“فورين بوليسي”: في ظل الاحتجاجات.. ترامب بات أضعف الرجال الأقوياء في العالم
مجتهد نيوزـ متابعات
رأت مجلة ”فورين بوليسي“ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بات ”أضعف الرجال الأقوياء“ في العالم، في ظل الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة على خلفية وفاة المواطن من ذوي البشرة السمراء جورج فلويد على يد رجل شرطة أبيض.
وقال أستاذ العلاقات الخارجية في جامعة ”هارفارد“، ستيفان والت، في مقال نشرته مجلة ”فورين بوليسي“، يوم الإثنين، إن ”استخدام ترامب للعنف والانقسام ليس دليلا على القوة، بل على العكس، فإنه إشارة تعكس اليأس، وإنه من الصعب للغاية توقع إلى أي مدى ستصل موجة الاحتجاجات، وإلى أين ستقود البلاد خاصة أن النزعة الفردية للتمرد تبدو بعيدة كل البعد عن إمكانية توقعها، حتى ولو كنت في دولة ديمقراطية“.
وأضاف أنه ”حتى الآن، فإنه من الصعب للغاية على المراقبين في الخارج توقع طبيعة القشة التي ستدفع المزيد من المحتجين للخروج إلى الشوارع للمشاركة في الاحتجاجات التي يمكن أن تنمو مع مرور الوقت، خاصة إذا كان رد فعل الحكومة يعزز انفجار الغضب الشعبي“.
وتابع والت أن ”ترامب وبعض مدمني العنف مثل السيناتور الجمهوري توم كوتون، يعتقدون أن كل ما يحتاجه الأمر كي تهدأ الاحتجاجات هو استعراض بلا هوادة للقوة، لكن يجب على ترامب أن يعيد التفكير مرة أخرى، فكما تكشف لشاه إيران وبعض القادة الاستبداديين، فإن استخدام القبضة الحديدية يمكن أن يؤدي إلى تحول المظاهرات السلمية إلى العنف، ودفع المزيد من المواطنين للانضمام إلى الاحتجاجات، والخروج إلى الشوارع، وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى تحول مواقف الأجهزة الأمنية أو حلها“.
طبيعة حركة التظاهرات
وأشار والت إلى أن ”الأهم من ذلك هو أن الوضع الحالي بعيد تماما عن الفوضى العامة، وهو الوضع الذي يمكن أن يبرر رغبة ترامب ومسؤولين آخرين مثل توم كوتون في الاستخدام المطلق والواسع للعنف، نعم، هناك عمليات سطو إجرامية، وهؤلاء المسؤولون عن تلك الأعمال يجب أن يُدانوا على أوسع نطاق، ويتم القبض عليهم ومحاكمتهم، لكن المعلومات الأولية الواردة من ائتلاف إحصاء الحشود تشير إلى أن الغالبية العظمى من المحتجين كانوا سلميين، وأن حوادث العنف كانت الاستثناء، إضافة إلى أنه في معظم الحالات فإن ردود الفعل المبالغ فيها من جانب الشرطة هي التي تسببت في اشتعال العنف“.
وأكد أنه ”من المهم إدراك طبيعة حركة التظاهرات، وأنها لا تهدف على الإطلاق إلى تدمير المؤسسات العامة أو تعطيل العمل بالدستور، ولا يوجد أحد يشعل النيران أمام مقر الحكومة الأمريكية، أو يقتحم البيت الأبيض، ويحاول خطف المسؤولين“.
ونوه إلى أنه ”لا يوجد حاكم واحد طلب مساعدة فيدرالية في مواجهة الاحتجاجات، وبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، فإن البعبع الخطير المعروف باسم حركة أنتيفا لا تحرض على العنف، على العكس من بعض الميليشيات اليمينية الأخرى“.
وتوقع أن ”يتصاعد مستوى الغضب من الآن إلى تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، خاصة في المدن“، مشددا على أن ”الأمر لن يكون قاصرا على الظلم العرقي، فمع جفاف الدعم المالي الفيدرالي واستنفاد المدخرات الشخصية، لن تتمكن أعداد كبيرة من الأمريكيين من دفع الإيجارات وسيواجهون الطرد من منازلهم“.
وأنهى الكاتب مقاله بالقول: ”سيظل المرض (كورونا) منتشرا وسيموت البعض، ونتساءل جميعنا متى يمكننا استئناف بعض مظاهر الحياة الطبيعية، سيراقب الأمريكيون بشيء من الحسد كيف استطاعت دول أخرى تخطي الأزمة بإدارة أفضل للأزمات، ويتساءلون لماذا لا يستطيعون أن يكونوا مثلهم“.