اعتبر محلل سياسي روسي، تحركات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأخيرة، تحوّلًا استراتيجيًا تجاه تحالف المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية لصالح المعسكري الشرقي.
وذكر المحلل السياسي، ألكسندر نازاروف، في مقال نشره موقع “روسيا اليوم”، أن تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” السعودية، أمين بن حسن الناصر، بأن الشركة ستعطي الأولوية لأمن الطاقة في الصين على مدار الخمسين سنة القادمة وما بعدها، تمثّل تحديًا مباشرًا للولايات المتحدة الأمريكية.
وجاءت تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” السعودية، عشية زيارة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى المملكة والإمارات وسلطنة عمان والبحرين وإيران وتركيا، أي بشكل أساسي إلى الدول التي تعدّ أكبر مورّدي الطاقة إلى الصين.
وأشار “نازاروف” أن الخطوة السعودية هي تحدٍ لإمدادات النفط الأمريكية، التي فرضها “ترامب” على الصين.
وأضاف أن الرياض تقدّم نفسها كشريكٍ استراتيجيٍ للصين في الوقت الذي تقترب فيه واشنطن من مواجهة شاملة مع بكين، وبينما يمثّل الاعتماد على واردات الطاقة النقطة الأكثر ضعفًا في الاقتصاد الصيني، والذي سوف يكون بطبيعة الحال، الهدف الأول للولايات المتحدة الأمريكية، حال تصاعد الصراع مع الصين.
بمعنى أنه في السنوات القادمة، سوف يستحيل أن تكون شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة الأمريكية والصين في نفس الوقت.
واستبعد المحلل السياسي الروسي أن تكون التصريحات السعودية حول استعدادها لضمان إمدادات النفط إلى الصين في الخمسين عامًا القادمة خدعة للضغط على إدارة بايدن، التي أحيت قضية خاشقجي، وأنهت دعمها للسعودية في حرب اليمن، وتتحدث بشكل عام مع الرياض بازدراء وتعالٍ.
وخلال الاجتماع الذي جرى بين “وانغ يي” ومحمد بن سلمان، أعرب الأخير عن دعمه لمواقف الصين بشأن هونغ كونغ، وقضية الإيغور، وأعلن عن إيمانه بإحياء الصين كقوة عظمى رائدة، ووافق على التعاون في تطوير شبكات (5G.)
وبحسب الكاتب أن الأمير محمد بن سلمان، انحاز إلى جانب الصين بشكل واضح في جميع القضايا الخلافية الأكثر إلحاحًا في إطار المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
ويرى “نازاروف” أن الرياض مستعدة حقًا لاتخاذ خيار استراتيجي بالانشقاق عن المعسكر الأمريكي لصالح المعسكر الصيني.
لكن الأهم من ذلك، أن البترودولار ليس فقط أساس القوة الأمريكية، بل هو الخيط الرفيع الوحيد الذي يتعلّق به الاقتصاد الأمريكي حتى لا يسقط في الهاوية.
أي أنه إذا ما تحوّلت المملكة العربية السعودية من الدولار إلى اليوان في تداول النفط، سوف تتغير عملة التجارة العالمية وعملة الاحتياطي. سينهار الدولار، ومعه سينهار هرم الديون العالمية، سيهوي الاقتصاد الأمريكي بمقدار النصف، وستبدأ المناوشات العرقية والاجتماعية التي اشتعلت بالفعل منذ فترة في التحوّل إلى مرحلة الحرب الأهلية، ثم انهيار الولايات المتحدة الأمريكية كدولة موحّدةٍ قوية.
أي أنه، وبدون أي مبالغة، يمسك ولي العهد، محمد بن سلمان، بمفتاح سحري لأبواب النظام العالمي الجديد، والذي سوف يتوجه نحوه العالم على أي حال، لكن بإمكان الرياض الآن أن تسرّع هذه العملية بشكل كبير.
ولفت كاتب المقال إلى أن هذا الاتحاد الاقتصادي المثالي سيصبح سببًا للصراع بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن أن تصبح منطقة الخليج ساحة لمعركة حقيقية بين جيوش وبحرية الولايات المتحدة والصين.
وكان الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد، ندد في وقت سابق بمواقف إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن، المتشددة تجاه المملكة والتي منها إنهاء الدعم العسكري للعمليات الهجومية للحرب في اليمن.
وقال الأمير المقرب من ولي العهد في حديث له على التلفزيون السعودي: “إن هناك كثير من البدائل مطروحة أمام السعودية لشراء السلاح”.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي بلا شك أفضل من يبيع السلاح وأفضل من تعاملت معه المملكة، لكن الرئيس “بايدن” يوفي فيما يبدو بوعوده الانتخابية، والتي تقضي بأن لا يدعم التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.