرف على مبدأ أساسي عندما تزدهر المرأة تزدهر الإنسانية”.
ويقدم الجناح عبر عرض مسرحي مذهل، رحلة خاصة كمساهمة النساء، مع تسليط الضوء على “تأثيرهن على المجتمع”.
ويجمع في الغرفة الأولى مقطع فيديو مقابلات مع مجموعة أطفال، إذ يسأل الصحفي أحدهم: “ماذا تعني المساواة بالنسبة لك؟”.
وتجيب أصيل (9سنوات): “هذا يعني أنه يمكن لجميع الأطفال الذهاب إلى المدرسة والمستشفى، والاستمتاع بنفس المرح ولهم نفس الحقوق”.
وبحسب الصحيفة، فإن الباب يفتح عندما ينتهي العرض ثم ترى عبارة “المرأة تنير الطريق”.
فيما الغرفة التالية سلسلة صور ونصوص متتالية تتحدث عن مؤثرات ورائدات أعمال ومواهب.
وقالت الصحيفة إن منظمات حقوق الإنسان التي ترصد قائمة الانتهاكات المشينة في الإمارات ترى أن الجناح “المحاولة الألف” لتبييض الوضع الحقيقي للمرأة.
وأشارت إلى أن ذلك سيرة محمد بن راشد آل مكتوم (72عامًا) الذي يقدم نفسه على أنه معلم السعادة، وهو عكس ذلك تمامًا.
وهربت الأميرة هيا في أبريل عام 2019، إلى بريطانيا، مصطحبة معها طفليها.
واستمعت المحكمة كيف أصابت التهديدات الخفية من ابن راشد، هيا بحالة هلع وخوف على سلامتها، وساورتها مخاوف اختطاف طفليها وإعَادتهما قسرا لدبي.
وكذلك كيف استخدم علاقاته الواسعة لنشر سلسلة مقالات سلبية ضد الأميرة هيا، وغالبيتها “غير دقيق بالكامل”.
وهربت الشيخة شمسة عام 2000 من سكن تملكه العائلة الحاكمة بمقاطعة “سوري” في بريطانيا.
لكن قبض عليها لاحقا بمقاطعة كامبردج شير على أيدي أشخاص يعملون لصالح حاكم دبي.
وفي حينه قيل إنها حُقنت بمهدئ وأعُيدت قسرا لدبي حيث ظلت حبيسة، ورُفض طلب من شرطة كامبريدج شاير لزيارة دبي والتحقيق بقضية اختطافها.
كما حاولت الشيخة لطيفة الفرار من عائلة والدها مرتين بعامي 2002 و2018 لكن محاولاتها باءت بالفشل.
وسجنت بالمرة الأولى من والدها في دبي لـ3 سنوات.
بينما الثانية أعيدت قسرا لدبي أثناء إبحارها قبالة الساحل الهندي، ولا تزال قيد الإقامة الجبرية.
وأكد القاضي صحة ادعَاءاتها بتعرضها لإساءة جسدية خطيرة وصلت حد التعذيب.
وتسربت قبل عام شهادة لطيفة من سجنها، وقالت: “أنا رهينة وهذا المنزل بات سجني”.
ونددت بعدم تلقيها رعاية طبية عند إصابتها بفيروس كورونا.
بينما قالت الباحثة هيومن رايتس ووتش بدول الخليج العربي هبة زيادين: “إن الإمارات أنفقت وقتًا ومالًا كبيرًا لتصوير نفسها كمدافعة عن حقوق المرأة وتمكينها”.
وذكرت زيادين أن جناح النساء بمعرض إكسبو دبي 2020 هو مجرد مثال آخر، رغم أنه لا يزال خطابيًا أكثر من كونه واقعًا.
وقالت: “لقد أدخلت ووتش في الإمارات إصلاحات بمجال حقوق المرأة وحقوق العمل مؤخرًا. ولكن ما زال الطريق طويلاً”.
وأضافت: “حتى يُنظر إلى النساء على أنهن متساويات بالقانون والممارسة”.
ونبهت زيادين إلى أنه و”حتى لفترة أطول بالنسبة للمهاجرين، الذين يعاملون بطريقة غير محترمة وتمييزية”.
وأكدت أن الإمارات “تستخدم المعرض لترويج لصورة عامة مفتوحة تضاعف جهود حكومتها لتجنب أي تدقيق بانتهاكاتها المتفشية والمُمنهجة”.
وذكرت الصحيفة أنه “ليس تكتيك جديد بالنسبة لأبوظبي التي استخدمت أحداثًا أخرى.
وذكرت أن بينها زيارة البابا فرانسيس للدفاع عن “تسامحها الديني” أو الأحداث الرياضية.
كما استخدمت إنشاء فروع لمتحف اللوفر والسوربون أو مغامرة الفضاء لإظهار أنها بلد ودي ومنفتح.
وقالت إنه “وفي الحقيقة، صورة البلد الذي أجج الصراعات بالمنطقة أكثر من غيرها.