كشفت مصادر إماراتية، اليوم الاثنين، عن مخطط إماراتي، يقوده ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، لتفجير الأوضاع في سلطنة عمان.
وقالت المصادر إن هناك “صراعًا خفيًا يجمع الإمارات وسلطنة عمان منذ أعوام داخل اليمن،. بفعل مساعي السلطات الإماراتية الرامية إلى تثبيت نفوذها في محافظة المهرة على الحدود مع سلطنة عمان،. تمهيدًا لضرب استقرار الأخيرة في مقتل، والاستحواذ عليها شيئًا فشيئًا”.
وتعتبر عُمان “المهرة” عمقًا استراتيجيًا لها لأهميتها الكبيرة على أمنها القومي وذلك لما تشاركه المحافظة من حدود واسعة من البلاد.
وفي هذا السياق، يقول الأكاديمي العُماني المتخصص بالشؤون الاستراتيجية. عبد الله الغيلاني: إن “المهرة تعد أمنًا قوميًا بالنسبة للسلطنة، لأنها المنطقة الفاصلة بين عُمان وسائر اليمن الذي يمر بحالة احتراب وتمزق. خاصة أن مسقط استثمرت في هذه المدينة خلال السنوات الـ40 الماضية؛ عبر البنية التحتية والتنمية ولديها علاقات استراتيجية مع القبائل فيها”.
وكانت الإمارات بدأت صراعها مع سلطنة عمان قبل أكثر من عام بحملات تجنيس لأبناء المناطق اليمنية الحدودية.
وكشفت معلومات سابقة عن مساعٍ إماراتية لنسج علاقات متينة بحلفاء محليين في المهرة. وشخصيات اجتماعية معتبرة في السلطة المحلية بالمحافظة. وكسب ولاءات قبلية وسياسية واسعة عبر النشاط المتظلل بالعنوان الإنساني والخيري الذي يقوم به الهلال الأحمر الإماراتي.
وفي وقت سابق، كشف الباحث اليمني، نجيب السماوي. أن الهدف الرئيسي للإمارات خلف تدخلها في المهرة ومحاولة احتلالها عبر ميليشياتها بالمجلس الانتقالي الجنوبي المزعوم. هو حصار سلطنة عمان من بوابتها الغربية.
ونقلت صحيفة “الخليج أون لاين”، عن “السماوي”، قوله: “نحن نعلم بالخلافات بين الدولتين، وهذا يعني أن السلطنة ستكون تحت ضغط أكبر، مستقبلًا، في حال نجحت أبو ظبي”.
تحركات عاجلة من سلطنة عمان
ولقطع الطريق أمام مخططات الإمارات في المهرة أصدر سُلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد أصدر في 2017 مرسومًا قضى بمنح الجنسية العمانية لأسرتي، سلطان المهرة الشيخ عيسى بن عفرار، ومستشار الرئيس اليمني ورئيس أول حكومة في دولة الوحدة اليمنية حيدر أبوبكر العطاس، بالإضافة لمنحه الجنسية لعدد 69 شخصًا من أبناء الأسرتين.
ويبدو أن الدافع الأبرز خلف محاولة عُمان تمكين نفسها في محافظة المهرة، هو سعي السلطنة إلى تأمين نافذة لها باليمن، بغية الاحتفاظ بقدر كافٍ من الحضور في البلد الذي يشرف على أحد أهم منافذ التجارة البحرية.
وعلى صعيد متصل، استضافت سلطنة عمان مؤخرًا أول اجتماع مباشر بين مسؤولين أمريكيين كبارًا وشخصيات من ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران لإنهاء الحرب في اليمن المستمرة منذ نحو 6 سنوات.
وذكرت وكالة “رويترز” أن الاجتماع، عُقد في 26 فبراير/شباط الماضي، أي بعد 10 أيام من رفع إدارة “بايدن”، ميليشيات الحوثيين رسميًا من قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية.
ويأتي التدخل المباشر من السلطان هيثم على خط الأزمة هذا في الوقت الذي تسعى في الإمارات لتوسيع نفوذها في اليمن.