كشفت مصادر مقربة من محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة، عن مغادرة أسرة المحافظ بالكامل إلى العاصمة المصرية القاهرة، من أجل تأمينهم من أي مخاطر وشيكة عقب اقتراب الحوثيين من مدينة مأرب بشكل متسارع.
وكشفت المصادر عن انقطاع الاتصال بالشيخ سلطان العرادة خلال الخمسة الأيام الأخيرة، حيث أكد مقربون من الشيخ سلطان أنه مسافرا خارج مأرب منذ أيام وسيعود قريباً.
وقالت المصادر: إن “الذين غادروا إلى جانب أسرة المحافظ سلطان العرادة هم أقرباءه من أولاد عمه واصهاره وخمسة من أولاده”.
وأضافت: “أنهم قاموا بشراء 35 شقة في القاهرة ولا يزالون يبحثون عن المزيد من الشقق لاستيعاب العدد الكبير من أقرباء العرادة الذين غادروا مدينة مأرب”.
وأكدت المصادر أن تكاليف قيمة الشقق في العاصمة المصرية باهظة جدا، والشراء هناك يشترط أن يكون بالدولار الأمريكي.
وعلى صعيد متصل وصلت أسر قيادات رفيعة في الجيش إلى القاهرة، قادمة من مأرب، من بينهم أسرة وزير الدفاع الفريق محمد المقدشي.
كما غادرت أسر العديد من القيادات العسكرية والأمنية مدينة مأرب، باتجاه سيئون، استعدادا لمغادرة البلاد.
وتأتي مغادرة أسر قيادات الشرعية، تزامناً مع إعلان مليشيا الحوثي التقدم إلى قرب نقطة “الفلج”، أحد أهم وأبرز منفذ مباشر لمدينة مأرب والسيطرة على مديريتي الجوبة وجبل مراد المحاذية للمدينة.
وتمكنت جماعة الحوثي من تحقيق اختراقات كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تمكن الحوثيين ، من تعزيز مكاسبها الميدانية في محافظة مأرب النفطية، بالسيطرة على مديريات العبدية والجوبة وجبل مراد، في خطوة من شأنها تضييق الخناق أكثر على الحكومة الشرعية التي تتمركز قواتها في مدينة مأرب عاصمة المحافظة الواقعة شرقي اليمن.
وتمكنت جماعة الحوثي في 27 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من السيطرة على مديرية جبل مراد، في مأرب، التي تعد من أهم الجبهات الجبلية في المحافظة، وتشكل تهديداً مباشراً لها، ولمنطقة صافر، معقل حقول النفط والغاز والمصافي والمنشآت النفطية الأخرى.
وكانت مديريات العبدية والجوبة وجبل مراد، من أهم التحصينات الدفاعية للشرعية على منابع النفط والغاز التي تتركز في مديرية مأرب الوادي ومدينة مأرب عاصمة المحافظة.
ومنذ مطلع فبراير/شباط الماضي، تصاعد القتال بين الجيش الوطني والحوثيين في محافظة مأرب، بعد إطلاق الحوثيين عملية عسكرية للسيطرة على مركز المحافظة مدينة مأرب التي تضم مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش الوطني، إضافة إلى حقول ومصفاة صافر النفطية، وتمثل السيطرة على المدينة أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن.
والقتال في مأرب يمثل جانباً من معارك عنيفة يشهدها اليمن منذ نحو 7 أعوام بين الحوثيين من جهة، والجيش الوطني مدعوماً بتحالف عسكري تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها جماعة الحوثي بينها العاصمة صنعاء أواخر 2014.