قال أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات إبراهيم فريحات إن إيران وباكستان وايضا مصر هي من أبرز الدول التي تستهدفها القواعد العسكرية الإماراتية الإسرائيلية المشتركة في جزيرة سقطرى اليمنية.
وكانت مصادر إعلامية ومعاهد سياسية نشرت قبل أيام أخبارا عن بدء الإمارات بإنشاء قواعد عسكرية لها في جزيرة سقطرى اليمنية بالتعاون مع إسرائيل.
وأكد فريحات في تصريحات لبرنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ (2020/8/30) أن القاعدة العسكرية الإماراتية الإسرائيلية في سقطرى ستكون قاعدة للتجسس على أذرع إيران في اليمن، خاصة الحوثيين.
وأشار إلى أنها سوف تستهدف باكستان التي تتخذ موقفا معارضا بشدة لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي الذي أعلن عنه مؤخرا، كما أكد أن مصر ستكون إحدى أهم الدول تضررا من هذه القاعدة التي ستكشف الكثير من الأنشطة التجارية البحرية لمصر.
وأوضح فريحات أن الاتفاق الذي وقع بين الإمارات وإسرائيل مؤخرا يختلف تماما عن اتفاق السلام الذي وقعه الأردن ومصر من قبل مع إسرائيل، فهو ليس اتفاقا تطبيعيا، بل تحالف بين الدولتين على مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية إستراتيجية ستتأثر بها المنطقة بشكل عام وليس الإمارات وإسرائيل فقط.
أما الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري فأكد أن الإمارات كانت موجودة منذ فترة في جزيرة سقطرى في إطار سعيها لتوسيع وزيادة قواعدها العسكرية في القرن الأفريقي، والتي تبلغ 6 قواعد، لكنها تدرك أنه لصغر حجمها أنها بحاحة لرافعة عسكرية تدعم وتثبت وجودها في سقطرى، لذلك لجأت إلى التشارك مع إسرائيل التي تحظى بدعم أميركي ودولي لا نظير له.
واتفق الدويري تماما على خطورة اتفاق السلام الأخير بين الدولتين، مؤكدا أن آثاره السلبية ستعكس على الكثير من دول المنطقة، وأنه يجري التسويق له بقوة لفرضه على الشعوب، مشيرا إلى أن الإمارات تسعى إلى لعب دور سياسي وعسكري يفوق حجمها الفعلي بكثير.
بدوره، شدد القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني على أن الإمارات سبق أن استعانت بالإسرائيليين في تنفيذ هجماتها على اليمنيين، بما في ذلك تنفيذ الاغتيالات بحق قيادات يمنية وطنية، لكنها الآن تريد تعاونا أكبر مع الإسرائيليين، لتستطيع أن تستولي على جزيرة سقطرى وتضع يدها على مقدرات اليمن وثرواته وتنفذ أجندة سياسية وعسكرية لها بالمنطقة.
ورفض الحسني أن يبرئ الرياض مما ترتكبه الإمارات في بلاده، مؤكدا أن الدولتين وجهان لعملة واحدة، والفرق الوحيد بينهما هو أن الإمارات خلعت قناع الحياء وأصبحت تمارس الخطايا علنا، فيما تتوارى الرياض خلفها.
ورغم أن طهران هي هدف رئيسي للقاعدة العسكرية الإماراتية الإسرائيلية في سقطرى فإن فريحات استبعد أن تتخذ إيران رد فعل حاسما ومباشرا ضدها، متوقعا ألا يتجاوز رد الفعل الإيراني بعض التصريحات الغاضبة والمنددة.
ولم يبد الدويري أي تفاؤل برد فعل قوي في المنطقة ضد القاعدة العسكرية المشتركة، مشيرا إلى حالة التراجع والتقهقر بمواقف الدول العربية الفاعلة والقوية مثل مصر والسعودية.
أما الحسني فأكد أن اليمنيين الذين سبق لهم أن أخرجوا البريطانيين والبرتغال وغيرهم من الاستعماريين من سقطرى لن يستعصي عليهم إخراج الإماراتيين والإسرائيليين، شريطة أن ينبذ اليمنيون خلافاتهم جانبا، وهي الثغرة التي قال إن الإمارات والسعودية استغلتاها لتعيثا فسادا باليمن.
المصدر : الجزيرة