تُواصل قوات الأمن في عدن استهداف الإعلاميين في إطار سياسة تكميم الأفواه ومصادرة الحريات والإجراءات التعسفية، والتعتيم على ما يحدث في المدينة من انتهاكات وما وصلت إليه من حال مأساوية، وسط تصاعد الانتقادات والسخط الشعبي والحقوقي ضد تلك الممارسات اللا قانونية.
حيث احتجزت قوات الأمن -ليل الثلاثاء- الإعلامية في قناة السعيدة مقدمة برنامج “طائر السعيدة” “مايا عبدالغفور العبسي” والطاقم المرافق لها في المدينة، لعدة ساعات، الأمر الذي اعتبره الكثير من الإعلاميين استهدافاً ممنهجاً للطواقم الإعلامية.
وجاءت عملية احتجاز الإعلامية مايا وطاقمها على خلفية تغريدة لها على “تويتر” قالت فيها “حقاً: وعاث الزمان.. وعانت عدن”، في إشارة إلى الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية والخِدمية المأساوية التي تشهدها عدن منذ قرابة 7 سنوات.
ووفق مصادر، فقد تعرضت “العبسي” وطاقمها للإهانة والسب والشتم ومصادرة الكاميرات والمعدات الخاصة بالطاقم، من قِبل قوات الأمن التي حاولت تبرير احتجاز “طائر السعيدة” بعدم حصوله على تصريح من الهيئة الإعلامية للمجلس الانتقالي، لتصوير البرنامج، ما اعتبره محللون مبرراً واهياً وغير صحيح، يخفي وراءه الدوافع الحقيقية التي من بينها المناطقية والعنصرية؛ كون طاقم القناة قادماً من المناطق الشمالية، إلى جانب سياسة القمع التي تستهدف الإعلاميين.
وقوبلت عملية الاحتجاز باستياء الكثير من المراقبين والإعلاميين الذين أكدوا أن استهداف المنتمين للسلطة الرابعة في عدن أمر يعكس مدى ما وصل إليه الوضع الحقوقي في المدينة التي تمارس سلطاتها أساليب قمعية متعددة للأصوات المناهضة للتحالف وأطرافه والتي تكشف حجم التردي في كل مجالات الحياة.
يُشار إلى أن حادثة احتجاز طاقم السعيدة في عدن، جاءت بعد أيام من اعتقال الصحفي “رأفت رشاد” مدير إذاعتي “عدنية إف إم” و”بندر عدن”، عقب إغلاق مقر الإذاعتين من قِبل قوات الأمن، وذلك على خلفية منشورات له انتقد فيها الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدماتية التي تعصف بالمحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف.
ومنعت قوات الأمن -في أواخر سبتمبر الماضي- الإعلاميين من التحرك بكاميراتهم دون تصريحات من الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي التابع للمجلس الانتقالي، وأكد الإعلاميون أن نقاط التفتيش رفضت التعاطي معهم رغم تأكيدهم أنهم يتبعون وكالات خارجية ويحظون بعلاقات جيدة مع الانتقالي.
وعدَّ الإعلاميون ذلك ضمن الإجراءات التعسفية والمتناقضة مع القوانين الإنسانية ومعايير حرية الصحافة والأعراف الدولية المتعلقة بذلك، مشيرين إلى تصاعد تلك الممارسات التعسفية عقب خروج انتفاضة شعبية ضد التحالف في المدينة.