أحيا آلاف اليمنيين، الإثنين، في عدد من مساجد عاصمة الثقافة الإسلامية “تريم” بمحافظة حضرموت شرقي البلاد، ذكرى المولد النبوي الشريف.
ووفق مراسل الأناضول، اكتظ مسجد “المحضار” الذي يعد أحد أبرز المعالم التاريخية والدينية باليمن، وساحاته المجاورة بالآلاف من المحتفلين، الذين توافدوا من مختلف مناطق وقرى مديرية تريم ومن عدة محافظات بالبلاد.
وعلى مدار أكثر من ساعتين، أحيا المحتفلون ذكرى المولد النبوي بالأذكار والأدعية وخطب دعوية تتناول سيرة النبي محمد (خاتم المرسلين)، وتخللها توزيع القهوة والتعطر بالبخور، وسط أجواء صباحية تضفي الروحانية على الحاضرين.
كذلك شارك في الاحتفال مئات من الطلاب الأجانب من دول عربية وأسيوية عديدة وهم طلاب يقدمون إلى مدينة تريم لتلقي تعاليم الشريعة الإسلامية في “دار المصطفى للعلوم الإسلامية”.
ودار المصطفى من المراكز الإسلامية التي تستقطب الطلاب من مختلف أنحاء العالم لغرض تلقي العلوم الإسلامية بالأسلوب العريق الذي تمتاز به الحضارات الإسلامية المعروفة.
وتميز الحفل بحضور جمع غفير من علماء تريم على رأسهم العلامة “الحبيب عمر بن حفيظ” أحد علماء اليمن البارزين وأحد مشائخ الصوفية بالبلاد.
كما أحيت مساجد أخرى بمدينة تريم، صباح الإثنين، ذكرى المولد النبوي بطقوس دينية تحمل طابع روحاني متجذر في سكان المدينة الذين أعطوا لهذه المناسبة اهتماما خاصا.
وتستمر احتفالات مولد سيد البشرية محمد عليه السلام على مدار شهر ربيع الأول الهجري، يشارك فيها معظم سكان تريم توجهاتهم الدينية والاجتماعية المختلفة.
وفي حديث للأناضول، قال محمد الحداد، وافد من مدينة إب اليمنية لحضور الاحتفال، إن “لهذه المناسبة أهمية كبيرة بالنسبة لنا، خصوصاً في الوضع الإنساني والسياسي والمعيشي البائس في اليمن”.
وأضاف:” أشعر أن المولد النبوي في هذه المدينة المباركة هي من تجمع اليمنيين رغم شتات الحرب والفتن الذي تدور بالبلاد”.
وأشار الحداد إلى أن “هذا الحدث يأتي اليوم مذكّرا لنا بميلاد منقذ البشرية”.
فيما قال يوسف محمد، سوري الجنسية، للأناضول إنني “أشعر بالسعادة وأنا أحضر هذه المناسبة للمرة السابعة في حياتي في مسجد المحضار التاريخي وإلى جوار المحبين لحبيبنا وشفيعنا محمد”.
بينما صلاح عبد الفتاح أندونيسي الجنسية قال للأناضول:” أتينا إلى اليمن لطلب العلم في تريم وأشعر بالسعادة الكبيرة بالاحتفال بالمولد النبوي، وبصفتي مسلماً لا أجد إلا السعادة بقراءة سيرة سيدنا محمد والاقتداء بسنته ولا أتمنى مغادرة اليمن حتى لا نفقد هذه الطقوس الجميلة”.
ويطلق على مدينة “تريم” مدينة العلم والعلماء؛ نتيجة كثرة عدد مساجدها وعلمائها ودور العلم، التي يقبل إليها الطلاب من مختلف بلدان العالم.
وفي 2010، اختيرت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.