بسبب انقطاع الكهرباء وغياب الدولة …
سكان عدن يبحثون عن قطعة ثلج بين ظلام دامس وغلاء فاحش وموجة حرّ عاتية.. وسعر قالب الثلج يتخطى حاجز الـ” 4000 “ ريال
مجتهد نيوز | تقرير .
تتوالى الأزمات الخانقة والاختلالات الامنية تباعا على مدينة عدن بالتوازي مع أزمة الكهرباء التي فاقمت معاناة المواطنين، الذين استبدّ بهم الحرّ الشديد، فخرجوا إلى الشوارع هائمين، بحثاً عن قطعة من الثلج، ليُفاجأوا بارتفاع سعره إلى مستويات خيالية، فاقت قدرة الكثير من الأسر على الشراء.
ووفق مصادر محلية في عدن، فقد شهدت المدينة -اليوم الخميس- ازدحاماً خانقاً على محلات بيع الثلج، الذي اختفى من السوق، وارتفع سعره لدى من تبقى من البائعين، من 2500 إلى أكثر من 4000 ريال للقالب الواحد.
وأضافت المصادر أنّ الثلج ليس الوحيد الذي طالته موجة الغلاء الفاحش، بعد انقطاع الكهرباء، إذ وصلت إلى كل ما يعتصم به المواطنون من الظمأ، ومن ذلك البطيخ الذي تضاعفت أسعاره، هو الآخر، مع إقبال السكان عليه، من 250 ريالاً إلى 400 ريال، للكيلو الواحد.
المواطنون، الغارقون في الظلام، والمخنوقون بالأزمات، واللاهبة أحشاؤهم من الحرّ والعطش؛ اتهموا بائعي الثلج باستغلال وضعهم البائس لرفع الأسعار، والتكسّب من معاناتهم، ومضاعفتها، في ظل غياب الجهات الرقابية والسلطة المحلية، التابعة للانتقالي، المسيطر على العاصمة المؤقتة، وتواطؤها.
فيما برّر مصنع ثلج الجزيرة، بحسب مصادر مطلعة، انعدام الثلج وارتفاع أسعاره، بالضغوط الهائلة التي يواجهها، جراء الإقبال الشديد من قبل المواطنين، وانقطاع التيار الكهربائي، والمياه، وانعدام الديزل، ما جعل المصنع عاجزاً عن تلبية حاجة السكان.
يأتي هذا فيما يلفُّ العاصمة المؤقتة ظلام دامس، وتجتاحها موجة حرّ عاتية، جراء خروج المنظومة الكهربائية عن الخدمة، نتيجة نفاد كميات الوقود، وعدم توفيرها من قبل الجهات المسؤولة، رغم مطالبات مؤسسة الكهرباء المتكررة، وتحذيراتها من تداعيات تجاهل السلطات لذلك.
كما أوقفت شركة السعدي للطاقة المشتراة -الأربعاء- العمل في محطتها الكهربائية في مديرية المنصورة، بسبب عدم سداد حكومة الشرعية مستحقاتها البالغة أكثر من 14 مليون دولار، رغم المهلة التي حدّدتها الشركة والتهديد المسبق بذلك.
وشهدت عدن عدداً من التظاهرات الغاضبة من تردّي الخدمات الأساسية في المدينة، وعلى رأسها الكهرباء، آخرها يوم أمس، حيث قطع محتجون عدداً من الطرق الرئيسة في مديرية التواهي.
المحتجون على انقطاع الكهرباء عن منازلهم أحرقوا عدداً من الإطارات التالفة في شوارع التواهي، ما أدى إلى إيقاف حركة السير.. مطالبين السلطات المحلية، بقيادة أحمد حامد لملس، بسرعة إيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء