شهدت إحدى الدول العربية قصة أغرب من الخيال، حيث توفيت عروس ووالدتها وشقيقها في ليلة الدخلة بشكل مفاجئ وبطريقة غريبة.
وقالت صحيفة “أخبار اليوم” المصرية: لم تستطع وفاء وأمها وأخيها أن يفترقوا فجمعهم ملك الموت في مشرحة زينهم، ذلك المكان الذي تحاوطه أسوار عالية صعب اجتيازها إلا من مدخل محدد، ويغلق أبوابه على الكثير من الحكايات الغريبة، والمؤلمة في ذات الوقت.
وأضافت عند الساعة الثالثة فجرًا، صعد مساعد دكتور التشريح إلى مكتبه ليبلغه بحضور جثة لفتاة في العشرينات متوفاة واليوم هو يوم زفافها.. في تلك اللحظة توقع الدكتور أن تكون الوفاة بسكتة قلبية بسبب الإجهاد والتوتر الذي تتعرض له العروس قبل الزفاف، أو أن زوجها اكتشف أنها ليست عذراء فقتلها، فنزل الطبيب مسرعا ليعاين الجثة ويعرف سبب الوفاة.
وفور نزوله طلب رؤية الزوج ليسمع منه ما حدث، فقال الزوج: “بعد انتهاء الفرح ووصولنا لمنزل الزوجية وأصبحنا بمفردنا، طلبت مني وفاء أن تصلي ركعتين شكر لله على إتمام الزواج بعد 3 سنوات من المعاناة مع أعمامها ليقبلوا بزواجي بها، وقالت سأصلي ركعتين ثم أنادي عليك لنصلي معا، فغازلتها وضحكنا وقلت لها منتظرك”.
وأضاف: وبالفعل دخلت العروس وبدلت فستان الفرح وارتدت «إسدال صلاة» وتوضأت وبدأت في الصلاة وكنت أسمع صوتها وهي تدعي وتبكي، فتركتها وأغلقت الباب وخرجت، ولكن طال الوقت وبعد ساعة إلا ربع، رأيت خيال على الحائط فتوقعت أنها قد انتهت من الصلاة، فدخلت وجدتها ساجدة فبادرها بسؤال ضاحك: “هل سنقضي ليلة الدخلة في قيام الليل؟”.
وواصل : “لم تحرك ساكنا، ولم أسمع صوت دعائها، فاقتربت منها أهزها وبمجرد لمسها وقعت على سجادة الصلاة ولا تتنفس، ووجهها مبتسم، خرجت كالمجنون أصرخ واستغيث بالجيران، ومنهم من سكب عليها الماء وحاول إفاقتها ولكن دون جدوى، وأخذناها وذهبنا للمستشفى، فعلمت حينها من الطبيب أنها توفيت، ولكن لعلمهم أنها عروسة في ليلة دخلتها شكوا بأن يكون هناك شبهة جنائية وحولوها للطب الشرعي”.
وفي هذه الحظة استدار الطبيب ليتوجه لغرفة التشريح، فوجد سيدة طيبة ووجهها برئ جدًا على حد وصفه تقول له لو سمحت يا دكتور.. وقبل أن تكمل كلامها قال لها “أنتي أمها وعايزة تشوفيها” فقالت: نعم، ورغم أن ذلك ممنوع وافق الطبيب أن ترى ابنتها قبل التشريح، وطلب من مساعده أن يزيل أداوت التشريح حتى لا تراها الأم ويغطي جسد البنت ولا يظهر منها إلا وجهها فقط، ودخلت مع الطبيب لترى ابنتها في منتهى الهدوء والثبات.
وبمجرد ما رأت الأم ابنتها ابتسمت بهدوء، وقبلت جبينها وقالت لها: “طيبتي حية وميتة يا حبيبتي، إنا لله وإنا اليه راجعون، لا إله إلا الله” واستدارت لتخرج من غرفة التشريح بمنتهى الهدوء والصبر ولكنها شعرت بدوار فسندها الطبيب وذهب بها لغرفة الأشعة لتستريح فطلبت منه مياه لتشرب وسجادة صلاة لتصلي، وتركها تصلي وتدعي وتبكي، وذهب لغرفة التشريح ليبدأ في عمله، وبالكشف المبدئي على البنت تبين أنها عذراء، ولا يوجد أي أثار عنف.
في تلك الأثناء لمح الطبيب ضوءًا أبيض على شكل إنسان يسير في اتجاه غرفة الأشعة وله جناحان فتذكر الخيال الذي رآه العريس فترك ما بيده وخرج مسرعًا في اتجاه الغرفة فرأى ذلك النور يخرج ولمسه وهو خارج وشعر الطبيب وقتها أن برودة شديدة صعقته، فوقف مكانه لثواني ثم استجمع قواه ودخل ليرى الأم ساجدة فاقترب منها ولمس كتفها فسقطت متوفاة مبتسمة ووجها يضيئ بالرضا، فحملها للكنبة وبكى وقال لها “ماذا بينك وبين الله أنت وابنتك لتموتا بهذا الهدوء والرضا والسلام”.
ورجع الطبيب لغرفة التشريح وهو متوتر فسأله مساعده ماذا حدث فقال له إن الأم توفيت، كما توفيت الأبنة، ونظر لوجه البنت فوجد ابتسامتها زادت وعينيها أغمضت باطمئنان وسكينة، فذهب للزوج ليخبره بما حدث فزاد انهياره ومسك يد حماته وظل يقبلها، ويدعوا لها.
سأل الطبيب هل يوجد أحد من أقاربهم هنا؟ فقيل له لا يوجد سوى ابنها وهو جالس في السيارة بالخارج منهار، فقال الطبيب سوف أخرج لأخبره بما حدث، وخرج الطبيب وجيران العروس ينظرون إليه بترقب يريدون أن يفهموا ما يحدث، فصعد داخل السيارة وجلس بجوار الابن ولكنه لم يلتفت إليه، وعندما وضع الطبيب يده على الابن وجده ميتًا بنفس الابتسامة.
ويواصل الطبيب روايته، قائلًا: “في لحظات كانت الأم وابنتها وابنها مستلقيون على ترابيزات التشريح داخل مشرحة زينهم، بعد ساعات معدودة من فرح الابنة”.