أذعنت المملكة العربية السعودية لأحد شروط الحوثيين لكي يوافقوا على مبادرتها التي أعلنتها لإنهاء الحرب في اليمن، وسمحت بدخول 4 سفن وقود إلى ميناء الحديدة.
وكان الحوثيون أكدوا أنهم لن يوافقوا على اقتراح وقف إطلاق النار إلا إذا تم رفع الحصار الجوي والبحري.
ومما يعتبره الحوثيون رفع الحصار السماح بإدخال المشتقات النفطية إلى اليمن.
وبحسب المصدر فإن التحالف بقيادة السعودية منح الإذن لأربع سفن تشمل سفينتين تحملان ما مجموعه 45 ألف طن من زيت الغاز.
إضافة إلى سفينة تحمل 5000 طن من غاز البترول المسا،ل وناقلة رابعة حمولتها 22700 طن من زيت الوقود.
ولفتت المصادر إلى أنه حتى صباح الأربعاء لم تكن السفن الأربع قد بدأت بالتحرك صوب ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون.
من جانبه، قال نائب وزير النقل في الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض ناصر شريف على تويتر إنه سُمح لعدد من سفن النفط بدخول ميناء الحديدة.
وبرر قرار دخول هذه السفن لتخفيف حدة الوضع الإنساني.
ويوم الإثنين الماضي، أعلنت السعودية عن مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن.
وتشمل المبادرة التي أعلنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إعادة فتح مطار صنعاء.
كما تشمل السماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة، وكلاهما تحت سيطرة الحوثيين المتحالفين مع إيران.
غير أن الحوثيين أعلنوا رفضهم للمبادرة ووضعوا عدة شروط من أجل الموافقة عليها.
لكن هذه المبادرة لقيت ترحيبا دوليا من دول عظمى ومن الأمم المتحدة.
وكتب “رجل دولة” في تغريدته المثبتة “أعود للتغريد تحت اسم جديد، بعد عدة أشهر من التوقف”.
وأضاف “وبعد أن أوقف تويتر حسابي إلى الأبد، ووضع حظراً على اسمي”.
وأردف “أعود وفاءً لوطني (السعودية) وحباً له، أعود لأفضح بن سلمان وأعري سياساته، فأنا القريب البعيد”.
وفي تغريده أخرى، كتب “رجل دولة” “أدرك بن سلمان مؤخراً أن بن زايد خانه وخدعه”.
وأضاف “ولولا الملفات التي يمسكها بن زايد ضده لأشعل صراعاً مع الإمارات أشد من ذلك الذي أشعله مع قطر”.
ووصف “رجل دولة” في تغريده أخرى “المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن جيدة إنسانيا”.
لكنها في الحقيقة-بحسب “رجل دولة”- اعترافٌ من السعودية بالهزيمة.
وقال “6 سنوات حرب أنفقت عليها المليارات وقتل فيها آلاف الرجال السعوديين ومثلهم من أبرياء اليمن”.
وأضاف “لم يستطع بن سلمان (وزير الدفاع وضارب طبول هذه الحرب) أن يحسمها لصالح المملكة”.
وقبل يومين، كشفت مصادر مقربة من الديوان الملكي في السعودية الأسباب الحقيقية التي تقف خلف إعلان المملكة “مبادرة” إنهاء الحرب في اليمن.
وأوضحت المصادر لـ”خليج 24″ أن أبرز الأسباب تصاعد الهجمات من اليمن على السعودية في الأسابيع الأخيرة بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وبينت المصادر أن قناعة أصبحت راسخة لدى حكام السعودية بأنهم تورطوا في حرب اليمن، وأنه بات لا مفر من إنهائها.
الأكثر أهمية لدى حكام المملكة- بحسب المصادر- أن الرياض باتت لوحدها في هذه الحرب.
وبات حكام السعودية على قناعة تامة بأن الإمارات قامت بتوريد المملكة بهذه الحرب وقامت بالانسحاب منها بعد سنوات قليلة.
ولم تكتفي الإمارات- كما تذكر المصادر- بل باتت تعمل أخيرا ضد مصالح السعودية بشكل واضح، وهو ما أثار غضبا سعوديا.
ولفتت إلى أن معلومات مؤكدة عن تنسيق عالي المستوى بين الحوثيين والإمارات في اليمن لأجل مصالح الطرفين.
فيما يواصل الحوثيون استنزاف السعودية بكافة المجالات، والتي كان آخرها استهداف منشآت أرامكو النفطية.
وأكدت المصادر أنه رغم أن الإمارات لا تزال محسوبة على “التحالف العربي” في اليمن إلا أن الحوثيين أوقفوا أي هجمات عليها.
وكان الحوثيون أعلنوا عن آخر هجوم طال الإمارات عام 2019 حيث نفذ بطائرة مسيرة واستهدف مطار دبي.
وحتى قبل إعلان الإمارات انسحابها الشكلي من اليمن، فإنه نادراً ما استهدف الحوثيون الأراضي الإماراتية بهجماتهم.
ونبهت إلى أن هذا يؤكد تلاقي مصالح الإمارات والحوثيين.
وبينت المصادر أن غضبا متناميا لدى حكام السعودية تجاه تصرفات الإمارات مع المملكة والعمل ضدها مؤخرا.
وكان القيادي في جماعة الحوثي محمد علي الحوثي كشف قبل أيام عن سبب استثناء الإمارات من هجماتهم وتركيزها فقط على السعودية.
وقائل إن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أرسل رسالة إلى أبو ظبي نصحهم فيها بالتوقف عن حرب اليمن.
وذكر الحوثي أن الإمارات أعلنت انسحابها رسمياً من الحرب في اليمن، وعلى إثر ذلك توقف استهدافها.
الأكثر أهمية ما يغضب حكام السعودية هو ما كشفته التصريحات والتقارير والوثائق والإحصائيات حول علاقة الإمارات وإيران.
وأكدت المصادر أن السعودية تعتبر الإمارات حاليا في صف إيران ولا تتفهم أية مبررات لهذه العلاقة.
ونبهت إلى أن الإمارات لطالما عملت في الخفاء ضد جهود كبيرة ومضنية بذلتها السعودية ضد إيران ووقف تدخلاتها في المنطقة العربية.
أعلنت المملكة العربية السعودية عن “مبادرة” لإنهاء الحرب في اليمن.
وجاء إعلان “مبادرة إنهاء الأزمة في اليمن” على لسان وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله.
وقال وزير خارجية السعودية إن “المبادرة تسعى لإنهاء الأزمة اليمنية، والتوصل لحل سياسي شامل”.
وتتضمن المبادرة- بحسب ابن فرحان- وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة.
وذكر وزير خارجية السعودية أن بلاده حريصة على ” أمن واستقرار اليمن، والمنطقة، والدعم الجاد للسلام وإنهاء الأزمة اليمنية”.
ولفت إلى أن المبادرة تتضمن إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية للسفن والمشتقات النفطية من ميناء الحديدة.
وذلك في حساب مشترك بالبنك المركزي اليمني، وفقا لاتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية.
وتشمل المبادرة-بحسب وزير خارجية السعودية- بدء مشاورات بين الأطراف في اليمن بهدف التوصل إلى “حل سياسي برعاية الأمم المتحدة”.
وأكد أن هذا الحل يكون بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.
ولفت الوزير السعودي إلى أنه يأتي “في إطار دعم جهود المبعوث الأمم لليمن والمبعوث الأميركي لليمن”.
لكن المتحدث الحوثي أكد مواصلة الحديث مع السعودية وعمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام.
وشدد على رفض ما اعتبره “مقايضة” الملف الإنساني مقابل “أمور سياسية” مع السعودية.
وأعلنت الخارجية الأمريكية في بيان لها في وقت سابق اليوم أن وزيرها أنتوني لينكين ناقش مع نظيره السعودي ملف اليمن.
وذكرت أنهما ناقشا التعاون الوثيق لدعم جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث والمبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ، لإنهاء الصراع في اليمن.
وشددت الخارجية الأمريكية على ضرورة التزام جميع الأطراف في اليمن بوقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.