تفاصيل مثيرة تكشف المعلومات الكاملة للانقلاب على الرئيس إبراهيم الحمدي ثم إغتياله بواسطة الجاسوس الإسرائيلي (صور+فيديو)
أعادت جماعة الحوثي إلى الواجهة قضية جاسوس اسرائيلي ارسله جهاز المخابرات الاسرائيلية (الموساد) إلى اليمن في سبيعينات القرن الماضي، ونشرت تفاصيل المهام الموكلة إليه وعملية ضبطه وتسليمه لجهاز المخابرات المصرية.
جاء ذلك في فيلم وثائقي انتجه الحوثيون بعنوان “جاسوس الموساد في اليمن” تضمن وثائق امنية، من محتويات ارشيف اجهزة الامن التي سيطرت عليها في العاصمة صنعاء، بما في ذلك تفاصيل خطة توجيه ضربة اسرائيلية جوية لليمن.
وبحسب الفيلم فقد أعدت دوائر صناعة القرار في “تل أبيب ” خطة توجيه ضربة تأديبية لليمن بعد أن تعرضت ناقلة النفط الإسرائيلية” كورال سي” للاستهداف أثناء مرورها في منطقة باب المندب في بتاريخ 11 من يونيو عام 1971م.
تضمن الفيلم وثيقة أمر قتالي من الدائرة العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صدر إلى أربعة من عناصر الجبهة، هم خليل فرحان ويوسف إبراهيم ومحمد سعيد وفادي مصطفى بتنفيذ مهمة مهاجمة وتدمير ناقلة النفط الإسرائيلية ” كولار سي”.
وأشار الفيلم إلى أن تنفيذ عملية باب المندب كانت هي الأخطر بالنسبة لإسرائيل وتزامنت مع تنفيذ المقاومة الفلسطينية خلال تلك الفترة عدداً من العمليات ضد الاحتلال الصهيوني ومصالحه خارج فلسطين، وتسليم منفذي العملية انفسهم لليمن.
موضحا، أن تعليمات الأمر القتالي لتنفيذ العملية تضمنت توجيه المنفذين باللجوء إلى أقرب شاطئ لدولة عربية وتسليم أنفسهم بعد تنفيذ المهمة. وأنهم سلموا انفسهم بالفعل للسلطات اليمنية في ساحل المخا، بعد نصف ساعة من تنفيذهم العملية.
وفي هذا السياق عرض الفيلم وثيقة صادرة عن الجانب اليمني بمنطقة المخا، أكدت أن المنفذين للعملية وصلوا إلى الشواطئ اليمنية بعد نصف ساعة من استهداف السفينة الإسرائيلية. وبدء جهاز الموساد بالترتيب لتنفيذ ضربة عسكرية تأديبية لليمن.
حسب وثائق الفيلم، فقد بدأ جهاز الموساد الإسرائيلي إجراءات تنفيذ الخطة بإرسال أحد أبرز ضباطه لجمع المعلومات اللازمة عن اليمن ” دولة ومجتمع” تمهيداً لشن الضربة العسكرية التأديبية. واسندت المهمة إلى ضابط يدعى “باروخ زكي مزراحي”.
زودت المخابرات الاسرائيلية (الموساد) ضابطها “باروخ زكي مزراحي” بكافة المعلومات والسجلات والبيانات المتعلقة بشخصيته السرية الجديدة وصل إلى اليمن باسم أحمد سعيد الصباغ وصفة تاجر مغربي الجنسية وسائح يهوى التقاط الصور.
وبدأ عميل الموساد تنفيذ مهمته في الشطر الجنوبي من اليمن آنذاك وبعد وصوله إلى عدن قادماً من نيوروبي، قام بتنفيذ مهمة رصد الوضع العام في ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية وكل ما يتعلق بخلافات السلطة في جنوب البلاد.
كما رصد معلومات جهاز الأمن السري الذي كان في طور تشكله إضافة إلى القوة العسكرية للجيش بمختلف وحداته وكذا كافة المعلومات المتعلقة بميناء عدن ثم عاد إلى المركز الإقليمي لجهاز الموساد في نيوربي لتسليم تقريره عن اليمن الجنوبي.
وأشار الفيلم إلى أن عميل الموساد عاد إلى اليمن في 18 من مايو 1972م لتنفيذ مهمة الحصول على كافة المعلومات اللازمة لتوجيه ضربة عسكرية تأديبية للشمال أو احتلال الجزر اليمنية لا سيما المنطقة الممتدة من باب المندب وحتى الحديدة.
شملت مهمة عميل الموساد كل من صنعاء وتعز والحديدة وكانت محطة وصوله الأولى هي مدينة تعز قادما من أسمرة وأثناء بقائه في تعز جمع أبرز المعلومات عن المدينة وعن المؤسسات العسكرية والأمنية قبل أن ينتقل إلى محافظة إب ومنها إلى صنعاء.
وذكر الفيلم الوثائقي إن ضابط الموساد، واصل تنفيذ مهمته في العاصمة صنعاء تحت غطاء اسم وصفة التاجر المغربي أحمد الصباغ ورصد ما يمكن رصده من مواقع عسكرية ومقرات رسمية، وانتقل إلى الحديدة التي وصل إليها في 22 من مايو 1972م.
في الحديدة، خصص ضابط الموساد ” باروخ زكي مزراحي ” جزءاً كبيراً من وقته للحصول على المعلومات والتفاصيل المتعلقة بميناء الحديدة ورسم خرائط تقريبية لأبرز منشآته والمعسكرات المحيطة به، وانهى مهمته في 26 مايو 1972، وكان يفترض أن يعود إلى تل ابيب.
لكنه قرر أن يلتقط المزيد من الصور لمنطقة شمال ميناء الحديدة ولسوء حظه كان قائد كتيبة المدفعية في الدفاع الساحلي اليمني النقيب محمد المقبلي في المنطقة ذاتها ودفعه حسه الأمني إلى التشكك في أمر التقاط باروخ للصور، ومساءلة باروخ (السائح المغربي) بشأنها.
حاول باروخ تبرير التقاطه للصور بأنه سائح مغربي يهوى التقاط الصور، غير أن المقبلي لم يقتنع بذلك وأصر على اعتقاله، فحاول باروخ أن يرشي النقيب المقبلي برشوة قدرها 2000 دولار مقابل إخلاء سبيله، ما ضاعف شكوك المقبلي أكثر ودفعه لاقتياده إلى امن الحديدة.
وفي القيادة العامة لأمن الحديدة، تكشفت حقيقة هوية السائح المغربي احمد الصباغ، وأنه عميل للموساد، ليكتب النقيب محمد المقبلي سقوط جهاز الموساد الإسرائيلي وفشل خطة توجيه الضربة العسكرية الإسرائيلية التأديبية لليمن، ويتعرض لملاحقات بالتصفية، دامت لعقود.
حسب الفيلم الوثائقي، فإن الضابط محمد محمد المقبلي كوفئ على انجازه بالتهميش في ظل سلطة علي عبدالله صالح عفاش، حيث يؤكد نجله أبو بكر، أنه عاش مكافحا بسيطا في كل شيء حتى حكاية القبض على باروخ كان لا يذكرها ولا يتفاخر بها باعتبارها واجبا أداه نحو بلده.
يضيف نجل الضباط محمد المقبلي، بأن والده لم يكن يعتبر ما قام به عملا ينتظر الشكر والتقدير على واجبه كما كان يقول، وكأن القبض على جاسوس للموساد أمر يحدث يوميا. ويلفت إلى أن راتب والده جرى توقيفه في اخر فترة حياته، ولم يعد إليه إلا بعد وساطات وجهد شاق.
وكشف الفيلم الوثائقي “جاسوس الموساد في اليمن” عن وثائق تظهر اتصالات بين ضباط يمنيين وجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) خلال عهد الرئيس الراحل ابراهيم الحمدي. وطلب الدعم لتنفيذ انقلاب على الرئيس الحمدي، الذي كانت توجهاته تثير مخاوف اسرائيل.
بين هذه الوثائق، وثيقة يبلغ فيها ضابط يمني جهاز المخابرات الاسرائيلية (الموساد)، بإمكانية تنفيذ انقلاب على الحمدي. لكن الفيلم لم يفصح عن اسم الضابط اليمني، الذي يلمح البعض إلى انه قيد يكون علي صالح عفاش، متسائلين عن مغزى اخفاء الفيلم هذه المعلومة.
وفي اول ردود فعل الفيلم، أعلنت السلطة المحلية التابعة للحوثيين في محافظة الحديدة عن تلقيها “توجيهات عليا” لتكريم الضابط اليمني الراحل العميد محمد محمد المقبلي، عبر اسرته، عد خمسين عاما من تهميش دوره الديني والوطني في القبض على الجاسوس الإسرائيلي باروخ مزراحي.
https://twitter.com/mohammed_quhim/status/1404117672820981760
وثيقة استلام إدارة الأمن للجاسوس الإسرائيلي من المقبلي الذي كان يحمل حينها رتبة نقيب
https://youtu.be/T3ILFKrvzLg