وردنا الآن | فاجعة كبرى وكارثة تحّل بالجيش الوطني في جبهات القتال بعد إنسحاب قيادات عسكرية بارزة ومصادر تتحدث عن المعركة الفاصلة ؟
لم يكن المقاتلون في قوات الجيش الوطني على دراية بأن مؤامرة تدار من وراء ظهورهم وأنهم سيكونوا هدفا مشروعا لطيران التحالف وخذلان بعض القادة الذين فقدوا شرف البزة العسكرية وهم يشاهدون رفقاء دربهم من الرتب العليا تكرم طهر تراب الوطن وتسقيه بدمائها وعن طيب خاطر .
لم يعد هنالك فرق بين جندي وضابط فالجميع تدور عليهم رحى المتأمرون وما أكثرهم ومن أبت صلابته الانكسار كان من نصيبه أن يساق لمذابح المواجهات وما عليه إلا أن يخوض معمعة المصير والحياة منفردا وهو يخوض حربا غير متكافئة مع مقاتلي الحوثي المدججين بمختلف أنواع السلاح الثقيل والخفيف والمتوسط .
رحل الشرفاء وظل الباحثون عن المناصب من ملاجئ البقاء فكان قرارهم رغم أن على أكتافهم رتب رفيعة وعلى صدورهم نياشين البطولات إلا أننا لم نجدهم فالبعض فضل قيادة المواجهة من أقرب محافظة والأخر فضل أن يكون مقر قيادته مجهولا عن مجنديه .
إنها الكارثة بأم عينها .. فهل بات الجندي الذي فضل المغادرة بعد أ ن ترك وحيدا مطالبا بتبرير رحيله عن ميدان المعركة أم من حقنا أن نتهمه بالخيانة والقائد الأعلى للقوات المسلحة ونائب القائد الأعلى وكبار القادة يديرون المعركة عبر اتصال هاتفي من خارج الحدود بأكثر من 1500 كم .
في هذا التحقيق الذي استعنا فيه بعدد من مراسلينا وبعض الزملاء الذين تعاونوا معنا في البحث عن أولئك الأبطال الذين وجدوا أنفسهم وحيدين وسط واحدة من أشرس وأعنف المعارك مع المليشيا الحوثية على أسوار مدينة مأرب .
في العاصمة المؤقتة عدن يصف المشهد المساعد ( مُفضل الصبيحي) بالمروع والكارثي في آن واحد وهو يحكي قصة الاندفاع الوطني للدفاع عن مدينة مأرب وكيف تحولت التعزيزات العسكرية القادمة من قوات العمالقة لمجرد كبش فداء يستبيحها المتأمرون فكانوا قرابين بلا ثمن لغارات غادرة من قبل طيران التحالف الذي استهدف تلك التعزيزت قبل وصولها إلى أرض المعركة وحولها لنهر من الدماء اختلطت بدخان المدرعات والأطقم بسوداوية الغدر وقبح الجريمة .
يقول ضيف تحقيقنا الملازم (محمد صالح) لقد تم استدراجنا لمصيدة تصفيت الحسابات وتلقينا طعمة غادرة من الظهر لكن هذه المرة من السماء ( طيران التحالف).. لقد عرفناهم على حقيقتهم هؤلاء ( ملعوني الوالدين .. جينا نقاتل الحوثي فكافؤنا بصواريخ طائراتهم الأنذال .. لا تصدقوا .. ذولا مجرمين ) .
وفي محافظة شبوة كان الرقيب ( نجيب العولقي) قد فضل مغادرة ميدان المعركة مرجعاً السبب في ذلك بأنهم تركوا وحيدين بعد استشهاد قائدهم دون أن يجدوا من يقودهم .
مضيفاً لقد بحثنا عن بديل فعرفنا أن بعض القيادات العسكرية غادرت لبعض المحافظات وتركتنا وحيدين لمواجهة مصيرنا المحتوم في واحدة من أشرس المعارك وأشدها ضراوة لاسيما ومقاتلي الحوثي يمتلكون أسلحة متنوعة في حين ينقصنا الكثير من السلاح لمواجهتهم .
ومضى بالقول: لقد أدركنا الحقيقة ولذلك فضلت أنا ومجموعة من زملائي بأن نعود لمنازلنا بعد أن تكشفت لنا الحقائق واتضح لنا كل شيء بوضوح تام ولا داعي للمزايدة ومن يزايد عليه أن يحضر لميدان المعركة ويكمل طريق أولئك الشهداء الأبطال .
في جهته يقول الجندي ( معين الحوري ) من ابناء محافظة عدن بأنه قدم برفقة عدد من زملاءه لتعزيز صفوف المقاتلين في محافظة مأرب بعد أن سمع النداء بطلب العون لكننا وجدنا أنفسنا محاصرين من الذي يفترض إنهم حضروا من أجل مساعدتنا .
ويكمل حديثه بالقول لكن المصيبة اللي ما راح ننساها بأن البعض من القيادات العسكرية عطفت ( انسحبت ) .. تصدقوا إنهم عطفوا وتركوا الشباب وحدهم يقاتلون بعد ما استشهد عدد من القادة العسكريين والأمنيين أثناء المعارك نشوف يمين نشوف يسار ولا عاد واحد منهم …
ويضيف بالقول وقتها عرفت إنها لعبة وكذبة كبيرة علينا متسائلا وينهم القادة ليش ما يكونوا في مقدمة الصفوف ويعطونا دعم معنوي ونفسي ونشعر إن فيه معنا رجال وقادة تقتحم مع أفرادها … واستدرك قائلا لو تشوف زملاء لنا استشهدوا ومعارك ورصاص موت أحمر وأنت كجندي ما فيه حد يوجهك ولا حد يعرفنا ايش المطلوب منا .. يارجال هذه قمة المهزلة .
المساعد أول ( عبدالله الحليسي) من أبناء محافظة أبين يقول أتينا من الشيخ سالم أنا والشباب واندفعنا نعزز إخواننا في مأرب نتفاجئ انهم مساكين الافراد يواجهون مصير مجهول قيادات استشهدت ومعارك حامية والرصاص مثل المطر والقذائف والدنيا بتصلى لصي والقيادة مش عارف من وين بيقودوا الجنود كل واحد بيقاتل بنفسه اللي هم قادة رجال خلاص استشهدوا ما بقي الا الهفل .
نستنتج مما سبق ذكره آنفاً بأن بواعث تسرب مقاتلي الجيش الوطني من جبهات القتال كثيرة وإن اختلفت والمسببات التي دفعت كثير منهم إلى مغادرة تلك الجبهات نحو قراهم وبلا رجعة متعددة وإن عظمت .. إلا أن الإستهداف الجوي لقوات الجيش من قبل طيران