كشفت مصادر دبلوماسية يمنية لـ “نيوز لايك” في العاصمة السعودية الرياض عن مبادرة سعودية تفضي إلى إنهاء حقبة نائب الرئيس علي محسن الأحمر وتعيين نائبين جديدين للرئيس وحكومة محاصصة جديدة بين الشمال والجنوب وتغييرات واسعة في قيادات الشرعية الحالية .
ولفتت المصادر إلى أن المبادرة السعودية التي تأتي بدعم من ابوظبي وتسعى لإعادة الحرس القديم لأسرة الرئيس الراحل علي صالح والمتمثلة بتقديم نجله أحمد علي المقيم في الإمارات للواجهة السياسية بعد غياب طويل عن المشهد السياسي والعسكري في اليمن .
وبينت المصادر بأن حراك دبلوماسي وتحركات سياسية في الفترة الماضية بين الرياض وابوظبي وأن قيادات محسوبة على المؤتمر الشعبي العام كان لها حضورها في إطار الترتيب للمرحلة المقبلة التي يسعى إليها التحالف بهدف القضاء على قيادات الشرعية المحسوبة على حزب ” التجمع اليمني للإصلاح ” وإزاحتهم من المشهد السياسي والعسكري على السواء خلال المرحلة المقبلة .
ونوهت المصادر إلى ان من بين القيادات الحالية التي سيتم الإطاحة بها، محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة والذي من المتوقع أن يتم تعيينه في مجلس الدفاع الوطني أو عضو بمجلس الشورى كأحد أهم شروط التحالف في هذه المبادرة .
كما أن منصب وزير الدفاع الذي يشغله حاليا الفريق الركن محمد علي المقدشي أحد أهم القيادات العسكرية المحسوبة على نائب الرئيس الأحمر سيتم الإطاحة به من هذا المنصب .
وأوضحت المصادر ذاتها بأن اعتراض كبير من قبل الرئيس هادي على المقترح المقدم بتعيين نجل الرئيس السابق أحمد علي وزيرا للدفاع أو أحد القيادات العسكرية المحسوبة على العميد طارق رغم موافقته المبدئية على إزاحة الفريق المقدشي من رأس هرم وزارة الدفاع .
المصادر ذاتها أكدت وجود مخطط إماراتي تم تكليف رجل الإمارات في القوات الحكومية الفريق صغير بن عزيز بتنفيذه عقب تشكيل حكومة المحاصصة المقبلة بتسريح القيادات العسكرية والميدانية للجيش الوطني المحسوبة على حزب ” الإصلاح ” واستبدالها بقيادات عسكرية تدين بالولاء للعميد طارق .
وفي السياق أكد وزير الخارجية الأسبق، أبوبكر القربي، وجود تحركات جديدة للمملكة العربية السعودية ” ضمن جهود التحالف لتنفيذ تفاهمات الرياض تعد مبادرة بتعيين نائبين للرئيس أحدهم جنوبي لم يتم التوافق عليهم بعد وعلى تشكيل حكومة محاصصة تنهي خلافات الشرعية مع الانتقالي ” .
واستدرك القربي بالتوقع بفشل هذه المبادرة السعودية في ظل عدم التوافق على عودة الحرس القديم للواجهة السياسية من هذه الزاوية ” ولكنها مبادرة لن تنهي الصراع ولن تؤدي إلى حل شامل وعادل ينهي الحرب ويحفظ سيادة اليمن ووحدة أراضيه وإستقلالية قراره ” .
إلى ذلك رأى مراقبون للشأن اليمني بأن التحركات الدبلوماسية للتحالف لا سيما التي تمارسها الإمارات تهدف لتقديم واجهة سياسية تدين بالولاء لابوظبي وتحافظ على مصالح الإمارات في اليمن .
واعتبروا مؤشرات المرحلة السياسية المقبلة لا تنم عن توجه حقيقي يعيد لليمن سيادته في ظل مصالح التحالف في اليمن وحرصهم على أن يبقى اليمن بلد ممزق تتقاسمه الميليشيات المسلحة وإمراء الحرب حتى يظل لها كلمتها في الساحة اليمنية وتضمن البقاء لمصالحها في بلد أرهقته الحرب لسبع سنوات من الاقتتال .
في حين ذهب البعض منهم للتأكيد على ان الحوثي سيكون الواجهة السياسية المستقبلية لليمن في ظل تعارض مصالحه مع مصالح التحالف في اليمن وأن الشعب اليمني سيتجه باقتناع تام للانضمام مع الحوثيين بعد أن اتضح للعيان الأهداف الحقيقية للتحالف في اليمن وما تسببه من مآسي في المحافظات المحررة ودعمهم لجماعات إرهابية عمدت بتوجيهات من التحالف لتنفيذ أعمال اغتيالات واسعة بحق قيادات المعارضة لا سيما في العاصمة المؤقتة عدن وغيرها من المحافظات المحررة .
المصدر : نيوز لايك