شهدت الساعات الماضية تصعيدا عسكريا يعتبر الأعنف بين المملكة العربية السعودية ومسلحي جماعة الحوثي في اليمن.
وأعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية إطلاقه عملية عسكرية “نوعية” تعتمد على ضربات جوية “مُوجعة” ضد قوات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن التحالف قوله إن “العملية العسكرية تستهدف القدرات الحوثية بالعاصمة صنعاء”.
ومنذ صباح اليوم، أعلن التحالف في اليمن اعتراض 10 طائرات دون طيار مفخخة أطلقت باتجاه السعودية.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي إن “الواقع على الأرض وانتصارات الجيش اليمني والقبائل بمأرب يفسر وتيرة التصعيد الإرهابي من المليشيا”.
وأضاف المالكي وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية قائلا إن “رفع الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية فسر بطريقة عدائية”.
وكشفت مصادر مطلعة ، صباح اليوم سر عودة تصعيد مسلحي جماعة الحوثي في اليمن تجاه عمق السعودية.
ومنذ منتصف الأسبوع الماضي عاود الحوثيون لشن هجمات كبيرة وواسعة وتكثيف استخدام الطائرات المسيرة بمهاجمة السعودية.
وطالت الهجمات التي تنفذ منذ أسبوع العديد من المناطق في المملكة، تم خلالها استخدام عشرات الطائرات المسيرة.
غير أن التطورات الميدانية في مأرب- بحسب ما أكدت المصادر ذاتها- قلبت الموازين وأجبرت المملكة على تغيير موقفها.
وأشارت إلى أن القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي ورجال القبائل تمكنوا من صد هجمات شرسة للحوثيين.
ولفتت المصادر اليمنية إلى أن هذا أحرج قيادة السعودية التي تزعم أنها تقود تحالفا يهدف إلى منع الحوثيين من السيطرة على كامل أرجاء اليمن.
ونوهت إلى أن التطورات في مأرب، إضافة إلى التصعيد الكبير الذي بدأ قبل أيام ضد قوات الحوثيين في تعز دفع لتغيير موقف المملكة.
وأشارت إلى عودة طائرات التحالف التي تقودها السعودية للعمل بشكل ملحوظ ضد الحوثيين في جبهة مأرب.
لكن المصادر حذرت من أن ينجح الحوثيون في تغيير موقف السعودية، من خلال تصعيد الهجمات عليها بشكل كبير.
وأعلن الحوثيون خلال الأيام الماضية شن هجمات واسعة ضد “أهداف عسكرية واقتصادية” في السعودية.
وطالت الهجمات بحسب إعلان الحوثيين محافظات جدة والرياض وخميس مشيط وجيزان ونجران.
واستهدف الحوثيون قبل أسبوع منشآت لشركة (أرامكو) السعودية في جدة بصاروخ مجنح.
على الصعيد الميداني، أعلن الحوثيون عن قيام قوات التحالف بشن غارات جوية مكثفة على مناطق سيطرتهم في محافظة مأرب.
وذكرت قناة “المسيرة” التابعة لحوثيين أن طيران التحالف العربي نفذ 14 غارة على مديرية صرواح غربي مأرب”.
كما شنت 4 غارات أخرى على مديريتي مدغل وماهلية شمال غربي وجنوب مأرب.
ويوم أمس أفادت مصادر يمنية أفادت بمقتل العشرات في معارك ضارية بين قوات الحكومة اليمنية والحوثيين في محافظة مأرب.
ونقلت وكالة “فرانس برس” يوم السبت عن مصادر عسكرية حكومية تأكيدها أن هذه المعارك خلفت 90 قتيلا من الطرفين خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أن القوات الحكومية والعشائر الموالية لها خسرت 32 من مقاتليها، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
ويوم الأربعاء الماضي، أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ما كشفه موقع “خليج 24” في الـ18 من فبراير المنصرم عن بيع السعودية محافظة مأرب للحوثيين مقابل وقف هجماتهم على المملكة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن تفاهما تم عبر وسطاء بأن يوقف الحوثيون هجماتهم على عمق السعودية مقابل أيضا السماح بإدخال المساعدات الإنسانية لليمن.
وأكدت الصحيفة أن الاتفاق شمل أيضًا تخلي السعودية عن القوات الحكومية والموالية في محافظة مأرب مقابل وقف الحوثيين هجماتهم.
غير أن الصحيفة لفتت إلى قيام الحوثيين قبل أيام بتصعيد هجماتهم على عمق المملكة واستهداف العاصمة الرياض بصاروخ باليستي.
ولفتت إلى أن هذه الهجمات جاءت عقب فشل محاولات الحوثيين في السيطرة على مأرب، حيث تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح.